الاحتراق التلقائي للسيارات ظاهرة معتادة في مناطق الإدارة الذاتية خلال الصيف

الاحتراق التلقائي للسيارات ظاهرة معتادة في مناطق الإدارة الذاتية خلال الصيف

جوان علي – القامشلي:

تتكرر خلال فصل الصيف في مناطق #الإدارة_الذاتية، حوادث احترق السيارات بشكل تلقائي منذ عدة سنوات، ويتحدث عدد من سائقي سيارات “التاكسي” العمومية في #القامشلي، عن احتراق أكثر من عشر سيارات عمومية في العام الماضي فقط ، الأمر الذي عاد و تكرر قبل اسبوعين في محطة (لازكين عارف للمحروقات ) غرب المدينة؛ حيث ادى اشتعال النار في مستودع السيارة أثناء تعبئتها بالبنزين إلى احتراقها واحتراق فرد مضخة التعبئة في المحطة.

 

وفيما يعزو غالبية السائقين ومصلحي الميكانيك في منطقة الصناعة بالمدينة، السبب الرئيس إلى شيوع استخدام نوع من #البنزين الرخيص الذي تنتجه مصافي #مؤسسة_المحروقات التابعة للإدارة الذاتية، ينفي مسؤولو هيئة الطاقة في الإدارة، أن يكون لمحروقاتهم من البنزين إي علاقة بحوادث الاحتراق التلقائي للسيارات.

البداية

” قبل ثلاث سنوات و ما أن بدء البنزين ( النظامي) بالنفاد من محطات المحروقات نتيجة الأزمة، اصبح الناس وبخاصة سائقو التاكسي العمومية؛ يلجؤون إلى استعمال البنزين الذي تنتجه الحراقات أو  البنزين الأرخص الذي بدأت تنتجه مصافي الإدارة الذاتية لاحقا، وباستعمالهما بدأنا نعاني بشكل دوري من تعطل غطاسات البنزين الموجودة في  دبو(مستودع بنزين) السيارة ”  هذا وفق ما يقوله جهاد أحمد سائق ( تكسي عمومي).

جهاد يضيف ” قبل ذلك لم نكن نعرف شيئا عن هذه الغطاسات ووجودها ضمن ( دبوا) السيارة، وهذا الأمر لم يكن معلوماً حتى لدى مصلحي الميكانيك وكهربائيِّي السيارات ايضاً ” وفق تعبيره.

السيارة الملغومة بالبنزين

عدد آخر من سائقي السيارات العمومية كحال جهاد أحمد يؤكدون ” مع استخدام البنزين النظامي_ الأنظف مقارنة بما تنتجه مصافي الإدارة الذاتية_ تختفي المعاناة من هذه المشكلة ” وبحسب رأيهم فإن سائقي تكاسي الأجرة العمومية ” مضطرون إلى إلغاء (توصيلاتهم) إلى الريف، خشية احتراق الغطاس وتعطل السيارة بشكل فجائي والانقطاع هناك”.

أما شيروان علي (كهربائي سيارات) فيجد أن ” أن تعطل غطاسات البنزين يتكرر مع غالبية السيارات الحديثة التي تستعمل البنزين الرخيص، على عكس السيارات القديمة أو تلك التي لا تحوي غطاسات _ (بل كربرتورات )_ في مستودع محروقاتها “،  موضحاً  ” أن أعطال الغطاسات تحدث شتاءً بنسبة أقل بكثير مقارنة بفصل الصيف، حيث يضطر  سائقو سيارات التاكسي العمومية  خلال الصيف _نتيجة كثرة حركتهم وتنقلهم_ إلى تغيير غطاسات سياراتهم بشكل اسبوعي لمرة أو اثنتين أحيانا”.

كما يؤكد علي ” أن استعمال البنزين الرخيص وتسببه بتعطل الغطاس يجعل غالبية السيارات الحديثة وخاصة التاكسي العمومية خلال فصل الصيف؛ بحكم الملغومة أو المفخخة” مستشهدا باحتراق إحدى السيارة الخصوصية  قبل شهرين”  حيث لم يستطع صاحبها إخراج ( 600 الف ليرة سورية وأجهزة موبايلات) منها نتيجة احترق السيارة فجأة بشكل سريع و تلقائي”.

وبحسب كهربائيّ السيارات شيروان ” فإن البنزين السيء يساهم في ارتفاع حرارة دبو السيارة، وهو ما قد يؤدي إلى إتلاف الملفات الداخلية للغطاس أو إلى حرق ” فيوز” الغطاس، وفي بعض الحالات حين لا يحترق ” الفيوز” تحترق الوصلات السلكية الخارجة عن الغطاس وفي هذه الحالة تحديداً؛ تزداد احتمالية احتراق السيارة تلقائياً ” وفق تعبيره.

