على الرغم من غياب إحصائيات دقيقة لعدم إجراء تعداد سكاني في العراق منذ العام 1997، إلا أن دراسات وبحوث وزارة التخطيط تقترب من النسب الحقيقية استنادا إلى معايير علمية وواقعية، حيث أعلنت مساء أمس الأحد، أن نسبة الفقر تتراوح بين 25 إلى 32 بالمئة في العراق.

ونفذت الوزارة عبر الجهاز المركزي للإحصاء وبمشاركة البنك الدولي ومنظمات دولية أخرى، عددا من المسوح الميدانية في العراق، والتي ظهرت من خلالها المؤشرات التقريبية لواقع الفقر في العراق بحسب المناطق والمحافظات وبناء على هذه المؤشرات تم وضع الاستراتيجيات الخاصة بخفض الفقر في العراق، كما قال المتحدث باسم التخطيط عبد الزهرة الهنداوي.

للمزيد: آخر مرة عام 1997.. العراق يكشف مراحل التعداد السكاني

نسب تقريبية

الهنداوي أشار خلال استضافته على قناة “رووداو”، إلى أنه “جرى مسح عام 2004 و2017 و2018، وأن بيانات تلك المسوح تقترب من الحقيقة حوالي 95 بالمائة، وتوفر أريحية بوضع السياسات لمعالجة الفقر، وبناء على هذه المعطيات أطلقت ستراتيجيات نجحت في تحقيق نسبة كبيرة من الأهداف”.

وأعقاب ذلك، “لم تجري وزارة التخطيط في 2019 مسحا ولا دراسة، إلا أنها عادت لتجري دراسة تقديرية في العام 2020 إبان جائحة كوفيد 19 “، وفق عبد الزهرة، مبينا أنه “بعد 2014 ارتفعت نسب الفقر بنحو واضح في العراق”.

ووصلت حينها نسبة الفقر “في محافظات جنوب العراق إلى 31 بالمئة وفي الوسط من 17 – 18 بالمئة، أما في المناطق التي تعرضت لاحتلال داعش مثل نينوى وصلاح الدين والأنبار، وصلت إلى نحو 41 بالمئة، فيما بلغت في العاصمة بغداد 12 بالمئة، بينما كانت نسبة إقليم كردستان قريبة من 12.5 بالمئة لكن بعد ذلك انخفضت”، بحسب المتحدث باسم التخطيط.

وبالرغم من أن تلك النسب انخفضت فيما بعد، إلا أنها عادت لترتفع في عام 2020، متأثرة بجائحة كورونا حيث كان من المتوقع أن النسبة وصلت إلى 31.7 بالمئة، لكنها ما لبثت أن انخفضت من جديد بعد زوال الإجراءات الخاصة بالجائحة، وفق عبد الزهرة.

وأردف أن “نسبة الفقر العامة في البلاد تتراوح ما بين 25 إلى 32 بالمئة وربما أقل، كما أن الوزارة ستطلق في مطلع تموز المقبل المسح الاقتصادي والاجتماعي وهو واحد من أوسع المسوح في العراق”

فيما بين أن هذا المسح “سيستمر لمدة سنة وعلى 3 مراحل، وفي كل مرحلة سنتعرف على مؤشرات الواقع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة في العراق وسيعطينا هذا المسح مؤشرات مهمة عن نسب الفقر في العراق بشكل عام وعلى مستوى المناطق والمحافظة الواحدة”.

المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية أوضح بأن “هناك فقرا يتعلق بالدخل المادي وآخر له أبعاد أخرى تتمثل بالبعد الصحي والتعليمي والمعيشي “.

للمزيد: وزارة التخطيط العراقية تطالب بـ120 مليار دينار لهذا السبب

نسب الفقر حسب المحافظات

من بين تلك النسب، “ما تزال محافظة المثنى جنوبا تتصدر قائمة الأعلى فقرا بنسبة قد تصل إلى 52 بالمئة، فيما تليها محافظة الديوانية بـ 48.5 بالمئة تقريبا، وتحل محافظة ذي قار بعدهن بنسبة 48 بالمئة ثم باقي المحافظات تباعا تتراوح من 30 إلى 40″، وفقا لعبد الزهرة.

بالمقابل، ما يزال إقليم كوردستان يسجل النسبة الأدنى من الفقر، بنسبة تقترب من 6 بالمئة، حيث تأتي تسجل محافظة السليمانية نسبة هي الأقل ثم تليها أربيل ومن ثم دهوك.

ويمثل ملف التعداد السكاني في العراق، أحد أبرز التحديات ما بعد 2003، لا سيما وأن أبرز مشكلاته هي أن القوى السياسية لم تتوافق عليه.

وأجري آخر تعداد سكاني في العراق عام 1997، وعلى مدى السنوات الماضية، لم تتوافق القوى السياسية على إجراء التعداد الذي يعتبر الأساس في توزيع الثروات في البلاد، ورسم الخطط التنموية وتقويم نتائجها، ووضع الخطط الصحيحة لإعادة الإعمار.

ومن أبرز المشاكل التي تعيق إجراء هذا التعداد، الخلاف القائم بين حكومتي بغداد وأربيل، بشأن السيطرة على المناطق الخاضعة للمادة 140 من الدستور العراقي، أو ما تعرف بالمناطق المتنازع عليها، ولعل أبرزها محافظة كركوك الغنية بالنفط.

وكانت وزارة التخطيط قالت في وقت سابق إن التعداد لن يتضمن سؤالا عن المذهب أو الطائفة، كما تطالب بعض الأحزاب في العراق، كما أنها تعتزم إجرائه وجاهزة لذلك في حال توفر المبالغ المالية البالغة 120 مليار دينار عراقي.

وبلغ عدد سكان العراق لسنة 2021 41 مليونا و190 ألفا و658 نسمة، وجاءت الإحصائية بواقع 20 مليونا 810 آلاف و479 نسمة من الذكور (نسبتهم 51 بالمئة من مجموع السكان)، فيما قدر عدد الإناث بـ 20 مليونا 380 ألفا و20 نسمة (49 بالمئة من السكان)، بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة التخطيط.

للمزيد: الكشف عن عدد سكان العراق لعام 2021

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة