حركة أحرار الشام.. معابر استراتيجية تدر ملايين الدولارات ونفقات تقارب 2 مليون دولار شهرياً

حركة أحرار الشام.. معابر استراتيجية تدر ملايين الدولارات ونفقات تقارب 2 مليون دولار شهرياً

فريق التحقيقات:

يستمر فريق التحقيقات في موقع الحل السوري بتقصي المعلومات حول قضية إنفاق القوى العسكرية الفاعلة في #سوريا، في محاولة لاستنتاج تكاليف الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، ونتناول في هذا التحقيق واحداً من أبرز الكيانات المسلحة المعارضة  وهو #حركة_أحرار_الشام_الإسلامية.

 

عن النشوء

في أواخر عام 2011 أقدم حسان عبود الملقّب بـ”أبو عبد الله الحموي” على تأسيس كيان اسلامي وصف بالمعتدل يقاتل إلى جانب المعارضة السورية المسلحة تحت اسم “كتائب أحرار الشام”، لكن ما لبثت هذه الكتائب الصغيرة حتى بدأت بالاندماج مع فصائل أخرى، حيث اندمجت حينها مع عدّة كتاب مسلّحة أبرزها: “حركة الفجر الإسلامية، جماعة الطليعة الاسلامية، وكتائب الإيمان” موسّعةً بذلك كتلتها العسكرية لتنتقل من كتائب إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية”، وقتلت فيما بعد تحت لواء “الجبهة الإسلامية”، لكنها حافظت على اسمها ككيان مستقل.

تأخذ الحركة وفق المعطيات على الأرض وآراء من يرصد حراك الفصائل المسلحة موقفاً وسطياً بين الفكر القاعدي وفكر الإخوان المسلمين، وتتخذ اللون الأبيض شعاراً لرايتها، حيث أعلنت خلال التشكيل بأن أحد أبرز أهدافها الإطاحة بالنظام السوري وتفسير الشريعة في #سوريا الدعوة للتعليم والثقافة،( بحسب ماجاء في بيانها التأسيسي) لكنها مُنيت بخسارة فادحة، ففي الثامن من شهر أيلول لعام 2014، تعرّض نخبة القادة فيها لعملية اغتيال جماعية، وأدت لمقتل عدد من قياداتها العسكرية والسياسية ومن بينهم المؤسسة حسان عبّود، والقائد العسكري أبو طلحة، وأمير حلب أبو يزن الشامي، إضافةً لأكثر من 30 شخص من القيادات الرئيسية.

المعابر “ضربة معلم”

تمكّنت حركة أحرار الشام من مد آلتها العسكرية في عدد من المدن السورية شمالاً وجنوباً، ونجحت بمد نفوذها منذ نشأتها في المدن الحدودية وعلى المعابر، حيث سيطرت الحركة خلال عملها المسلح على 4 معابر هي: ” #باب_الهوى، #خربة_الجوز، #تل_أبيض إضافة إلى معبر في جنوب سوريا قرب الحدود مع الجولان”، غير أن ما بقي منها اليوم هو معبر باب الهوى فقط، بعد إغلاق معبر خربة الجوز وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) على معبر تل أبيض بعد سيطرته على #الرقّة حينها.

غير أنه لا يمكن إنكار البعد الاقتصادي للمعابر، ويقول شارلز ليستر، الباحث الزائر في مركز “بروكينكز” في #الدوحة: “إن المعابر الحدودية أثبتت أنها ذات قيمة كبيرة بالنسبة للمجموعات من غير الدول سواء كمصدر للدخل، أو للحصول على قوة عاملة، أو على إمدادات ولوجيستيات، أو ببساطة الحد من تواصل العدو مع العالم الخارجي”.

وأضاف أنه “على الرغم من بعض مستوى الخصومة، فقد توصّل الجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية إلى الرغبة في تقاسم النفوذ، وهو ما فسّر اندلاع معارك مستمرة بين الفصائل قرب المعابر”.

تحدّث موقع الحل إلى صحفي عمل لصالح عددٍ من وسائل الإعلام العالمية في الشريط الحدودي، حيث قال إن ” باب الهوى وباب السلامة هما شريانا سوريا الوحيدين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة مع العالم الخارجي، لذلك فإن جميع العمليات التجارية والإنسانية والتنقلات تتم عبرهما”.

لكنه أوضح أن “التركيز ينصب على معبر باب الهوى بنسبة 80% في حين أن معبر #باب_السلامة يعتبر محدوداً في النشاط وفقاً للصحفي ذاته”.

