الخيول السورية الأصيلة تهريب وبيع بأبخس الأثمان للخارج

الخيول السورية الأصيلة تهريب وبيع بأبخس الأثمان للخارج

الحل (تقرير) – لم تخرج #الخيول العربية الأصيلة والمعروفة بأنسابها الشريفة من دائرة المعاناة التي أفرزها النزاع في #سوريا منذ ما يزيد عن ثمانية سنوات، حيث تعرّضت إلى صدمات متتالية خلال الحرب.

وتجسّدت هذه الصدمات بقصف مزارع الخيول والمحميات التابعة لها في مناطق سيطرة المعارضة من قبل قوات النظام.

ويُضاف إلى ذلك عمليات #التهريب عبر الحدود التي طالت الخيول، وصعوبة توثيقها من قبل الجهات الدولية ما يؤدّي لخسارتها نحو نصف قيمتها.

ويبحث “موقع الحل” في هذا التقرير، المصاعب التي تعرّضت لها الخيول السورية، ما أسفر عن تراجع سوقها وانخفاض سعرها.

الإهمال خفّض الأسعار

تتميّز الخيول العربية الموجودة في سوريا بحرارة حركتها، وأنسابها الشريفة المعروفة، ويوجد في سوريا نحو أربع أنساب من الخيول، وهي الكحيلات، الصقلاويات، العبيات والحمدانيات، ولكل نسبٍ من هذه الخيول مزايا وخصائص تميّزه عن بقيّة الأنساب الأخرى.

ولا يوجد إحصائية دقيقة لعدد الخيول في سوريا، وذلك بسبب وقوع بعضها في مناطق النظام وآخر في مناطق سيطرة المعارضة، ولكن ما اشتركت عليه كلتا المنطقتين، أن الخيول تعرّضت لإهمالٍ شديد بسبب نقص الاهتمام الذي تحتاج إليه بشكلٍ دوري.

وصدر في عام 2011، كتاب “الأنساب العشرة للخيول العربية الأصيلة في سوريا”، يضم الكتاب 5033 منها 2932 من الإناث و2101 من الذكور، إضافةً إلى نحو 600 ولادة خيول سنوياً من معظم الأنساب.

ويؤكد مربّي الخيول في محافظة #إدلب (عبد الله فاضل)، أن النقص بالاهتمام يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية جعلت صحّة ونفسية الخيول تتراجع ما أثّر على سعرها لاحقاً.

وقال فاضل لـ “موقع الحل”، “يأتي على رأس هذه الأسباب هي ارتفاع أسعار المعدّات اللازمة للعناية بالخيول من حيث تغذيتها وتنظيفها ومنحها اللقاحات والأدوية والفحوصات الطبية الدورية، ما جعل معظم مربي الخيول يعكفون عن الاستمرار بتقديم الرعاية والرفاهية لخيولهم.

أما السبب الثاني بحسب المصدر ذاته، فهو عدم توفّر بيئة آمنة وأماكن ومراعي لحفظ الخيول بعيداً عن القصف، موضحاً أن أكثر من ستة مزارع خاصة بتربية الخيول تعرّضت للقصف في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في شمال البلاد.

وبالمقابل اقتصرت عملية تسجيل أنساب الخيول الجديدة على النظام، وجعلتها في مناطق المعارضة غير مسجّلة.

تهريب إلى الخارج

واستمرت عمليات نقل الخيول السورية إلى دولٍ أخرى، منذ فترة ما قبل الثورة، ولكن في السابق كانت تخرج عن طريق التصدير، ولكن بعد الثورة أصبحت تخرج عن طريق التهريب.

وكان مدير مكتب الخيول العربية الأصيلة في وزارة الزراعة في حكومة النظام، (محمد غياث الشايب)، قد قدّر قيمة التصدير إلى دول الخليج في أعوام 2006، 2007، 2008، بحدود 40 إلى 50 مليون ليرة.

وأضاف في حديثٍ لصحيفة (الوطن) المحلية، أنّه تراجع التصدير والتبادل بعد 2011، بسبب العقوبات المفروضة على سوريا حسب تعبيره.

وكان السعر الوسطي للتصدير النظامي للخيل السوري يبلغ نحو 5 ملايين ليرة (100 ألف دولار)، وقد ينخفض أو يرتفع هذا الرقم حسب جودة الخيل.

وفي مقابل تراجع الصادرات، انتعشت عمليات #التهريب، حيث تؤكّد عدّة مصادر مهتمة بالخيول في سوريا، أنّه تم تهريب أنساب شريفة إلى تركيا وكردستان العراق ودول خليجية بشكلٍ غير شرعي.

وقال مربّي مهتم في شؤون الخيول من محافظة دير الزور لـ “موقع الحل”: “إن سعر الخيول ذاتها عن طريق التهريب تبلغ أقل من ربع سعرها خلال عملية #التصدير، لافتاً إلى أن هناك مربين يقومون ببيع خيولهم لمهرّبين بمبالغ لا تتعدّى 25 ألف دولار أمريكي، كما يقومون بإخراج الخيول إلى خارج سوريا وبيعها وتحقيق أرباحٍ طائلة من خلالها.

واعتبر المربّي ذاته أن تهريب الخيول بهذه الطريقة وبهذه الأسعار الزهيدة يُعتبر تدميرًا لما بنته سوريا على مدار سنوات لتحقيق ثروة من أنساب الخيول العربية الأصيلة.

صعوبة التسجيل في “واهو” تخفّض ثمن الخيل

ويحتاج أي خيل في العالم للتسجيل فيها، في منظمة واهو (منظمة عربية عالمية للجواد العربي)

وذلك من أجل الحفاظ على نسبه، حيث يوضّح مزارعون أن الخيل العربي يخسر أكثر من نصف قيمته السعرية إذا لم يكن مسجّلاً فيها.

وتتم عملية التسجيل في المنظمة عن طريق سحب الدم من الخيل العربي، وتقديم التحاليل ورفعها إلى المنظمة مع بطاقة الخيل ومعلوماته ونسبه وأصوله، ليتم اعتماده بشكلٍ رسمي وحفظ نسبه.

وقبل العام 2011، كان التسجيل في “واهو” يتم عن طريق وزارة الزراعة التابعة للنظام، التي تقوم بجمع الوثائق ورفع الطلب.

ولكن بعد اندلاع الثورة، بات التسجيل في المنظمة عن طريق النظام أمرا شبه مستحيل، بسبب عدم القدرة على الذهاب إلى مناطق النظام وتسجيل الخيل عن طريقه في المنظمة، ما يؤدّي لخسارة الخيول نحو نصف ثمنها الفعلي بسبب عدم التسجيل.

إعداد: منار حداد – تحرير: مهدي الناصر

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.