أسباب ونتائج.. ارتفاع نسبة الطلاق في سوريا إلى 31%

أسباب ونتائج.. ارتفاع نسبة الطلاق في سوريا إلى 31%

رهام غازي

انتشرت حالات الطلاق في سوريا بشكل غير مسبوق، حتى أصبحت بعض الزيجات تستمر بضعة أشهر فقط، وفي بعض الأحيان أياماً معدودة، ومع ازدياد حالات التدهور النفسي والاجتماعي والتفكك الأسري الذي يخلفه الطلاق، تشرح اشتشارية تربوية وأسرية الأسباب والنتائج.

أوضحت الاستشارية التربوية والأسرية نورا نحاس في حديثها لموقع الحل السوري أن ظروف الحرب في سوريا ساهمت بشكل كبير في تفاقم ظاهرة “الطلاق السريع”، بسبب الاختلاط المفاجئ الذي سببته حركات النزوح والتهجير بين سكان المحافظات السورية، حيث بات من الصعب معرفة جذور وخليفة العائلات الأخرى، بحسب عادات وتقاليد الكثير من السوريين، لاسيما المُتبع منها قبل فترة الخطوبة.

وأشارت نحاس إلى أن الأمر لا يختلف كثيراً في بلاد المهجر، بل ربما يكون أشد سوءا، وخاصة حين يدعي الشاب المُقبل على الزواج أنه ذو خلفية علمية ومن أصحاب الشهادات، فيوهم بذلك الضحية بأنه العريس المُنتظر وما إن ترتبط به الفتاة تتعثر بأول كذبة وغالبا ما يكون قد حصل الحمل، ما يضطر بعض النساء للبقاء مع الزوج فقط بداعي الأمومة.

وقالت نحاس: “شاهدت حالات فعلية تعرضت من خلالها الفتيات إلى التزويج من 4 أو 5 رجال، بغرض الحصول على مهر جديد، وبهذا يتعرضن للطلاق مراراً دون مراعاة لمشاعرهنّ ونفسيتهنّ”.

وفي بعض الأحيان لا تقتصر هذه المعاناة على الإناث فقط، حيث يتعرض الذكور للعديد من الحالات التي تتخذ الفتيات فيها الزواج كـ “مصدر رزق”، أما بعض العائلات فيرونه أمراً يعود بالنفع المادي، فيزوجن فتياتهنّ لرجال أثرياء، دون أي مراعاة للفارق العمري والديني والاقتصادي.

ولعل غياب الفهم الصحيح لمفهوم بناء الأسرة والزواج، واختلاف قيمة الحياة الزوجية لدى بعض الناس، بالإضافة إلى الحرب التي فرضت ظروفا معيشية واقتصادية صعبة، من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى فشل العلاقة بعد عدة أشهر والطلاق في النهاية، وعلى الرغم من اختلاف الحالات والمواقف التي تؤدي إلى الطلاق، إلا أن التسرّع في اختيار شريك أو شريكة الحياة دون تحري الدّقة والبحث عن إذا ما كان الشخص الآخر شريكاً مناسباً بعيداً عمّا سيقدمه من أمور مادية، يُعد أبرز تلك الأسباب.

كما تسببت الحرب في خلق أسباب جديدة للطلاق، لم تكن شائعة في المجتمع، كحالات اختفاء الرجال لفترات طويلة عن بيوتهم، حيث تم تسجيل نحو 6946 حالة طلاق تحت بند “دعوى تفريق لعلة الغياب”.

وبحسب إحصائيات القصر العدلي في دمشق حول معدلات الزواج والطلاق، فإن نسبة الطلاق ارتفعت عام 2017 إلى 31%، حيث بلغ عدد حالات الطلاق في دمشق 7703 حالة، فيما بلغت حالات الزواج نحو 24697 حالة”، أي أن نسبة الطلاق ارتفعت بنسبة 6٪؜ مقارنة بما قبل عام 2011.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.