“مازوت التدفئة” يؤرق سكان دمشق و”الاستغلال” سيد الموقف

“مازوت التدفئة” يؤرق سكان دمشق و”الاستغلال” سيد الموقف

حسام صالح

بات اسم فصل الشتاء مرتبط لدى سكان العاصمة #دمشق بمادة “المازوت”، فأصبح تأمينها أشبه بـ”الكابوس”، نظراً لشح هذه المادة مع بدء الفصل البارد من جهة، و “المحسوبيات” المرتبطة في عمليات التوزيع وأولويته من جهة أخرى، ناهيك عن عمليات الاستغلال والغش التي ترافق عملية الحصول على المادة.

عمدت مؤسسة #المحروقات هذا العام على تطبيق مايسمى “البطاقة” الذكية”، للحد من ظاهرة الاستغلال والتلاعب في توزيع #مازوت التدفئة، حيث تشير أرقام المؤسسة أن حوالي 278 ألف عائلة سجلت للحصول عليه، ولن يتم تسليم أي ليتر من مادة “مازوت التدفئة” دون هذه البطاقة، رغم أن الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر من 5 ملايين نسمة في العاصمة دمشق، إلا أن عمليات التلاعب لاتزال مستمرة وبطرق متعددة.

ما هي قصة البطاقة الذكية؟

عمدت “مؤسسة المحروقات” لهذا العام، وكشرط أساسي للحصول على مازوت #التدفئة أن يستخرج المواطن “البطاقة الذكية”، حيث أن في بداية الإعلان عنها كانت تكلفة الحصول عليها 550 ليرة سورية، وأن يقدم رب الأسرة (دفتر العائلة، قيد نفوس مسجل  في المنطقة التي يسكن بها، عقد الإيجار أو سند ملكية المنزل)، لكن بعد كثرة الشكاوى أصبح الحصول على البطاقة مجاني، وتم تحديد 18 مركزاً داخل العاصمة للحصول عليها، إلا أن عدد المسجلين عليها 278 ألف عائلة فقط، من أصل أكثر من 5 ملايين نسمة في دمشق.

هذا الكلام أكده مدير “فرع محروقات دمشق” التابع للنظام (إبراهيم أسعد)، حيث قال إن “سيارات التوزيع على أتم الاستعداد لتوزيع المادة للمواطن، التي سيتم تأمينها حصراً على طريق البطاقة الذكية، من خلال سيارات جوالة تعمل على البطاقة الذكية”.

وعبر الكثير من المواطنين عن خوفهم من خطوة “البطاقة الذكية”، واعتبروا أنها خطورتها تكمن بتطبيقها لأول مرة، فلا يُعرف بعد كيفية التعامل معها، حيث لا توجد لوحات إعلانية في محطات الوقود، ولا ملصقات على جدران المنشآت الحكومية.

إلا أن مسؤولي النظام يبررون أهميتها بأنها “توفر نصف الكميات التي كانت توزع في السنوات السابقة، إضافة إلى صعوبة مراقبة الصهاريج التي تنقل المادة، حيث كان هناك حالات يتم فيها ضبط صهاريج باعت المادة لغير مستحقيها.

فقدان المادة وتلاعب في التوزيع

في منتصف شهر تموز الماضي بدأت “مديرية المحروقات” بالإعلان عن توزيع مازوت التدفئة، على أن تكون الأولوية لأسر قتلى النظام والجرحى، وتكون عمليات تسجيل المواطنين العاديين مع بداية شهر أيلول، ويحصل بموجبه على 400 ليتر مازوت موزعة على قسمين، 200 ليتر خلال شهري أيلول وتشرين الأول، و200 ليتر مع بداية العام القادم، وبإمكان المستفيد أن يجزئ الـ200 ليتر وفقاً لحاجته، وذلك ضمن سعر 180 ليرة سورية للتر الواحد وأجور نقل 3 إلى 5 ليرات لليتر الواحد.

ورغم كل هذه الإجراءات، إلا أن مازوت التدفئة غير متوفر، بحسب سكان العاصمة دمشق، ومتوفر في السوق السوداء بسعر 300 ليرة لليتر الواحد.

وفيما يخص تصريح مدير محروقات دمشق (مصطفى حصوية) أنه “من يمتلك البطاقة الذكية، يستطيع الاتصال بشركة المحروقات لطلب التعبئة، وتكون العملية خلال مدى أقصاها 3 أيام”، إلا أن أكد “أبو أيمن” موظف متقاعد، قال لموقع الحل، “هذا الكلام غير صحيح، تقدمت بالطلب منذ 8 أيام ولم يأتي أحد، بحجة وجود ضغط في المنطقة التي أتواجد فيها، أو أن #السيارات الكبيرة لاتدخل إلى الحي الذي أسكن فيه”.

وأضاف أبو أيمن، “هذه المعاناة ليست الأولى، وتتكرر في كل شتاء، والطريقة الأمثل هي الاتفاق مع سائق صهريج المازوت، وإعطاؤه أموال إضافية للقدوم، لأن مبلغ 600 ليرة الذي يتقاضاه كأجرة عن تعبئة 200 ليتر، ليست كافية بالنسبة إليه، وأقل مبلغ ممكن أن يرضى به بين 2000 و3000 آلاف ليرة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.