سوريا.. ملايين المنازل مدمرة وشروط حكومة النظام للترميم “تعجيزية”!

سوريا.. ملايين المنازل مدمرة وشروط حكومة النظام للترميم “تعجيزية”!

حسام صالح

في سوريا وبعد 7 سنوات من الحرب، يتفاخر النظام بأنه استطاع تحقيق النصر في المدن والبلدات التي دخلها مؤخراً، وأنه سيعيد بناءها من جديد، لكنه في مقابل ذلك تجاهل مئات الآلاف من #المنازل المدمرة كلياً وجزئياً، حيث أن مدن كاملة مسحت عن الخريطة، ولم يتبق منها سوى الركام.

وأطلق النظام وعود بإعادة إعمار تلك المناطق ومساعدة الأهالي الذين أنهتكهم الحرب وخسروا فيها كل ما يملكون.

هل يستطيع الأهالي إعادة الحياة إلى منازلهم وكم ستسغرق من الوقت، والسؤال الأهم: هل لديهم القدرة المادية على ذلك؟

أكثر من مليون منزل مدمر

للتعرف أكثر على واقع #الدمار الذي لحق بالمنازل السورية في مختلف المحافظات السورية، ذكر مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي لغرب آسيا (الإسكوا)، أن ثلث العقارات في #سوريا دمرت جراء عمليات القصف، وبلغ عدد المنازل المدمرة كلياً حوالي 400 ألف منزل، و300 ألف مدمر جزئياً، مع تضرر البنية الأساسية لحوالي نصف مليون منزل.

وفصلت الدراسة، هذا الدمار بحسب المحافظات والكلفة التقديرية لإعادة إعمارها، بحسب الجدول التالي:

اسم المحافظة عدد المنازل المتضررة كلفة إعادة الإعمار
حلب 242 ألف منزل 187 مليار ليرة
ريف دمشق 303 ألف منزل 145 مليار ليرة
إدلب 156 ألف منزل 57 مليار ليرة
حمص 200 ألف منزل 97 مليار ليرة
درعا 105 ألف منزل 46 مليار ليرة
دير الزور 82 ألف منزل 37 مليار ليرة
حماة 78 ألف منزل 32 مليار ليرة
الرقة 59 ألف منزل 21 مليار ليرة
اللاذقية 57 ألف منزل 25 مليار ليرة
الحسكة 56 ألف منزل 20 مليار ليرة
دمشق 37 ألف منزل 17 مليار ليرة
طرطوس 12 ألف منزل 6 مليارات ليرة
السويداء 5 آلاف منزل 2.5 مليار ليرة
القنيطرة 900 منزل 300 مليون ليرة

 

هذه الأرقام، ربما تكون أكبر على أرض الواقع، لكن بغض النظر عن هذه الأعداد، صرح رئيس مجلس الوزراء في حكومة النظام في آب الماضي، أن “الخطوة الحالية هي الحاجة لإعادة بناء نحو 500 ألف منزل متضرر، وهذا يحتاج إلى تريليونات من الليرات السورية”، مشيراً إلى أن “هذه المبالغ ليست موجودة حالياً، لكن يوجد بدائل أخرى”، بحسب تعبيره، في حين قدر نائب رئيس الوزارء السوري السابق (عبد الله الدردري) المسؤول عن الشؤون الاقتصادية تكاليف إعادة #إعمار_الإعمار للمنازل قد تتجاوز 100 مليار دولار.

ورغم إحصائية منظمة #الأسكوا حول المنازل المدمرة، إلا أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أعلنت مؤخراً أن الحرب خلفت مايقارب 3 ملايين مسكن مدمر بشكل كلي أو جزئي، وأن حملة النظام على الغوطة الشرقية أوائل العام الجاري أدت لمسح مدن بأكملها عن الوجود بحسب صور الأقمار الصناعية، وأن 7 ملايين شخص تأثروا بالدمار، وفقد مليون مواطن ممتلكاتهم بشكل كامل.

قروض ولكن!

بعد أخذ ورد من قبل حكومة النظام والمراسلات مع “مصرف سورية المركزي”، صدر قانون يسمح بموجبه للمصارف بتقديم قروض للمواطنين لترميم منازلهم المدمرة، وبحسب الشروط فإن قيمة القرض تصل لميلون و300 ألف ليرة سورية، بمعدل فائدة يصل لـ11%،ويشترط أيضاً توثيق حالة العقار من قبل لجنة مختصة، ووضع إشارة رهن على العقار لمصلحة البنك، مع وجود تأمين إلزامي على الحياة، ولايشترط منح القرض كاملاً.

هذه العملية المعقدة تحتاج إلى أشهر للحصول على القرض، هذا ما أكده عدد من أصحاب المنازل المتضررة الذين عادوا إلى مناطقهم بريف دمشق، فيقول “أبو أحمد”، وهو صاحب منزل مدمر بفعل القصف على المنطقة “حاولت الاستفادة من هذا القرض وقدمت جميع الأوراق التي تثبت ملكيتي للعقار المتضرر منذ أكثر من 3 أشهر، وكان الجواب أن هناك لجنة مركزية تتبع لمجلس محافظة ريف دمشق هي المسؤولة الكشف عن الأضرار، في مقابل وجود عشرات الآلاف من المنازل المدمرة”، متسائلاً “هل تكفي لجنة واحدة لدراسة وتقييم عشرات الآلاف من المنازل، والتي بعضها غابت معالمه ولم يبق منه شيئ، وهل يكفي هذا المبلغ لترميم منزل مسوى على الأرض؟”.

ارتفاع مواد البناء 500%

في جولة لموقع الحل على أسعار مواد البناء للتعرف على الحد الادني لترميم منزل مدمر بشكل جزئي وليس كلي، وجدنا أن سعر طن الحديد وصل لـ315 ألف ليرة بدون أجور نقل، في حين وصل سعر طن الاسمنت لـ50 ألف ليرة، وبحسب متخصصين في الإنشاءات فإن تكلفت إكساء المتر الواحد من الحديد والاسمنت وصلت لـ51 ألف ليرة.

من جهة أخرى ، تبلغ تكلفة سيارة الرمل سعة 10 أمتار نحو 80 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر بلوك البناء لـ 150 ليرة للقطعة الواحدة، ووصل متوسط سعر متر السيراميك المحلي لـ3 آلاف ليرة، وباب الألمينيوم 50 ألف ليرة دون أجرة تركيب وسعر النافذة الواحدة 60 ألف ليرة، أما أسعار المغاسل والمراحيض فإن الأسعار تبدأ من 30 ألف ليرة وهي ذات جودة ردئية.

في حين لم يتم احتساب أجور اليد العاملة والنقل، وحالة البناء التي في كثير من الأحيان لاتسمح بالحمولة، كونها لم تخضع لفحص من قبل اللجان المختصة.

وبناء على ذلك، فإن تكلفة ترميم منزل متضرر، بالحد الأدنى يتراوح بين مليون ومليونين ليرة سورية، فهل يملك المواطن هذا المبلغ، بعد تراجع المستوى المعيشي لدى غالبية السوريين ووصول نسبة الفقر لـ85%؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.