شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا، صباح الأربعاء، تصعيداً ميدانياً جديداً بعد إطلاق صاروخين من الأراضي السورية باتجاه الجولان، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد بغارات جوية ومدفعية طالت مناطق عدة من ريف درعا والقنيطرة. 

التصعيد الأخير أعاد الجبهة الجنوبية السورية إلى الواجهة، وسط اتهامات متبادلة وتحذيرات من انفلات الأوضاع الأمنية. 

ما علاقة حماس؟ 

إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت أن صاروخي “غراد” أُطلقا من منطقة درعا، وسقطا في منطقة مفتوحة بالجولان دون وقوع إصابات. 

وقال موقع “واللا” الإسرائيلي عن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية، إن أفراداً من “حماس” ينشطون في الأراضي السورية يقفون خلف إطلاق الصاروخين بتشجيع من قيادة “حماس” في لبنان والضفة الغربية.

وبحسب ما جاء في الموقع فأن “رجال الجولاني (أحمد الشرع) خلال معارك إسقاط الأسد أطلقوا سراح سجناء بينهم أفراد من حماس يتملكون خبرة قتالية ويُعتقد أنهم المسؤولون عن إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية”. 

وأشار موقع”اللا” أن “لا مصلحة لأحمد الشرع في هذه المرحلة بالتصعيد مع إسرائيل لا سيما في ظل تقارير عن نية إدارة ترمب استضافته في الولايات المتحدة”. 

بينما أعلنت جماعة تُطلق على نفسها اسم “كتائب الشهيد محمد الضيف” مسؤوليتها عن الهجوم، ونشرت مقطع فيديو مصور، لصواريخ “الغراد”. 

وقالت في بيان لها إن العملية تأتي “رداً على المجازر الإسرائيلية في غزة”. 

في حين نشرت إحدى المجموعات التابعة لفلول النظام السوري السابق، التي تعرف باسم كتائب “أولي البأس” التابعة لـ “جبهة المقاومة” الإسلامية في سوريا، مقطع فيديو مصور لصاروخين معدين للإطلاق.

وحمل الفيديو الذي نشر على قناتهم على “تلغرام” عنوان (توثيق “هذا بعض بأسنا”). 

إسرائيل تحمل دمشق المسؤولية 

سارع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى تحميل الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية المباشرة عن إطلاق الصواريخ، مؤكداً أن الرد “سيكون حازماً وقريباً”.  

وقال في تصريح نُقل عن وسائل إعلام إسرائيلية: “نعتبر الرئيس السوري مسؤولاً بشكل مباشر عن كل تهديد ينطلق من أراضيه، ولن نسمح بالعودة إلى 7 تشرين الأول/ أكتوبر”. 

غارات إسرائيلية مكثفة 

بحسب مصادر محلية لـ “الحل نت”، فأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري، شملت الفوج 175 قرب مدينة إزرع، وتل المال شمال درعا، وتل الشعار قرب القنيطرة. 

وأضافت المصادر إلى أن المنطقة شهدت تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية خلال تنفيذ الضربات. 

دمشق تتهم أطرافاً بتأجيج التوتر 

وزارة الخارجية السورية أدانت ما وصفته بـ “العدوان الإسرائيلي السافر”، واعتبرت أنه يشكل “انتهاكاً خطيراً للسيادة السورية ويهدد بإشعال المنطقة”.  

وأكدت في بيان رسمي نقلته وكالة “سانا” أن القصف أسفر عن “خسائر بشرية ومادية جسيمة”، في حين نفت الوزارة أن تكون هناك معلومات مؤكدة حول إطلاق صواريخ من الأراضي السورية، متهمة “أطرافاً خارجية” بمحاولة زعزعة الاستقرار جنوب البلاد. 

كما شددت الخارجية السورية على أن دمشق “لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف”، مشيرة إلى أن أولويتها تتمثل في فرض سيادة الدولة وإنهاء مظاهر السلاح خارج المؤسسات الرسمية.

وقال النائب الأميركي جو ويلسون في منشور عبر منصة “X” (تويتر سابقا)، “لكي تتمكن الحكومة السورية الجديدة من الوفاء بالتزاماتها تجاه الرئيس ترامب يجب على وزارة الدفاع أن تكون قادرة على العمل في جميع أنحاء سوريا”. 

وأضاف ويلسون، “لقد أكد المسؤولون السوريون بوضوح أن سوريا لن تُشكّل تهديداً لإسرائيل، كما أن تقييد وصول القوات الأمنية إلى مناطق معينة سيتم استغلاله”.

الجدير بالذكر، أن إسرائيل نفذت منذ بداية عام 2025 نحو 57 عملية، بينها 48 غارة جوية و9 ضربات برية، استهدفت في معظمها مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية تابعة للجيش السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات