لانا جبر – دمشق

بين تراجع متزايد بالخدمات وعودة قذائف الهاون بقوة، وما يرافقهما من تشديد على الحواجز العسكرية التابعة لقوات #النظام، تزداد معاناة ومخاوف سكان مدينة #دمشق الذين يعيشون  توتراً أمنياً ونفسياً وظروفاً اقتصاديةً تتردى بين يوم وآخر.

 

مواعيد تقنين التيار الكهربائي فاقت “قدرة” الكثيرين على التحمل، حسب ما وصفه سكان من العاصمة لموقع #الحل_السوري، بعد أن تجاوزت ساعات القطع الـ 18 ساعة في اليوم الواحد، حيث تأتي الكهرباء ساعتين لتنقطع أربع ساعات بصورة روتينية، في وقت لم تراعي الجهات الحكومية العاصفة الرملية التي اجتاحت المنطقة، والتي واجهها السكان بدون كهرباء، حسب ما وصفت المصادر.

وتابعت المصادر، أنه بالنسبة للمحروقات فأزمة بينزين ومازوت تتفاقم حيث يعاني منها السكان منذ أشهر وسط إصرار الجهات الحكومية على إنكارها، حيث تتجلى الأزمات في الازدحامات المرورية التي تظهر أمام محطات الوقود، وتحكم تجار السوق السوداء بالأسعار.

ومن جانبه، بين الناشط الميداني المعارض من دمشق علاء الشامي، أن تردي الواقع الخدمي وحتى الاقتصادي للسكان، إنما رافقه “تردي أمني ملحوظ” لاسيما على الحواجز العسكرية التي باتت لا تستثني حتى النساء من تفتيش حقائبهن وتفييش بطاقاتهن الشخصية، وهو ما سبب خلال الأيام الماضية ازدحامات مرورية “خانقة” وسط عودة قذائف الهاون إلى التساقط بكثرة على العاصمة.

وتابع الشامي، إن أهالي العاصمة يضطرون في بعض الأحيان إلى الوقوف أكثر من ساعة على الحواجز حتى تنهي العناصر الأمنية من تفتيشها للسيارات، حيث كان هذا الوضع قد تحسن قليلاَ خلال الاشهر الماضية،   على اعتبار أن تلك الحواجز كانت تدقق على الشبان فقط بحثاً عن مطلوبين لخدمة العلم، أما اليوم فجميع السكان وبمختلف أعمارهم باتوا مشمولين بهذا التدقيق الأمني، حسب تعبيره.

أما بالنسبة لقذائف الهاون والصواريخ، فقد عادت وبقوة إلى دمشق، خلال الـ 20 يوماً الماضية، لتحصد حياة العشرات من السكان وتلحق أضراراً مادية بالممتلكات الخاصة والعامة، وسط اتهام السكان بأن مصدرها فصائل المعارضة المتمركزة في كل من الغوطتين الشرقين والغربية.

وهنا قال سمير وهو من سكان حي القصاع الذي يعتبر أحد أكثر الأحياء التي تستهدفها القذائف مؤخراً، “إن سكان المدينة عادوا إلى لعبة الاختباء من القذيفة والتنبؤ بمواعيد سقوطها”، لافتاً إلى أن تلك المواعيد كانت تتركز ظهراً أو صباحاً، إلا أنها مؤخراً باتت تتساقط حتى في ساعات المساء وبالتالي لم يعد السكان بمأمن في أي وقت، فهم مهددون حتى وإن كانوا بمنازلهم.

وأشار سمير إلى قذائف الهاون التي تساقطت على حي الدويلعة أودت بحياة 11 مدنياً وأصابت آخرين بجروح، بالإضافة إلى أنها احرقت خزاناً للوقود والعديد من السيارات في هذا الحي الذي يعتبر “شعبياً ومكتظاً” بالسكان.

ويوثق ناشطون من مدينة دمشق عدد القذائف التي تستهدف العاصمة يومياً، حيث تترواح بحسب تقديراتهم بين 20 إلى 30 قذيفة، في حين أنها تتجاوز  في بعض الأيام الـ60 قذيفة، تتساقط على عدة مناطق من أبرزها القصاع وباب توما وساحة العباسيين وشارع بغداد والبرامكة، حيث أودت بحياة العشرات بينهم أطفال وطلاب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.