منار حدّاد – الحل السوري

السودان.. جزر القمر.. باكستان.. كوريا الجنوبية، كل هذه الدول تبعثر السوريون فيها نتيجة الحرب المندلعة في بلادهم منذ أكثر من خمسة سنوات، فلا يكاد يوجد دولة سواء باقتصادٍ قوي أو متهاوٍ إلّا وبحث السوريون فيها عن بقعة أمان.

 

ووجد السوريين الباحثين عن فرص الحياة موطئ قدمٍ في مدينة ” #غزة ” المحاصرة والتابعة لفلسطين المُحتلّة، غير أن الوضع الاقتصادي والمعيشي للاجئين هناك سواء منهم السوريين أو السوريين الفلسطينيين على حدٍ سواء، حيث يعاني هؤلاء من سلسلة مشاكل سردوها لـ”موقع الحل”.

معيشة “سياحية”

في ظل غياب إحصائية رسمية من #السلطة_الفلسطينية حول أعداد اللاجئين الذين قدموا إلى غزة من #سوريا، يقدّر مواطنون فلسطينيون ولاجئون سوريون هذا العدد بما يتراوح بين 460 – 550 لاجئاً وصلوا إلى غزة خلال  الحرب في سوريا، ويشكّل السوريون من أصول فلسطينية أكثر من 70% منهم.

تشعر “أم فؤاد” 46 عاماً بندمٍ كبير إثر قرارها بمغادرة سوريا إلى غزّة.

تقول الأربعينية لـ”الحل”: “أحتاج كحدٍ أدنى لـ400 #دولار سهرياً لاتمكن من تأمين الطعام والشراب واجرة المنزل الذي نعيش فيه على شمال المدينة”، وتوضّح أنّ من يعيل عائلتها هو ابنها البالغ عمره 17 عاماً من خلال عمله في مصنع للأدوات المنزلية براتب 250 دولار شهرياً.

كحال أم فؤاد يعاني السوريين هناك من الغلاء الفاحش للمعيشة، الذي يبلغ ضعف غلاء المعيشة في سوريا بعد خمسة سنوات من الأزمة فيها.

لا فرص للعمل

الحالة ذاتها يعيشها اللاجئ “وسام الكدر” الذي لجأ من سوريا إلى #مصر ودخل منها إلى قطاع غزة بعد انعدام فرصه في مصر.

“4 أشهر من البحث عن فرصة عمل مناسبة دون جدوى” يقول وسام الذي يعمل في طلي جدران المنازل “دهّان” ويتقن اللغة الانكليزية بشكل تام، ويتابع اللاجئ البالغ من العمر 33 عاماً: “أعي جيداً أن السكان هنا استضافونا بشكل لائق، وكانت معاملة الفلسطينيين مع السوريين لطيفةً جداً، لكن لا فرص للعيش هنا، ولا فرص للعمل فأنا أعيش على الديون، أتمنى أن أجد فرصة لجوء إلى #تركيا أو أحد الدول الأوروبية” يصيف وسام.

محاولات للعيش

ويروي وسام حكاية أحد أصدقائه السوريين في غزة الذين حاولوا الاندماج في أجواء المدينة وقام بافتتاح مطعماً بالرأسمال البسيط المتوفر لديه، ظنّاً منه أن ذلك سيؤمن له فرصةً جيدةً ولا سيما أن المطاعم السورية ووجباتها اللذيذة تمكّنت من المنافسة على مستوى العالم، وفي معظم دول اللجوء حتى في #الدول_الأوروبية.

يضيف وسام أن “المطعم لم يحقّق أي أرباح، ولم يتأقلم أهالي المنطقة مع نوعية الأطعمة” ويشير إلى أن “المطاعم السورية في الغالب تعتمد على الجالية السورية الكبيرة كما في تركيا و #الاردن و #لبنان ومصر، غير أن الجالية في غزة لا يتجاوز عددها المئات”.

بلا وثائق

لا اعتراف بالفلسطينيين الذين عادوا من سوريا إلى وطنهم الأم من جهة، ولا وثائق أو هويات أو أرقام وطنية للاجئين هناك من جهة أخرى.

عمار 42 عام، وهو من فلسطينيي سوريا، هرب من #مخيم_اليرموك نازحاً إلى العاصمة دمشق، وبعد فترة توجّه إلى غزّة بحثاً عن الآمان وفرصٍ أكبر للعيش.

يقول عمار لـ “الحل” حزنتُ لأني تركت سوريا مهاجراً، لكني كنت بمنتهى السعادة أنني سأعود إلى وطني الأم، هذا الحلم بالعودة كان دائما ما يروادني، لكنني انصدمت بوجود واقع سيء، فلا أحداً اعترف بنا، ولا المؤسسات الحكومية هنا ساعدتنا.

يضيف عمار: “لم يعترفوا بي على أنني مواطن فلسطيني، فلا هويةً منحوني ولا أولادي لم أتمكّن تسجيلهم بالمدارس الرسمية، ولم أحصل حتى على رقمٍ وطني أو أي وثيقة أتمكن من خلالها من تحصيل حقوقي المدينة”.

ويعتبر عمار أن عودته إلى وطنه الأساسي “أكبر خطأ ارتكبه في حياته” قائلاً: “لا أعرف كيف سيكون مصيرنا دون وثائق تعرف بنا أو مهناً نعمل بها”.

تهميش

وفي هذا السياق يقول “المتحدّث باسم اللاجئين السوريين في غزة “محمد الشيخ” في تصريح لموقع #الحل_السوري: “إن جميع الموجودين هم لاجئو حرب وجاؤوا إلى القطاع ليشعروا بأن هذا الوطن لهم، وليحصلوا بالتالي على جزء من حقوقهم”، موضحاً أنه “حاولنا التواصل مع حكومة الوفاق وكل الوزارات العاملة في غزة للحصول على فرصة عمل لكننا هُمِّشنا، وحصلنا على وعدٍ من #مجلس_الوزراء_الفلسطيني بتشكيل لجنة من وزارتي الشؤون الاجتماعية والإسكان، ودائرة التشغيل المؤقت لدراسة حالتنا”.

ونفي الشيخ أن تكون اللجنة باشرت بعملها، معتبراً أن “التأخر بتشكيل اللجنة يعود لعدم وجود نية لمساعدة اللاجئين”، مناشداً وزارة الشؤون الاجتماعية للنظر “بعين الرحمة” لهم.

وتابع الشيخ: “بعد مناشدات عديدة تم التواصل مع عضو اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير زكريا الآغا لإصدار جواز سفر مؤقت مدفوع التكلفة من دون رقم وطني”، لافتاً إلى أنّهم “حاولوا الحصول على إعفاءات ولكنهم فشلوا، إذ أن تكلفة إصدار جواز السفر للشخص الواحد في قطاع غزة تصل إلى قرابة 350 شيكل  اي 100 دولار”.

واعتبر الشيخ أن “عدم حصول اللاجئين على رقم وطني يعود إلى أن الملف بيد #إسرائيل، وهي من ترفض منح اللاجئين رقماً وطنياً حتى لا تفتح مجالا لمشروع عودة اللاجئ لوطنه وأرضه، لكنه استنكر قيام السلطة الفلسطينية بإعادتهم إلى أرضهم على هيئة متسللين لا مواطنين”، وفقاً لما يشرح الشيخ.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة