الهجري يؤكد على ثبات موقفه ووفد من السويداء في "قصر الشعب": ما الذي تغيّر؟

بعد التطورات الأخيرة في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، بدأت ملامح الانقسام بين القوى الفاعلة في المحافظة، ذات الأغلبية الدرزية، تظهر تباعا. إذ بدا ذلك واضحا في الأيام الأخيرة؛ بعد اجتماع عُقد في مضافة “آل أبو عسلي” ولقاء وجهاء من محافظة السويداء مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.

في خضم ذلك، أكد الشيخ حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز، أمس الخميس، على “الثوابت والمبادئ” التي اعتبرها تُشكّل أساس موقفه، بينما دعا إلى استمرار الاستنفار. وجاء ذلك في وقت أكدت فيه إسرائيل على عدم تدخلها في الشؤون السورية الداخلية.

ما مطالب الهجري؟

في ظهوره الأخير أمام جمع من أهالي السويداء وفصائلها، دعا الهجري أتباعه إلى استمرار حالة “النفير العام” واليقظة في كافة المناطق، ضمن “المرحلة الخطرة”، خاصة في المناطق الحدودية و”الثغور”.

وأكد الهجري على ثبات موقفه، رغم ما “يحاك من مؤامرات وفتن”، بينما دعا الحكومة السورية إلى التفاعل مع المحافظة وتفعيل المؤسسات الخدمية، على رأسها الأمن الداخلي والضابطة العدلية.

“سوريا لن تكون إلا مدنية موحدة، دولة العدالة والقانون. الدولة اللامركزية تضمن حقوق جميع السوريين” أضاف الهجري.

وخلال كلمته التي بثتها “شبكة السويداء 24“، تحدث عن انتهاكات لما أسماها “العصابات التكفيرية” بحق أبناء الطائفة الدرزية، مشيرا إلى أن “تواصلهم مستمر مع باقي الطوائف والألوان السورية”.

وختم الهجري كلمته بتوجيه شكر لدول عربية وأجنبية وإقليمية داعمة لموقفه، فيما شدّد على عدم مسامحة “عدو الشعب السوري”، مضيفا أن “العقاب من خلال المحاكم الدولية والمحلية”.

فشل في حشد الشارع

قبل أيام، دعا الهجري إلى التجمع في ساحة الكرامة بمدينة السويداء لتأييد موقفه الرافض لموقف مشيخة عقل ووجهاء السويداء، الذين اجتمعوا في مضافة آل أبو عسلي” الاثنين الماضي، بحضور شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ يوسف جربوع.

حيث أصدر وجهاء المحافظة وممثلو عائلاتها وقادة فصائل محلية، بيانًا مشتركًا أكدوا فيه ضرورة تعزيز الأمن في المحافظة عبر انتشار قوات محلية تابعة لحركة “رجال الكرامة” و”لواء الجبل” و”تجمع أبناء السويداء”.

وجاء ذلك “بهدف تحقيق الاستقرار الأمني وإعادة الطمأنينة إلى نفوس الأهالي، في ظل تزايد المخاوف من حالة الفراغ الأمني التي تعيشها المنطقة حاليا”، بحس البيان.

وأعلن المجتمعون عن عقد اجتماع موسع على مستوى المحافظة في الأيام المقبلة، بهدف الوصول إلى صيغة وطنية جامعة تشمل كل مكونات المجتمع المحلي وتعزز من فرص تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.

أمس الخميس التقى وفد من محافظة السويداء مع الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق، حيث تم مناقشة الأوضاع العامة في المحافظة وتقديم مداخلات حول الأوضاع السياسية والأمنية والخدمية. إذ أكد الشرع للوفد انفتاح دمشق على إيجاد حلول سياسية للأزمات في السويداء.

وأبدى الشرع تفهمه لتعدد الفصائل في السويداء، مؤكدًا أهمية اندماج أبناء المحافظة في وزارتي الداخلية والدفاع لتنظيم مسألة السلاح، محذرًا من الأطراف التي تستغل الفوضى لتعطيل الحياة العامة.

الوفد قدم ورقة مطالب تضمنت خطة على ثلاثة مستويات، تركزت على تحقيق الأمان وسيادة القانون، تحسين الخدمات، وكذلك الدعوة إلى فتح حوار وطني بين مختلف الأطراف.

وشملت المطالب تأمين الكهرباء، إصلاح آبار المياه، وتنظيم العلاقة بين مختلف الفصائل في المحافظة، بالإضافة إلى إجراء المصالحات المحلية بين درعا والسويداء والعشائر.

لا نية لإسرائيل للتدخل

بعد أن أكدت تل أبيب مرارا على حماية الدروز في سوريا على مدار الأشهر الماضية، أكد مصدر أمني إسرائيلي عدم وجود نية لدى حكومة نتنياهو للتدخل في شؤون سوريا الداخلية، أو السعي لدعم أي جهة ضد أخرى في سوريا والتدخل للقتال إلى جانبها.

جندي إسرائيلي يقف على قمة دبابة بجانب دبابة سورية داخل المنطقة العازلة بالقرب من ما يُعرف بـ خط ألفا الذي يفصل الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية عن سوريا – AP

ونقلت “قناة العربية” عن المصدر الإسرائيلي، أن تل أبيب تولي اهتماماً للدروز في المنطقة التي تسيطر عليها، مضيفاً أن عدم استقرار الوضع في سوريا، دفع إسرائيل لاتخاذ قرار بالبقاء في المناطق التي وصلت إليها وتمركزت بها.

وأشار المصدر الأمني الإسرائيلي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سينسحب من سوريا بعد استقرار الأوضاع فيها.

بينما كشف أن إسرائيل تراقب الحدود السورية مع لبنان وترصد الأنفاق على امتدادها، كما تتابع جهود السلطات السورية الجديدة في منع عمليات التهريب. وعزا المصدر منع التهريب إلى لبنان إلى “جهود القيادة السورية.”