وقال الصحافي الذي لم يكشف اسمه بناءاً على طلبه لـ “الحل السوري”: “إن الجانب الأول يتمثل برسوم عبور الأشخاص، في حين يتمثّل الجانب الثاني في القوافل التجارية والثالث في المساعدات”، عمل هذا الصحافي لفترة طويلة قرب المنطقة الحدودية وساهم بإدخال وفود إعلامية أجنبية إلى سوريا.

وأضاف “إنه من الصعب تحديد مبلغ محدد يدفع في المعابر بسبب تواتر دخول الأشخاص وكميات القوافل التجارية، لكنه أكد أن جميعها تخضع لدفع رسوم تشبه تلك الجمركية المستخدمة في مناطق النظام”.

120 مليون دولار من معبر واحد

التقديرات الوحيدة للكسب المادي من خلال هذا المعبر صدرت عن جهاتٍ إعلامية متعددة وقدّرتها بـ 5 مليون دولار شهرياً، عرضنا هذا المبلغ على الصحافي فأجاب: “إنه منطقي لكن من المستحيل أن يتشابه الدخل المادي في أي شهر مع آخر بسبب تواتر العمليات التجارية بين ارتفاعٍ وانخفاض”، ويُشار في هذا السياق إلى أن الحركة رفضت طلباً من #الحكومة_السورية_المؤقّتة تسليم المعابر لإدارة مدنية.

وقال مسؤول في المكتب الإعلامي للحركة للحل السوري: “إن الحركة تشرف حالياً على معبري باب الهوى وخربة الجوز، غير أن الأخير مغلق هذه الفترة”.

في سياقٍ آخر اعتبر قيس الشام، وهو المسؤول الإعلامي لمعبر باب الهوى إن “هناك عمل يجري لإدخال العمل الاستثماري لمرافق المعبر يهدف لخلق فرص عمل متساوية وعادلة للأهالي في الداخل، وحثهم على العمل وإرشادهم إليه، فيما العائدات ستكون مخصصةٌ للخدمة العامة”.

وكانت وكالة سمارت نقلت عن الشام قوله: “إن العائدات التي يحققها الاستثمار ستخصص للخدمة العامة كرصف الطرقات في المعبر وتعبيدها، واعتماد نظام البيانات في بيئة الكترونية” غير أنه لم يُلاحظ أي شيء من هذه النهضة التي تحدّث عنها، وفقاً لما قاله عدد من الأهالي في المنطقة لموقع الحل.

طُردت قوات النظام من معبر باب الهوى بتاريخ 19/7/2013، من قبل مقاتلي الجيش الحر، وفي 15 تشرين الثاني من عام 2014، انتزعت الحركة المعبر من أيدي مقاتلي #جيش_الإسلام وحركة صقور الشام (سابقاً) بعد عدة خلافات جرت على المعبر منذ ذلك الحين، أي أنها تديره من حوالي عامين، وبما أن التقديرات تشير إلى كسب 5 مليون #دولار شهرياً فإن الكسب المادي لعامين بلغ  وسطياً نحو 120 مليون دولار.

الحاضنة الشعبية أفرزت “الهبات”

لعبت الصبغة الإسلامية الأقل تشدّداً دوراً في دعم الفصيل،  فالحركة اعتمدت بشكلٍ كبير على المقاتلين المحليين، وأبناء الطبقات المختلفة من الشعب السوري، وهو ما اعطاها قدراً كبيراً من ثقة التجّار وأصحاب رؤوس الأموال المسلمين، الذين شرعوا إلى تمويل الحركة بكمياتٍ كبيرة من الأموال لدعم الانتفاضة المسلّحة ضد النظام السوري.

إضافةً لذلك عمدت الحركة للسيطرة على الأماكن الحكومية الحيوية، وإدارتها، إضافةً إلى الصناعة المحلية للأسلحة، عبر خبراء وكفاءات لديها، ما خفّف عليها مصاريف الإنفاق، ناهيك عن اعتمادها على الغنائم العسكرية من قوات النظام.

وصل موقع الحل السوري إلى مقاتل سابق في الحركة يعيش حالياً في مدينة #غازي_عينتاب التركية، والذي امتنع في البداية عن الحديث، لكنه كشف لاحقاً أن “الحركة كانت من المدلّلين لدى #تركيا و #قطر، وكانت تحظى بالدرجة الأولى في عمليات الدعم العسكري والتمويل المادي، لكنه أوضح أن المقاتل لم يكن له صلاحية لمعرفة قيمة التمويلات أو محتوياتها كاملاً”.

المقاتل أضاف إن “جميع المقاتلين لا يعرفون شيئاً عن قيمة التمويلات لكن ما هو معروفاً داخل الحركة، بأنها لا تتلقّى التمويلات إلا من الجهات التي تؤمن بمشروعها وفكرها الإسلامي”، لافتاً إلى أنها “امتنعت عدّة مرات عن تلقي أموال من جهات لم تتفق معها”.

ثمة منظمتان أساسيتان ساهمتا بدعم الحركة وهما “صندوق الإغاثة والمساعدات الإنسانية” التابع للحكومية التركية، و”جمعية قطر الخيرية”، فهاتان الجهتان دعمتا الحركة على مدار السنين الماضية بمبالغ كبيرة، ولا سيما مع اعتبارها الجهة الأكثر موثوقية من بين فصائل المعارضة الأخرى.

وبالعودة إلى أرشيف ما نشرت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأخرى، فإن الحركة التي كانت من أبرز الفصائل المشاركة بعملية السيطرة على الرقة، سيطرت على فرع #البنك_المركزي السوري في المدينة والذي كان يحوي حينها ما  مبالغ مالية كبيرة بحسب “وسائل إعلام تابعة للنظام”.

حوالي مليوني دولار رواتب شهرية

وفي تتبع موضوع مصروفات الحركة على عناصرها، قال مسؤول في مكتب العلاقات العامة في الحركة لـ “الحل السوري”: “إن عدد عناصر حركة أحرار الشام يتراوح بين 25 و 30 ألف مقاتل يتوزعون على كافة المناطق السورية شمالاً وجنوباً” موضحاً أن “الثقل العسكري لهم في كل من #إدلب و #حماة”.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن “رواتب عناصره الحركة تقسم إلى ثلاثة أقسام

الأول المقاتل الأعزب والمقاتل المتزوج والمقاتل المتواجد على الجبهة الساخنة”.

وفصل المسؤول في مكتب العلاقات تصنيفات الرواتب، بحيث يتقاضى العنصر العادي حوالي 40 دولار أمريكي شهرياً في حين يأخذ المتزوج حوالي 70 دولار شهرياً له ولعائلته.

وبخصوص المقاتل المتواجد على الجبهات الساخنة، فإن إدارة الجبهة المركزية تدفع كل عنصر دولار واحد يومياً كمصروف لايعطى له وإنما يعطى للكتيبة المسؤولة عنه كبدل طعام وشراب، بحسب ما فصل لنا المسؤول.

وعلى ذلك يبلغ مجموع مايحصل عليه المقاتل 100 دولار 70 دولار مصروف له و 30 دولار مصروف يعطى للكتيبة المسؤولة عنه.

لكن وفي معرض حديثه عن رواتب العناصر أشار إلى أن “الجبهة كانت تعطي الرواتب بالليرة السورية في السابق وبمبالغ أقل من الذي تدفعه الآن، حيث كان راتب المقاتل العادي حوالي 17 ألف ليرة سورية وللمتزوج بين 23 و 25 ألف ليرة سورية”، مبيناً أن “القيادة ومنذ 5 أشهر بدأت تعطي الرواتب بالدولار الأمريكي وليس بالليرة السورية”.

في سياق آخر، لم يخف مسؤول العلاقات في حديثه وجود صعوبات مادية داخل الحركة في الفترة الاخيرة، حيث قال إن “الرواتب أحياناً تنقطع لمدة شهرين لتعود مرة أخرى”، موضحاً في ذات السياق أنه “تم التخلي عن بعض الأمور التي تقوم الجبهة بدفعها، فمثلأ عندما يستشهد مقاتل من حركة أحرار الشام في  معركة من المعارك تمنح عائلته تعويضاً قيمته 400 دولار، هو ما تم إلغاؤها مؤخراً”.

وأردف “هذا لايعني أن التعويض غير موجود، فعائلة الشهيد تأخذ راتبه نفسه، وفي حال كان لديه أولاد يعطي لكل ولد تعويض شهري بمقدار 10 دولارات”.

جدول توضيحي يحسب نفقات حركة أحرار الشام على المقاتلين:

عدد المقاتلين    الراتب الشهري المجموع
27.500 عدد إجمالي 40  دولار مليون و100 ألف دولار
 مقاتلين متزوجين

13750 من أصل العدد الإجمالي

30 دولار شهرياً تعويض 412 ألف دولار
مقاتلين على الجبهات

15 ألف مقاتل من أصل العدد الإجمالي

30 دولار بدل لكتيبته 450 ألف دولار
  مليون و 962 ألف دولار

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.