أسباب أخرى للاحتراق التلقائي

” أن كثرة حدوث أعطال الغطاسات مع سيارات التكسي العمومي وعدم قدرتهم على تغييرها دائماً_ لتكلفتها العالية التي تصل إلى 6500ل.س_، دفع بمصلحي الميكانيك إلى ابتداع طريقة؛ يتم فيها توصيل المحرك بشكل مباشر مع مستودع البنزين؛ تلافيا لاحتراق الغطاس أو احتراق وصلاته السلكية” بحسب ما يقوله عبد الرحمن محمد (مصلح ميكانيك في الصناعة)

لكنه يشير إلى أن” هذه العملية غالبا ما تكون غير ناجحة دائما وتترك ثقوباً يتسرب البنزين عبرها (من الدبو) ويتساقط على المحرك، ما يرفع من احتمالية أن تحترق السيارة تلقائيا، لان العملية حينها تحتاج فقط إلى شرارة صغيرة لتشتعل السيارة بكاملها، وهو أمر من اليسير توفره خلال فصل الصيف” لذا هو يجد ” أن الاعتماد على هذه العملية فيه شيء من المغامرة، ويحتاج إلى يقظة دائمة من قبل السائقين” وفق قوله

عبد الرحمن نوه أيضاً إلى أن ” بعض السائقين يقومون أحياناً بوضع (فيوزات) للغطاسات بعيار 20 أمبير وهو يعتبر أكبر من الفيوز المعتاد 15 أمبير؛ وهدفهم منع احتراق (الفيوز) عند ارتفاع الحرارة، ولكنهم في مثل هذه الحالة يزيدون من احتمالية احتراق الوصلات السلكية للغطاس؛ نتيجة ارتفاع الحرارة في (دبو السيارة)، وبالتالي اشتعال السيارة بشكل تلقائي”.

وبالرغم من أن عبد الرحمن يرى أن ” السبب الرئيس لحالات الاحتراق التلقائي للسيارات يعود إلى البنزين السيء؛ بحكم احتوائه على مواد كالرصاص وشوائب أخرى” إلا أنه يشدد على ” أن إهمال السائقين، يزيد من احتمالية احتراق السيارات خلال فصل الصيف “، ففي بعض الحالات ” يقوم بعض السائقين بملء سياراتهم بالبنزين في حين تبقى محركاتهم تدور ”

وفي جزئية ” إهمال السائقين” نجد أن سليمان خلف (رئيس هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية في الحسكة) يتفق مع الميكانيكي عبد الرحمن بخصوص ” مسؤولية احتراق السيارات بشكل تلقائي” لكنه ينفي أن يكون السبب وراء الاحتراق التلقائي لبعض السيارات هو استخدام البنزين الرخيص المنتج في مصافي مؤسسة المحروقات التابعة لهم.

كما يؤكد خلف أن” لا وجود لأية غازات ضمن البنزين الذي ننتجه، كما أشيع بين السائقين والمصلحين في الصناعة، ذلك أن الغاز لا يمكن أن يبقى ضمن أي سائل وهو موضوع علمي بحت، خاصة وأن البنزين الذي ننتجه يجمع في مستودعات تحوي ثقوبا للتهوية، وهي اجراءات طبيعية متبعا في جميع دول العالم، لذا لا يتبقى أية كميات من الغاز ضمن البنزين أبداً ” وفق قوله

خلف أقر ” بأن نسبة مادة الأوكتان في البنزين المنتج لديهم تصل إلى 80% وهو أقل من البنزين النظامي الذي تتوافر فيه هذه المادة بنسبة 90%، وهو ما قد يضر بالمحركات ويزيد من تأكلها، لكنها لا تزيد من نسبة احتراق السيارات” بحسب رأيه>

خلف نوه ايضا إلى أن ” البنزين الذي ننتجه ويباع بسعر 60 ل.س هو لغرض تقديم الخدمة للمواطنين، وإلا فإنه يستحق تسعيرة أعلى من المباعة حالياً، وهو يفي بالغرض في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها حالياً” على حد وصفه

الحلول المحتملة

بالنسبة للحلول يرى عبد الرحمن أن ” هذا الأعطال سوف تستمر طالما بقي استعمال هذا الأنواع السيئة من البنزين، وبالتالي تبقى السيارات وخاصة العمومية، معرضة للاحتراق بشكل تلقائي بنسبة معينة، والحل يكون باستخدام البنزين الجيد، وهو ما قد يكون صعباً ومكلفاً على سائقي السيارات العمومية”

أما كهربائي السيارات شيروان فيفضل الحل البديل وهو” خلط كمية من البنزين النظامي (الذي يباع بسعر 450 ل.س) بكمية مماثلة من البنزين الرخيص (60 ل.س) ليتلافى احتراق غطاس سيارته الخاصة في الصيف” وفق قوله

أما السائق جهاد احمد فيقول ” كسائقي سيارات عمومية لا يمكننا ان نعتمد على البنزين الغالي الثمن كالبنزين النظامي، كما لا يمكن الاعتماد دائما على خلط كميات بين نوعيتين للبنزين (سيء وجيد) لتلافي مشكلة الاحتراق التلقائي، والحل إما بتوفير البنزين النظامي وفرض استعمال مع رفع الأجرة لجميع السيارات العمومية، أو بخفض سعر البنزين النظامي”

رئيس #هيئة_الطاقة في الإدارة الذاتية يؤكد على إنهم سبق وبذلوا جهودا ” لتحسين نوعية منتجهم من البنزين، فمثلاً فقدان مادة الأوكتان في #روجآفا، دفعنا إلى محاولة الحصول عليه من #مصفاة_حمص بداية، لكن تبين أنهم حتى في تلك المصفاة يعانون من مشكلة مشابهة نتيجة فقدان الأوكتان.  من جهة أخرى حاولنا لاحقاً شراءه من مصفاة بيجي العراقية عبر وسطاء، لكن هجوم #داعش عليها في توقيت معين أحال دون الحصول على الأوكتان منها، كما إننا لم نستطع جلبه عبر إقليم كردستان نتيجة الحصار المفروض” وفق تعبيره

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.