لماذا بات السوريون في أوروبا يفضلون بضائع بلدهم على البضائع الأوروبية؟

لماذا بات السوريون في أوروبا يفضلون بضائع بلدهم على البضائع الأوروبية؟

الحل (تقرير) – “يوجد لدينا كافة أنواع المعلّبات والألبان والأجبان السورية مع إمكانية التوصيل إلى كافة أنحاء فرنسا”.. “يتوفّر طبيب أسنان سوري في مدينة بون الألمانية يقوم بكافة العلاجات السنية بأسعار مغرية”..

“يوجد لدينا كافة أنواع حلويات الفستق #السورية وإمكانية التوصيل إلى كل المدن الهولندية”..

هذه عيّنة من إعلانات روتينية متكرّرة يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، والمجموعات المخصّصة للاجئين #السوريين في الدول #الأوروبية المختلفة.

ومع توزّع ما يزيد عن مليون لاجئ سوري في الدول الأوروبية المختلفة، وجدوا أنفسهم بشكلٍ مفاجئ أمام صدمة ثقافية واستهلاكية لها علاقة بنوعية الأطعمة والخدمات الاجتماعية والصحية المقدّمة هناك.

كل شيء تغيّر فباتوا ينشؤون أسواقهم الخاصة لإشباع حاجة الجاليات هناك من #المنتجات السورية التي اعتادوا عليها.

لكن اللافت في الأمر، هو أن هؤلاء الباحثين بين المتاجر الواقعية والالكترونية عن أي نوع من أنواع البضائع السورية، هم ذاتهم من كانوا يتغنّون بالبضائع الأجنبية عندما كانوا في سوريا، فما قصّة متلازمة البضائع السورية والأجنبية؟.

يعتذر الشاب السوري اللاجئ في ألمانيا (علي الفارس) من كل #الأطباء والصيادلة الذين شتمهم عندما كان يعيش في سوريا، فهو “اكتشف محاسنهم” عندما تعامل مع الأطباء والصيادلة الألمان، على حد تعبيره.

ويبرّر الفارس رأيه بأن التعامل مع الأطباء والصيادلة السوريين سهل وبسيط “فبإمكان الطبيب السوري أن يكشف مشكلة المريض من خلال فحصه على السرير بشكلٍ بسيط”.

ويتابع: “واجهتني آلام في معدتي منذ فترة وبتُّ أشعر بسخونة عندما أتناول الطعام، فراجعت الطبيب الألماني ليطلب مني مجموعة صور وتحاليل لكل شيء في جسمي استغرقت بالعمل عليها أكثر من أسبوع ليكتشف أن لدي مرض “القولون”.

ويوضّح الشاب أن الطبيب السوري بإمكانه أن يطرح عليك ثلاث أو أربع أسئلة عن عاداتك اليومية وبكل سهولة سوف يكتشف “هذا المرض الخطير” حسب وصفه.

وحاول اللاجئ السوري في #الدنمارك (عبد الله)، زيارة إحدى عشر صيدلية في الشتاء الماضي من أجل الحصول على عبوة حبوب التهاب، بعد أن تعرّضت لالتهابات روتينية في حلقه تحصل معه كل شتاء، فاشترط جميع الصيادلة حصوله على وصفة طبية ليتمكّنوا من بيعه عبوة حبوب الالتهاب.

وعندما حاول (عبد الله) عرض حالته على الأطباء للحصول وصفة طبّية فكانت إجابة جميع الأطباء “إشرب بعض الزهورات والزعتر وسوف تكون بخير حفاظًا على مناعة الجسم”، على حد قوله.

كما يتحسّر عبد الله على “أيام اسطنبول” عندما كان يشتري كل ما يصح له من #أدوية الالتهاب من السوبر ماركت السورية المنتشرة هناك.

ولا تزال عيون أي لاجئ سوري في أوروبا تلمع مباشرةً بمجرّد رؤية أي نوع من أنواع #المطاعم السورية أو باعة الحلويات أو غيرها.

حيث يحسد السوري (نزار) المقيم في #فرنسا، صديقه المقيم في ألمانيا، لأن هناك الكثير من المطاعم السورية، إضافةً إلى محلات البضائع والمعلّبات السورية.

ويقول “في مدينة ليل الفرنسية لا نجد الكثير من المحلّات السورية كما هو الحال في #برلين أو هامبورغ أو الولايات الألمانية التي تستضيف الكثير من اللاجئين السوريين، كونهم أصبحوا هناك مجتمعاً متكاملاً”.

وتستضيف فرنسا ما يزيد عن ١٢٥ ألف لاجئ سوري، وبالمقابل تستضيف ألمانيا نحو ٦٥٠ ألف لاجئ سوري، ما دفع هؤلاء لتوسيع المشاريع السورية بأنواعها المختلفة، سواء المطاعم أو متاجر المواد الغذائية أو الحلويات وغيرها.

ما سبب الازدواج؟

قبل اللجوء، عندما كان السوري يريد توجيه المديح إلى طبيب أو مهندسٍ ما فإنّه مباشرة يقول “لديه شهادات من جامعات أوروبية”، وعلى رغم ذلك بات هؤلاء ذاتهم يبحثون عن الطبيب السوري داخل أوروبا.

وثمّة مجموعة أسباب جعلت كثير من السوريين هناك متمسّكين بكل المنتجات السورية على اختلاف أنواعها.

ويسرد اللاجئ السوري (علي الفارس) سبب هذا التمسّك، مرجعاً ذلك في المقام الرئيسي إلى اختلاف اللغة، وعدم إتقان جميع السوريين لغة البلدان المستضيفة، ويقول “عندما تتعامل مع طبيب أو محام أو حلاق أو ميكانيكي أي نوع من أنواع الخدمات الأخرى فإنّك بحاجة إلى استخدام مصطلحات لغوية معقّدة قد لا يعلمها أبناء البلد الأصليين أنفسهم، وهذا ما يجعل غير المتقنين للغة لا يحصلون عليها بالشكل الذي يريدونه”، موضحاً أن ذلك يدفع معظمهم للبحث عن أبناء جلدتهم الذين يقدّمون هذه الخدمات حتى لو كان ذلك بشكلٍ غير قانوني.

كما أن ارتباط السوريين بمأكولات ومشروبات شعبية معيّنة يجعل من الصعب عليهم التأقلم بسهولة مع الأغذية الأوروبية التي تختلف بمذاقها ومكوّناتها وطريقة صنعها. وبحسب مصادر موقع “الحل” فإن معظم البضائع السورية التي وصلت إلى أوروبا كانت عن طريق #التهريب ولم يتم تصديرها بشكل نظامي.

إعداد: أحمد حاج حمدو – تحرير مهدي الناصر

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.