تعرف على رواتب الصحفيين العاملين في مناطق النظام

تعرف على رواتب الصحفيين العاملين في مناطق النظام

منار حداد – موقع الحل

لم يخرج #الصحفيون من قاعدة انخفاض #الدخل في #سوريا، حالهم كحال معظم شرائح المجتمع، لا سيما في مناطق النظام، حيث يتراجع مستوى الحياة الاقتصادية، وينخفض الدخل إلى ما دون الـ١٠٠ دولار أمريكي شهرياً للفرد العامل.

وينقسم الصحفيون في مناطق النظام إلى ثلاثة أجزاء، الأول يعمل في المؤسّسات الحكومية الإعلامية، والثاني يعمل في المؤسّسات الخاصة المحلية، في حين أن الثالث يعمل مع وسائل إعلام إقليمية أو دولية يرضى النظام عنها.

وتظهر شروخ كبيرة في متوسّط الدخل، بين الفئتين الأولى والثانية من جهة والفئة الثالثة من جهةٍ أخرى.

رواتب بخسة

سأل موقع “الحل” ستة صحفيين يعملون في مؤسّسات خاصة محلية في سوريا، فظهر أن رواتبهم بالمجمل تتراوح بين ٨٠ – ١٣٠ دولار في أحس الأحوال.

وتعمل في مناطق النظام عشرات المواقع والصحف والشبكات الإعلامية الخاصة، وجميعها تؤيّد دعاية النظام، وتتلقّى هذه المؤسسات تمويلها إما من “وزارة الداخلية” أو من فرع “التوجيه المعنوي”، وفي هذه الحالة تكون شديدة الموالاة للنظام، في حين أن مؤسسات أخرى تتلقى دعمها من رجال أعمال محلّيين ويكون هامش الاستقلالية لديها أكثر اتساعاً.

تعمل دنيا “اسم مستعار” في موقع الكتروني محلي، انطلق عام ٢٠١٢ في مناطق النظام، وتقول إنها لا تعلم مصدر تمويل مؤسستها بسبب تكتم الإدارة على هذا الجانب.

وتوضح دنيا لـ “الحل” أنها تعمل تسع ساعات يومياً كمحررة أخبار، بواقع ستة أيام في الأسبوع، كما أنها تقوم بأعمال ميدانية مثل تغطية فعاليات وأحداث داخل العاصمة السورية دمشق.

وتؤكّد أنّ راتبها الشهري كان يبلغ ٣٥ ألف ليرة سورية عندما بدأت العمل في هذه المؤسسة في العام الماضي، ولكنها اليوم تتقاضى ٤٥ ألف ليرة “نحو ٩٠ دولار”.

وتشير دنيا إلى أنها تنتقل يومياً من منطقة جرمانا حيث تعيش إلى وسط العاصمة دمشق، ما يتطلّب أن تدفع ٣٠٠ ليرة يومياً وهو ما يعني نحو ١٠ آلاف ليرة في الشهر “ربع الراتب تقريباً”، فضلاً عن تأمين بعض الاحتياجات الأساسية ليكون الراتب قد انتهى قبل منتصف الشهر.

نظام البونات

لم يكن الحال في المؤسسات الإعلامية الحكومية أحسن حالاً من الخاصة، فالوضع هنا يصفه الصحفيون بـ “المأساوي” بسبب التعامل معهم إما كموظف حكومي عادي في الصحف، أو عن طريق نظام “البونات” في “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”.

يقول صحفي يعمل في صحيفة “الثورة” الحكومية لـ”الحل”، “إن سلسلة الرواتب في صحيفة الثورة وجميع الصحف الرسمية تٌشبه رواتب مؤسسة الأعلاف أو إكثار البذار أو أي مؤسسة أخرى”.

