إسرائيل تضرب قلب إيران النووي وتغتال قادة بارزين.. تفاصيل عملية “الأسد الصاعد”

التوتر الكلامي المتصاعد في آخر ليلتين بشأن ضرب إيران، تحول إلى أمر واقعي، فطهران استهدفت بشكل فعلي، فجر اليوم، بعشرات الضربات الإسرائيلية، طالت مراكز نووية وعسكرية عديدة، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة في البلاد، فما تفاصيل الضربة الإسرائيلية؟ وما المواقع المستهدفة؟ ومن الذين تأكد اغتيالهم؟

الضربات الإسرائيلية ومواقع إيران المستهدفة

في التفاصيل، شنت إسرائيل، فجر اليوم الجمعة، عشرات الضربات الجوية، استهدفت قلب إيران، والهدف هو إنهاء النووي الإيراني، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، بدء عملية سميت بـ “شعب كالأسد” و”الأسد الصاعد”، وهي بحسبه ضربة افتتاحية، تليها ضربات أخرى في الأيام التالية.

وبحسب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن الضربة استهدفت عشرات الأهداف العسكرية والنووية في مناطق مختلفة داخل إيران، أبرزها منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية الإيرانية “نطنز”، والمقر الرئيسي لـ “الحرس الثوري” في طهران، فضلا عن استهداف مواقع عسكرية ونووية أخرى في مدن طهران وأصفهان ونطنز وكرمنشاه وقم وتبريز.

في السياق، قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية، نقلا عن مصدر إسرائيلي، أن هذه الضربات ليست هجوما يدوم يوما واحدا فقط، بل التخطيط هو لشن جولات متعددة من الهجمات على إيران، وبالتزامن مع ذلك، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن هجوما ثانيا قد بدأ، وإن المعركة قد تستمر لعدة أيام وربما لعدة أسابيع.

من جانبها، أفادت شبكة “إيه بي سي” الأميركية، بأن الضربات الإسرائيلية على طهران ونطنز وأصفهان وكرمنشاه، شملت مواقع تخزين صواريخ ومسيّرات، وإنتاج أسلحة ومنظومات دفاع جوي، فيما تم تجنب البنية التحتية النفطية الإيرانية، على حد قول مسؤول أميركي، مع الإشارة هنا، إلى أن واشنطن اعتبرت الضربات “هجوما أحادي الجانب”، وأكدت أنها لم تشارك بأي ضربة على إيران، مع قولها، إنها كانت تعلم بالضربة الإسرائيلية، داعية طهران إلى تجنب استهداف مصالحها في المنطقة.

من هم أبرز القتلى؟

فيما يخص أبرز القتلى من الإيرانيين، فقد أكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية، مقتل قائد “الحرس الثوري”، اللواء حسين سلامي، في الضربة التي استهدفت مقر “الحرس الثوري” بقلب العاصمة الإيرانية طهران، إضافة إلى مقتل ‘علماء نوويين إيرانيين بارزين يعملون على تصنيع قنبلة إيرانية”، وفقا لمصادر عسكرية إسرائيلية.

ومن بين القتلى أيضا، قائد القوات الجوية التابعة لـ “الحرس الثوري”، العميد أمير علي حاجي زاده، وقائد مقر “خاتم الأنبياء” التابع للقوات المسلحة، اللواء غلام علي، ورئيس “جامعة آزاد الإسلامية”، العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، والرئيس السابق لـ “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية”، العالم النووي فريدون عباسي، فضلا عن رئيس أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري.

الضربات الإسرائيلية وتصريحات نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أدلى بتصريحات صحفية حول الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، قائلا إن إسرائيل “ضربت أهدافا نووية في إيران (…) والعملية العسكرية محددة الهدف لدحر التهديد الإيراني الذي يهدد وجود إسرائيل”، وأكد أن إسرائيل “ضربت رأس برنامج التسلح النووي الإيراني” و”قلب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني”.

وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن العملية ستلحق الضرر بالبنية التحتية النووية الإيرانية وقدراتها العسكرية ومصانع الصواريخ الباليستية، مردفا أن “إيران قد تنتج سلاحا نوويا إذا لم تُوقف”، وقال: “في دفاعنا عن أنفسنا، ندافع أيضا عن الآخرين، ندافع عن جيراننا العرب، لقد عانوا هم أيضا من حملة الفوضى والدمار التي شنتها إيران”، واصفا المرحلة الحالية، بأنها “مرحلة حاسمة في تاريخ إسرائيل”.

تعليق واشنطن

واشنطن نفت مشاركتها في الضربات الإسرائيلية، حيث أكد وزير الخارجية ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة، لم تشارك في الضربات العسكرية التي شنتها إسرائيل على إيران، ووصفت واشنطن الضربات بأنها “إجراء أحادي الجانب”، مشددة على أن أولويتها القصوى، هي حماية قواتها ومصالحها في المنطقة، فيما دعا روبيو، طهران إلى عدم استهداف المصالح أو الأفراد الأميركيين في المنطقة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حذر، ليلة الخميس، من “احتمال صراع واسع النطاق” في الشرق الأوسط، وأكد التزامه بالحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني، حيث أشار، إلى أن إدارته تعمل بالكامل على التفاوض مع إيران، حاثا إسرائيل على عدم اتخاذ إجراءات عسكرية قد “تنسف” فرص التوصل إلى اتفاق مع إيران، “طالما أن هناك نافذة مفتوحة للحوار”، على حد قوله.

وحتى الآن، عقدت 5 جولات تفاوضية غير مباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة عمانية، الأولى والثالثة والرابعة، عقدت في مسقط، بينما عقدت الثانية والخامسة في روما، ومن المنتظر عقد الجولة السادسة في مسقط، يوم الأحد المقبل، وبعد التطور الأخير، ليس من المعلوم ما إن كان موعد الجولة التفاوضية سيبقى ثابتا أم يتغير أم يُلغى كل شيء.

وعمليا، لم تسفر المفاوضات الجارية بين أميركا وإيران بشأن الملف النووي الإيراني بهدف الوصول إلى اتفاق نووي دائم، عن أي نتائج ملموسة بعد، بل على العكس، بات التشاؤم سائدا، ومن هنا ازداد التوتر الأميركي الإيراني بشكل لافت منذ مساء أول أمس الأربعاء، ودخلت تل أبيب على الخط، وبعد تصريحات متبادلة من الأطراف الثلاثة وتهديدات بالضربات العسكرية، باغتت إسرائيل، فجر اليوم، إيران بضرباتها العسكرية.

ونهار أول أمس الأربعاء، هدد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، بضرب جميع القواعد العسكرية الأميركية في دول الجوار لها، أي في العراق والخليج ضمن منطقة الشرق الأوسط، وذلك في حال نشوب صراع مسلح إن لم تثمر المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، عن أي نتيجة ملموسة.

وأعلنت واشنطن، الأربعاء المنصرم، استعدادها لإخلاء منظم لسفارتها في بغداد، وأكدت أن سحب الموظفين من السفارة الأميركية سيتم عبر رحلات جوية مدنية، كما أن الطائرات العسكرية مستعدة للمشاركة في الإجلاء، وإضافة إلى ذلك، أصدرت الخارجية الأميركية توجيها بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفارتيها في الكويت والبحرين، وذلك نظرا لتزايد المخاطر الأمنية في المنطقة وخشية من استهداف طهران وأذرعها لمصالحها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة