خيمت حالة من التوتر والترقب على الأسواق العالمية، اليوم الخميس، تزامنًا مع تفاقم المخاوف من اشتعال التوترات في المنطقة، بعد ما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده قررت نقل موظفيها معللًا بأن الشرق الأوسط “قد يكون مكانًا خطيرًا”.
وأكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، بينما تكرر إيران أن أنشطتها النووية سلمية، حيث صرح مسؤول إيراني كبير يوم الأربعاء بأن طهران ستضرب قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المفاوضات النووية واندلعت صراعات.
احتمالية الحرب الإقليمية
جاء ذلك قبل أيام قليلة من الجولة السادسة المُقررة من المحادثات النووية بين البلدين، وهو ما ينذر بأن التوتر بينهما اشتعل بعد فشل المفاوضات الأخيرة في التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي لطهران، وبناءً عليه، أعلنت واشنطن إجلاء موظفيها وذويها عن الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
وقد تزامنت هذه التطورات مع أنباء إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر لإسرائيل من أجل شن حملات عسكرية هجومية على إيران، بحسب تقارير إعلامية، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأنباء رسميًا بعد، ما أثار احتمالية اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط.

وفي ضوء هذه التطورات خلال الساعات الماضية، تأثرت الأسواق العالمية بشكل واضح، حيث سجل الدولار أدنى مستوى له منذ 2025، بينما تراجعت الأسهم من مستويات قياسية مرتفعة، حيث اجتذب التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن.
وتراجع الدولار، الذي خسر نحو 10 بالمئة من قيمته مقابل سلة من العملات هذا العام، إلى أدنى مستوياته منذ نيسان/ أبريل 2022 في التعاملات الأوروبية، بينما ارتفع الفرنك السويسري والين الياباني، حيث انخفض الدولار بنسبة 1 بالمئة مقابل الفرنك و0.7 بالمئة مقابل الين.
تدهور معنويات المستثمرين
تدهورت معنويات المستثمرين للمخاطرة بشكل قوي وانعكس هذا على أداء الأسهم العالمية بتداولات اليوم، إذ تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية بشكل حاد بقيادة داو جونز الصناعي، حيث سجل مؤشر التقلبات (VIX) قفزة بأكثر من نقطة كاملة وبنحو 7.4 بالمئة، ما يعكس تفاقم مخاوف الأسواق.
وخسر مؤشر سوق الأسهم الإيرانية TA 35 بنسبة 2.3 بالمئة خلال الإغلاق الأخير ليصل إلى أدنى مستوى له في اليوم عند 2671.

وفي أوروبا، انخفض مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.8 بالمئة، بقيادة أسهم شركات الطيران والسيارات في الأغلب، نظرا لقوة أسعار النفط، في حين انخفضت العقود الآجلة على مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 0.5 بالمئة.
أما بالنسبة للذهب فارتفعت عقوده بوتيرة حادة مستفيدة من خسائر الدولار الأميركي حيث عزز تراجع العملة الخضراء انتعاش الطلب على السلع المقومة بها، ومن بينها الذهب، كما وجد المعدن الأصفر دعماً قوياً كملاذ للتحوط على خلفية صراعات الشرق الأوسط الجارية.
تداعيات محتملة
عن عقود النفط الخام، فقد سجل الخام ارتفاعاً قوياً مع نهاية تعاملات الجلسة الماضية، وحقق أعلى مستوى له في شهرين تقريباً مع سيطرة مخاوف تراجع إمدادات النفط العالمية بفعل توترات الشرق الأوسط، ولكنه تخلى عن بعض هذه الأرباح خلال تداولات اليوم، بعد إعلان سلطنة عمان عن استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط حيث من المقرر أن تبدأ الجولة السادسة من المفاوضات يوم الأحد المقبل.

في السياق رأى الخبير الاقتصادي في دايوا كابيتال، كريس سكيكلونا، أن تصاعد التوترات يُمثل خطرًا كبيرًا، مستبعدًا أن يُمثل توقعات أساسية لأي جهة حتى الآن، ولكن حال حدوث تصعيدٌ حقيقي، توقع أن تُصاب الأسواق بالقلق، وأن يكون لذلك تداعياتٌ على أسعار النفط، وفق ما نقلت عنه وكالة “رويترز“.
من جانبها، قالت إيران إنها لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم ، حسبما قال مسؤول إيراني كبير لرويترز يوم الخميس، مضيفا أن دولة “صديقة” في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية محتملة من جانب إسرائيل.
- بين نارين.. الجنوب السوري يدفع ثمن الحرب بين إسرائيل وإيران
- كاتس يتوعد خامنئي بـ “حرق” طهران: إسرائيل تخطّط لتغيير النظام؟
- لجنة عليا لانتخابات “مجلس الشعب”: ماذا عن أعضائها والإطار الزمني لعملها؟
- استئناف الحركة التجارية بين العراق وسوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
- احتفالات جماعة “الحوثي” بيوم “الولاية” تثير غضب اليمنيين
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

بين نارين.. الجنوب السوري يدفع ثمن الحرب بين إسرائيل وإيران

كاتس يتوعد خامنئي بـ “حرق” طهران: إسرائيل تخطّط لتغيير النظام؟

احتفالات جماعة “الحوثي” بيوم “الولاية” تثير غضب اليمنيين

الدمار يتسع.. التفاصيل الدقيقة لـ “ليلة النار” بين إسرائيل وإيران
الأكثر قراءة

وزير الخارجية السوري: تفاهمات جديدة مع قطر تشمل التعاون المصرفي والصحي وتوريد الغاز

واشنطن تقلّص وجودها العسكري في سوريا وتحتفظ بقاعدة واحدة.. تفاصيل

هل بات طرد المقاتلين الأجانب شرطاً لإعمار سوريا؟

مواطنون: فرحة العيد منقوصة في دمشق

منحة “الشرع” بمناسبة الأضحى.. دعم اجتماعي أم عبء اقتصادي جديد؟

مناسبة للتعبئة والتحشيد.. كيف غيّرت جماعة “الحوثي” أجواء عيد الأضحى في اليمن؟
المزيد من مقالات حول اقتصاد

استئناف الحركة التجارية بين العراق وسوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد

الشرق الأوسط على صفيح ساخن.. كيف هزت التوترات الأميركية-الإيرانية أسواق العالم؟

من يلتهم التحسن الاقتصادي؟.. الأسعار تواصل الارتفاع وتثقل كاهل المستهلك السوري

ما هي خارطة طريق “صندوق النقد” لإنعاش الاقتصاد السوري؟

عودة السوريين إلى الوطن.. فرصة اقتصادية أم تحدٍ جديد؟

تقييد للحرية أم تنظيم؟.. ضوابط جديدة لدخول الشواطئ تثير غضب السوريين

بين تأهب الشركات المصرية واستثمارات الإمارات.. كعكة إعمار سوريا تفتح شهية رؤوس الأموال
