يبدو أن العملية العسكرية التي بدأتها روسيا لغزو أوكرانيا، يمتد صداها ليشمل نقاط مختلفة حول العالم، فمع تصاعد التوتر الروسي الأميركي، بدأ محللون سوريون يتخوفون من تأثير الحرب على أوكرانيا على التنسيق الروسي الأميركي في سوريا، واحتمالية التصعيد المفاجئ على الأراضي السورية لخلط الأوراق من قبل الروس.

سوريا ساحة لتصفية الحسابات

ومع وجود قوات عسكرية لكل من موسكو وواشنطن على الأراضي السورية، بدأ البعض بطرح إمكانية أن تستخدم الجغرافيا السورية لتبادل الضغط بين الجانبين، واحتمالية تدهور نوعية التفاعل بين الوحدتين العسكريتين، الروسية والأميركية، في سوريا، تبعا لتطورات الأزمة الأوكرانية.

قد يهمك: توتر إسرائيلي روسي في سوريا.. هل تتدهور علاقاتهم؟

من جانبه قال خبير عسكري روسي في مقال شاركته وسائل إعلام روسية إنه: “إذا استمر التوتر في التصاعد، فعندئذ في النهاية سينعكس حتما في كل مكان. وبالتالي، سوف تقل احتمالات تسوية الخلافات بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا أيضا. زد على ذلك، فلا يمكن استبعاد إمكانية استخدام الاتجاه السوري في لحظة ما من قبل أحد الأطراف لممارسة الضغط على الطرق الآخر أو تشتيت انتباهه“.

ولا يستبعد الباحث السياسي صدام الجاسر تحويل الأراضي السورية، إلى ساحة لخلط الأوراق وتصفية الحسابات بين روسيا وأميركا، بسبب تداعيات غزو القوات الروسية للأراضي الأوكرانية.

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “هذا الأمر مؤكد ولا جدال عليه، روسيا لم تتدخل في أزمات بعيدة عن حدودها، إلا من أجل الإمساك بأوراق تفاوضية من أجل الحفاظ على أمنها القومي، أو مصالحها الكبرى“.

ويضيف: “الروس أرادوا إبعاد كافة المشاكل عن الداخل الروسي وعدم تعريض الدولة الروسية لأي ضغوط، لذلك اعتمدت روسيا سياسة الذراع الطويلة، بحيث أنها تمسك بملفات خارج حدودها لتؤمن داخلها، الضغط لن يكون بشكل مباشر بين روسيا وأميركا ولن تكون هناك مواجهة بين الجانبين في سوريا، إنما ستكون عبارة عن ضغوط حلفاء، أي أن الروس سيحركون حلفاؤهم في سوريا، وكذلك الأميركان لبعثرة الأوراق في الشمال السوري مثلا“.

تهديد روسي مبطن

وتعليقا على كلام الخبير العسكري الروسي، يرى الجاسر أن كلام ليامين بمثابة تهديد للغرب وللولايات المتحدة الأميركية، حيث أن الروس يؤكدون أن التدخل لصالح أوكرانيا سيؤثر على جميع الملفات حول العالم.

وحول ذلك يوضح الجاسر قائلا: “كلام الخبير الروسي هو تهديد مبطن، ويعني أن روسيا ستستعمل كافة الطرق التي تراها مناسبة وضرورية لحماية حدودها وأمنها القومي، لذلك يجب أخذ هذا الكلام على محمل الجد، روسيا تريد تحييد الغرب عما يحدث في أوكرانيا، وليس لديها مشكلة في تحريك كافة الملفات على الصعيد العالمي، والساحة السورية هي ساحة صراع مهمة بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة، خصوصا وأن روسيا أنشأت قاعد عسكرية بحرية على الساحل، والأميركان لديهم عدة قواعد أيضا“.

هل هناك صفقة روسية- غربية حول أوكرانيا وسوريا؟

نتيجة لما يجري حاليا في أوكرانيا، والموقف الرسمي السوري المؤيد كليا لبوتين، بدأت بعض التكهنات حول إمكانية عقد صفقة بين روسيا والغرب، في المرحلة المقبلة، تطلق يد روسيا في أوكرانيا، مقابل قيام روسيا بالعمل جديا لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية.

ويبقى الملف السوري هو الملف الثانوي المطروح على طاولات الحلول الدولية، فروسيا لن تتنازل عنه بسهولة ما لم تضمن كامل مصالحها في سوريا، والغرب غير معنيين بالدخول في أي صراع تحت أي نوع لإيجاد حل للملف السوري، حيث أن كل أهدافهم في سورية محققة دون أن يكلفهم ذلك ثمنا كبيرا.

للقراءة أو الاستماع: سفن روسية في طرطوس.. مخطط جديد لموسكو؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.