لا تزال أصداء زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى تركيا، ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، محور الاهتمام، خاصة لما تضمنته من نقاشات، وأهمها الاتفاقية الدفاعية، لكن كيف ستشرعن هذه الاتفاقية النفوذ التركي في دمشق؟

أمس الثلاثاء، وصل الشرع إلى العاصمة التركية حاملا معه قضايا أساسية، بالإضافة إلى “اتفاقية دفاعية”، حيث نقلت وكالة “رويترز“ عن 4 مصادر مطلعة، قولها، إن لقاء الشرع وأردوغان، في جدوله مناقشة اتفاقية دفاعية مشتركة، تشمل إنشاء قواعد جوية تركية وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد.

كيف ستُشرعن الاتفاقية الدفاعية النفوذ التركي في سوريا؟

في هذا السياق، قال تقرير لصحيفة “العرب” اللندنية، إن تركيا سعت لحماية نفوذها في سوريا والحفاظ على جهودها التي بذلتها على مدى سنوات لإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، من خلال “رهن الإدارة الجديدة باتفاق دفاعي يؤسس لوجود عسكري تركي مباشر في البلاد وإنشاء قاعدتين عسكريتين وسطها”، والهدف من ذلك، هو “تأمين استعمال الأراضي السورية في أنشطة عسكرية تركية”.

وبحسب الصحيفة نفسهاؤ فإن الاتفاق الأمني الجديد، “يُظهر مستوى التخطيط التركي في العلاقة مع المنطقة واستثمار الأزمات وتحويلها إلى فرص، في وقت لا تزال فيه تحركات بعض دول الإقليم تراوح مكانها في التعاطي مع ما يجري في سوريا ومن قبل مع ما جرى في ليبيا”.

الاتفاق الدفاعي، هو واجهة لاتفاقيات أخرى تفصيلية تمهد الطريق أمام الشركات التركية للسيطرة على الاقتصاد السوري، في وقت يقول فيه رؤساء شركات وجمعيات تركية، إنهم يعملون على إنشاء طرق شحن جديدة ووضع خطط استثمارية لتعزيز الطاقة الإنتاجية في سوريا، وثمة توقع بنمو كبير في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأشارت الصحيفة اللندنية، إلى أن أنقرة تستعد للقيام بدور رئيس في سوريا الجديدة وملء الفراغ الذي خلفته إيران، التي كانت داعما رئيسا للأسد، توسيعا لنفوذ تركي ربما يثير منافسة مع دول الخليج ويقلق إسرائيل.

البادية السورية موقع القاعدتين العسكريّتين

كانت مصادر “رويترز”، قالت إنه من غير المتوقع أن يتم الانتهاء من صفقة الاتفاقية الدفاعبة يوم الثلاثاء. وقال مسؤول استخباراتي إقليمي ومسؤول أمني سوري وأحد المصادر الأمنية الأجنبية المقيمة في دمشق إن المحادثات ستشمل إنشاء قاعدتين تركيتين في منطقة الصحراء السورية الشاسعة بوسط البلاد والمعروفة باسم البادية السورية.

وقال مسؤول في الرئاسة السورية للوكالة البريطانية، إن الشرع سيناقش مع أردوغان “تدريب تركيا للجيش السوري الجديد، فضلا عن مجالات جديدة للانتشار والتعاون”، دون تحديد مواقع الانتشار.

وأشار صحفيون مقربون من الحكومة التركية، الاثنين الماضي، إلى حديث داخل الأوساط السياسية في أنقرة، بشأن نية أردوغان بحث إمكانية توقيع اتفاقيات عسكرية مع الشرع.

ومن المتوقع أن تشمل هذه الاتفاقيات، “الدفاع المشترك، وإقامة قواعد تركية رسمية في سوريا، وشروع تركيا بتدريب ضباط وطيارين سوريين”.

تفاصيل لقاء الشرع وأردوغان

من الجدير بالذكر، أن زيارة الشرع إلى تركيا هي الأولى لرئيس سوري منذ 15 عاما، وجاءت تلبية لدعوة من الرئيس التركي أردوغان، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.

وعقد الزعيمان مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد لقائهما أمس الثلاثاء، قال فيه أردوغان إن بلاده ستعمل على دعم سوريا ونهضتها، مشددا على ضرورة رفع العقوبات الغربية لتحقيق ذلك.

وأردف أردوغان وفق ما نقلته وكالة “سانا” الرسمية، أنه ناقش مع الشرع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، كما أعلن أن تركيا ستؤسس مع إدارة أحمد الشرع لمنطقة خالية من الإرهاب، في إشارة منه إلى تنظيم “داعش” والتنظيمات الكُردية الأخرى التي تعتبرها تركيا إرهابية.

ناقشت مع الرئيس السوري الخطوات التي سيتم اتخاذها ضد المسلحين في الشمال والشرق السوري وأبلغته استعداد تركيا للمساعدة في المعارك.

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان

وأشار أردوغان إلى أن موقف أنقرة ثابت من وحدة أراضي سوريا، لافتا إلى الفترة المقبلة ستشهد كثافة في الزيارات واللقاءات مع سوريا، وأن تركيا ستسعى لرفع العلاقات إلى مستوى استراتيجي، معتقدا أن “العودة الطوعية إلى سوريا ستتسارع مع استقرارها”، على حد تعبيره.

من جانبه، ثمن الرئيس السوري، أحمد الشرع، سعي تركيا لإنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا، مضيفا أن “الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا طيلة السنوات الماضية”.

وتابع الشرع: “نعمل مع تركيا على تعاون مشترك في كل المجالات”، مضيفا أن “العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا وندعو الرئيس أردوغان إلى زيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة