نشرت صحيفة النيويورك تايمز رسالة موجهة إلى الرأي العام “كتبها آباء الضحايا الأمريكيين الذين قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية في #سوريا، إثر اعتقال القوات الكردية في سوريا لاثنين من عناصر التنظيم مطالبين فيها بمحكمة عادلة بحق هؤلاء تضمن تكريم أبنائهم بتحقيق العدالة والإنسانية”.

الآباء هم ديانا فولي وجون فولي، والدا جيمس فولي. مارشا مولر وكارل مولر، والدا كايلا مولر. شيرلي سوتلوف وآرثوث سوتلوف، والدا ستيفان سوتلوف. باولا كاسينغ وإيد كاسينغ، والدا بيتر كاسينغ. “الضحايا الأربع قادتهم الشجاعة وحب الخير والفعل الإنساني للذهاب إلى سوريا خلال الحرب الأهلية، فكانوا ضحايا أسرهم تنظيم الدولة وقتلهم بأساليب وحشية”. فكتبوا:

“أبنائنا، جيمس فولي من نيوهامشير، وستيفان سوتلوف من فلوريدا، وبيتر كاسينغ من إنديانا، وكايلا مولر من أريزونا، أُخذوا منّا واحداً تلو الآخر من قبل المجرمين المفعمين بالكره في الدولة الإسلامية.

وأخيراً حان وقت العدالة. فقد تم إلقاء القبض على اثنين من مقاتلي الدولة الإسلامية، أليكساندر كوتي والشافعي الشيخ، وهما أعضاء في خلية الجهاديين البريطانيين الذين عذّبوا وقتلوا أبنائنا في سوريا. نحن ممتنون جداً للرئيس ترامب ولرجال ونساء الـ FBI وللجيش الأمريكي ولحلفائنا في قوات سوريا الديمقراطية الذين اعتقلوا هؤلاء الرجال في كانون الثاني.

ماذا سوف يكون مصير هؤلاء الساديين المضللين الآن؟ والذين ما يزالوا في رعاية المقاتلين الأكراد السوريين الذين تمكنوا من إلقاء القبض عليهم. تمكنت الـ  FBI من استجوابهم، وكانت الحكومة البريطانية قد سحبت جنسيتها منهم ويبدو أنها لا تعتزم فعل شيء أخر تجاههم. ينبغي إحضارهم إلى أمريكا لمواجهة نظامنا القضائي.

نريد أن يعرف العالم بأننا نتفق مع موقف الحكومة البريطانية طويل الأمد والذي يرى أنه من الخطأ إرسال القَتَلة من هذا القبيل إلى السجن العسكري في خليج غوانتانامو، أو التماس عقوبة الإعدام في المحكمة. فإن أيّ من تلك الطريقتين سوف تفضي إلى جعلهم شهداء في نظر أصدقائهم المتعصبين والمضللين من المقاتلين، وهي أسوأ نتيجة ممكن الوصول إليها.

بدلاً من ذلك، ينبغي أن تتم محاكمتهم في نظامهم القانوني المنصف والمفتوح أو في محكمة العدل الدولية، ومن ثم قضائهم ما تبقى من حياتهم في السجن، وهو ما كان يريده أبناؤنا.

اعتقل كوتي والسيد الشيخ أبناءنا في العامين 2012 و2013، وجنّدوا آخرين لتعزيز رؤيتهم الملتوية للعالم. وعذّبوا أسراهم لمجرد أنهم أمريكيون. وتماماً كما كانت هجمات 11 أيلول تشكل هجوماً شنيعاً على بلادنا، فإن عمليات قطع الرأس لـ جيم وستيفان وبيتر كانت هجوماً متعمداً وقاسياً علينا جميعاً، وكذلك كان التعذيب الذي تحملته كايلا من قبل المتعصبين الآخرين قبل وفاتها.

تريد الدولة الإسلامية ترهيبهم واستدراجهم إلى كراهية مماثلة نحوهم. لكنهم يجب أن يكونوا صادقين نحو تعهد أبنائنا للإنسانية.

جيم وستيفان وبيتر وكايلا، كانوا مثل الكثير من أبنائنا وبناتنا، شبان أمريكيون فريدون وعاطفيون. كانوا يهتمون بالآخرين، الأمر الذي أدى بهم بالوصول إلى سوريا لأسباب مختلفة. كان جيم وستيفان صحفيين شجاعين، جريئين بالقدر الكافي ليشهدوا على التعطش السوري إلى الحرية والتهديد الذي يواجهونه من الجهاد العنيف. كذلك كان بيتر وكايلا ملتزمين بالعمل الإنساني الرحيم فاستجابوا لمعاناة سوريا. خاطر جميعهم بحياتهم من أجل تحقيق الخير، كما يفعل جيشنا، وكما يفعل العديد من الصحفيين والعاملين الآخرين في المجال الإنساني.

ويحدونا الأمل أن تؤدي محاكمة هذين الرجلين الخطرين إلى القبض على مزيد من الأشخاص الخطرين على قدم المساواة، والذين يسعون إلى التخفي بين اللاجئين، كما نأمل بوضع حد للإفلات من العقاب والذي سمح للدولة الإسلامية بالانتشار. فعندما يلقى القبض على هؤلاء الجناة المليئة قلوبهم بالحقد والكراهية، ويتم تقديمهم إلى محاكمة علنية يتحملون فيها مسؤولية أعمالهم الشريرة والشنيعة، نتمنى حينها أن كراهيتهم المعدية سوف تبدأ بالخمود. وهذه تعتبر خطوة أولى ضرورية.

وباعتبارنا الآباء الثكلى قلوبنا لكل من جيم وستيفان وبيتر وكايل،, فإننا نطلب من حكومتنا الإصرار على تقديم كوتي والشيخ إلى محاكمة عادلة وعلنية سواء في المحاكم الجنائية الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية  أو في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وعندما تصبح مثل هذه الجرائم علنية، يمكن للضحايا مثلنا أن يُسمعوا وتبدأ جراحنا بالاندمال، وسوف يسمع المتهمون كيف دمرت جرائمهم الآخرين، بل وربما يبدؤون بعدها بالتوبة. ويمكن حينها أن نأمل في أن تضع العدالة حداً لهذه الجرائم ضد الإنسانية.

ينبغي أن يواجه هؤلاء الرجال العدالة في قاعة المحكمة العامة لأنهم مجرمون وليسو جنوداً. قاموا باعتقال مدنيين عزّل، أساؤوا إليهم ومن ثم قتلوهم، إنهم جبناء وليسوا محاربين. الدولة الإسلامية تشكل عبادة وهمية واستغلالية، ولا تشكل دولة.

خيارنا الأول، هو محاكمتهم في محكمة جنائية فدرالية، حيث ينتمون، لأن ضحاياهم كانوا أمريكيين. إجبارهم أن تتم محاكمتهم من قبل هيئة محلفين من مواطنينا. منحهم محاكمة عادلة تجعل أمتنا أعظم. دعنا نبين للعالم مدى الأذى الذي سببته الدولة الإسلامية بحق أمريكا. تلك هي أفضل طريقة لتكريم أبنائنا.

كآباء، فقدنا أبنائنا خلال العنف، نطالب أيضاً بالسجن المؤبد لهؤلاء الرجال. فالإعدام يمكن أن يساء تفسيره، ويتسبب باستدامة العنف، كما يمكن أن يقلل من مكانة أمريكا بوصفها مدافعة عن حقوق الإنسان.

في ذكرى جيم وستيفان وبيتر وكايلا الشجعان، دعونا نتعامل مع آسريهم بالشكل العادل والإنساني الذي كنا سوف نطالب به لأبنائنا ولأنفسنا.

دعونا نتذكّر بأن العظمة الحقيقية تكمن في الشجاعة الأخلاقية لفعل ما هو صحيح فقط، حتى في حال مواجهة نظير الحق”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.