وأوضح الصحافي الذي لم يفصح عن هويته، أنه لا يوجد أي خصوصية للعمل الصحفي الشاق في هذه المؤسسات، وإنّما يتم صرف #الراتب انطلاقاً من كون الصحفي موظفاً حكومياً بدرجة أولى أو ثانية أو ثالثة حسب درجة شهادته الدراسية الأكاديمية.

ويتعامل مع الصحف الرسمية صحفيون بصفة مستقلة دون أن يكونوا موظّفين في ملاكها، وهنا يتم التعامل معهم على أساس “القطعة” أي كل مادة يقومون بكتابتها للصحفية، ويتم احتساب سعر المادة استناداً لعدد الكلمات “كل كلمة بليرتين” وفقاً لما يشير الصحفي ذاته.

في “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” السورية الرسمية، يوجد نحو ستة آلاف موظف موزّعين على المقر الرئيسي في #دمشق والمراكز الفرعية في المحافظات السورية والمركز الأخباري.

معظم هؤلاء الموظفين غير مثبّتين في الهيئة، أي أنّهم لا يملكون أي استقرار وظيفي ومن الممكن لإدارة الهيئة أو وزارة الإعلام أن تقوم بطردهم من العمل متى شاءت.

يقوم نظام “البونات” على أساس احتساب عدد ساعات العمل الشهرية، ثم يتم جمعها ومنح الصحفي في التلفزيون مستحقّاته استناداً لعدد هذه الساعات.

غير أن هذه الطريقة تعتبر ظلماً بحق الصحفيين العاملين في الهيئة حسب ما يقول أحد معدّي البرامج لـ “الحل”، الذي يقول: “عملي على الهواء مدّته ساعة واحدة، ولكنّني أعمل على الإعداد لمدّة خمس ساعات يومياً ليتم احتساب ساعة واحدة فقط وهي ساعة الهواء المباشر.

التوجّه نحو الخارج

وفي ظل الانخفاض الحاد في الرواتب وسوء أوضاع الصحافيين في مناطق النظام، تظهر أسئلة عن طريقة تدبّرهم لأمورهم.

يعمل الصحفي غيث “اسم مستعار”، في إذاعة موالية للنظام تبث في العاصمة دمشق، وفي نفس الوقت يعمل في إذاعة معارضة تبث من مدينة اسطنبول التركية.

يقول غيث: “إن الإذاعة الموجودة في تركيا تعلم أنني أعمل بإذاعة موالية ولكن الإذاعة الموالية لا تعلم بأنّي أعمل في إذاعة خارجية”.

ويوضح الصحفي الشاب أن راتبه في دمشق لا يتعدّى ٢٠ ألف ليرة سورية وهذا المبلغ لا يكفي مصاريف أسرته لمدّة أسبوع واحد، ويضيف: “من المستحيل أن أتمكّن من إعالة نفسي وزوجتي بهذا المبلغ، لأن آجار منزلي وحده يبلغ ٧٠ ألف ليرة شهرياً”.

ويشير غيث إلى أنّه يقوم بإعداد تقارير مكتوبة ومسموعة لصالح إذاعة خارجية ويبيع التقرير بمبلغ ٥٠ دولار أمريكي “نحو ٢٥ ألف ليرة” ما يعني أن ثمن التقرير الواحد يزيد عن راتبه طيلة الشهر.

وتوجّه معظم #الصحفيين في مناطق النظام للعمل مع وسائل الإعلام السورية في الخارج، كون هذه الإذاعات تحتاج لوجودهم على أرض الواقع من جهة، ومن جهةٍ أخرى فإن الصحفيين يحقّقون استفادة مادية كونها تمنح الرواتب بالدولار الأمريكي ما يسهل المعيشة عليهم في سوريا.

كما عكف معظم الصحفيين المحترفين في مناطق النظام عن العمل مع وسائل إعلام كبرى مثل وكالتي رويترز وفرانس برس اللتين تملكان مكاتب لهما في دمشق، إضافةً إلى تلفزيونات ووسائل إعلام عالمية تعمل في مناطق النظام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.