بينما أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا، أن معبر البوكمال الحدودي مع العراق سيُعاد افتتاحه رسميا أمام حركة المسافرين والشاحنات التجارية بدءًا من يوم السبت المقبل، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن استقرار سوريا عامل أساسي في تعزيز الأمن القومي العراقي.

هذا وترتبط سوريا والعراق بثلاثة معابر رسمية، وهي معبر اليعربية/تل كوجر في محافظة الحسكة، ومعبر البوكمال في محافظة دير الزور، ومعبر التنف الواقع جنوب دير الزور.

سوريا: افتتاح معبر البوكمال قريبا

ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن هيئة المنافذ الحدودية، اليوم الخميس، أن الاستعدادات في ريف محافظة دير الزور اكتملت، وأن كوادر الهيئة جاهزة لتأمين انسيابية العبور وتقديم الخدمات اللوجستية للمسافرين والبضائع. 

كما دعت هيئة المنافذ في بيان نشرته عبر صفحتها في “فيس بوك“، المسافرين وسائقي الشاحنات إلى الالتزام بالإجراءات المقررة لضمان سلامة العبور وسرعته.

مدير العلاقات العامة في الهيئة، مازن علوش، أكد عبر منصة “إكس” أن التنسيق المستمر بين الحكومتين السورية والعراقية ساهم في إنجاز الترتيبات اللازمة لإعادة فتح المعبر، مشيرا إلى أنه سيخدم الحركة الاقتصادية والتجارية في المنطقة.

وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع لإعادة تشغيل المعابر الرسمية في البلاد، إذ كانت الهيئة أعلنت مطلع حزيران/يونيو الجاري عن افتتاح معبر “العريضة” الحدودي مع لبنان، بعد الانتهاء من أعمال التأهيل.

وخلال سنوات الحرب، فقد النظام السوري السابق السيطرة على غالبية المعابر الحدودية التي تربط البلاد بالدول المجاورة، نتيجة التغيرات الميدانية والمعارك المتعددة التي أعادت رسم خرائط النفوذ على الأرض.

وتوزعت السيطرة على تلك المعابر بين مختلف القوى الفاعلة، حيث تمكنت فصائل “المعارضة السورية” من إعادة تشغيل معظم المعابر التي تربط مناطق نفوذها بالأراضي التركية، ما أسهم في تنشيط الحركة التجارية وعبور المسافرين.

في المقابل، ظلت المعابر الحدودية بين مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا وتركيا مغلقة خلال السنوات الماضية، وسط تعقيدات سياسية وأمنية حالت دون إعادة فتحها حتى الآن.

“استقرار سوريا جزء من أمن العراق”

من جانب آخر متصل، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، إن استقرار سوريا يمثّل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن القومي العراقي، مؤكدا دعم بلاده لجهود المصالحة الوطنية والتعايش السلمي في سوريا.

وجاءت تصريحات السوداني خلال استقباله “وفد الهيئة العلمائية الإسلامية الشيعية في سوريا، برئاسة الشيخ أدهم الخطيب”، حيث شدد على أهمية إشراك مختلف مكونات الشعب السوري في بناء دولة تقوم على المواطنة ووحدة الأراضي والسيادة الوطنية، وفق ما جاء في بيان لمكتبه الإعلامي.

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، إن استقرار سوريا يمثّل ركيزة أساسية لتعزيز الأمن القومي العراقي- “وكالات”

وأضاف أن “اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في سوريا، والتأكيد على دعم الجهود الساعية إلى نشر ثقافة المصالحة والتعايش السلمي، وتدعيم الاستقرار والسلم الاجتماعي”.

وأكد على “أهمية مشاركة جميع فئات الشعب السوري في التأسيس لدولة تقوم على مبدأ المواطنة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية والسيادة، وإدانة أي مساس بها”.

ويوم الاثنين الفائت، استقبل الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي، عزت الشابندر، في العاصمة دمشق.

ووفق ما أعلنته “رئاسة الجمهورية السورية” عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، فقد تم اللقاء بين الشرع والشابندر في قصر الشعب بدمشق.

ولم تفصح “الرئاسة السورية” عن تفاصيل اللقاء بين الشرع والشابندر، مكتفية بالإشارة إلى انعقاده في القصر الرئاسي غربي دمشق.

الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي، عزت الشابندر، في العاصمة دمشق- “الرئاسة السورية”

ونظرا لاهتمام العراق بملف تنظيم “داعش” الإرهابي، وسعيه الحثيث لمنع إعادة إحيائه، يمكن تفسير زيارة الشابندر اليوم لدمشق، على أنها تناولت الملف الأمني بشكل رئيس، بما يشمل محاربة التنظيم على عدة مستويات، ومسألة إعادة العراقيين المنتمين إليه إلى بلادهم، فضلا عن قضية ضبط الحدود.

وبالتالي، يمكن التكهن بأن هذه الزيارة والتقاربات العراقية السورية الأخيرة قد تتمخض عنها تفاهمات أمنية قريبة، إضافة إلى تقارب سياسي محدود.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة