في هذا التقرير نتحدث عن «سليمان معروف» احد ابرز رجال الأعمال في سورية منذ عام 2000، يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع بشار الأسد وزوجته، وتصفه الصحافة البريطانية بأنه وكيل أعماله في لندن، يعتبر من الحلقة الضيقة المرتبطة بالفئة الحاكمة، وذلك من خلال الامتيازات الهائلة التي استطاع من خلالها بناء إمبراطورية مالية لعبت دورا في استمرار تمويل الحكومة.

من هو سليمان معروف؟
إنه سليمان محمود معروف البالغ من العمر 47 عاما يحمل الجنسية البريطانية، والده رجل أعمال تربطه صداقة مع بشار الأسد وزوجته، وذلك منذ تسعينيات القرن الماضي عندما كان يدرس طب العيون، خاله اللواء محمد ناصيف كان احد ابرز رجال الظل في صنع القرار في سوريا، واحد من أهلوا بشار لحكم سوريا بعد وفاة شقيقه باسل.

يحمل معروف شهادة جامعية في الاقتصاد من جامعة من «يونيفرستي كولدج لندن»، ويقيم هو وعائلته في لندن.

بعد تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم في سوريا عام 2000، برز معروف كأحد أهم رجال الأعمال من خلال حجم الامتيازات التي حصل عليها، ليسيطر مع رامي مخلوف ومحمد حمشو على جزء كبير من الاقتصاد السوري وليصبحوا من الحلقة الضيقة المقربة من الفئة الحاكمة وواجهة لها.

إمبراطورية معروف المالية
بعد عام 2000 ازداد عدد شركات معروف واستثماراته داخل سوريا، وذلك في العديد من المجالات بشكل مضطرد، لتشكل مع شركاته في الخارج إمبراطورية مالية كبيرة.

وتشير المعلومات والبيانات قبل بدء الأزمة عام 2011 إلى ملكية «معروف» لشركة الشهباء للمعدات والإلكترونيات، وشركة تكنولوجيا المعلومات والإعلام التي تقدم الخدمات الإعلامية ومنها (قناة الدنيا الفضائية، محطة فن إف إم، موقع شوكوماكو الإخباري، غاتشيا موقع ترفيهي، وياغول المتخصّص بجميع أنواع الرياضة، ومجلات متخصصة بالشباب) وغيرها…

كما امتلك معروف سلسلة من محلات التجزئة التي كانت تنتشر في مختلف المحافظات السورية باسم Digital Stores & Services، والتي تعرض منتجات لوكالات حصرية منها منتجات الكاميرات الرقمية وخدماتها، كما امتلك شركة تسمى «يتي للديكورات الداخلية والأثاث»، كومبيوترات آبل ومنتج Apple iLife ، بالإضافة إلى شركة تطوير المتخصّصة في أعمال التشييد والبناء.

ويعتبر «معروف» شريكا ومؤسسا في «بنك سورية الدولي الإسلامي»، وشركة التأمين الإسلامية السورية الدولية، والشركة السورية الدولية للخدمات المالية، بالإضافة إلى انه الوكيل الحصري لسيارات هوندا اليابانية في سوريا.

كما امتلك معروف استثمارات في القطاع السياحي ومنها مقهى ميوزك بوكس في حلب، مطعم ومنتجع وفندق نسمة الجبل في كليلات باللاذقية.

وفي الإمارات كان يملك معروف «أونيكسار دبي» لخدمات التطوير التجاري عبر الإنترنت ومقرها دبي، ولها مكتب عمليات تجارية في دمشق، ولديها استثمارات في دبي وعجمان…
ويمتلك معروف في #بريطانيا شركة الشهباء المحدودة المتخصصة بالاستشارات التجارية مقرّها #لندن، وتقدم خدمات للشركات الدولية الراغبة في البدء بمشاريع أو استثمارات في أعمال تجارية جديدة بالإضافة إلى مجموعة مطاعم باسم «ياسمين» يتم من خلاله تقديم المأكولات الدمشقية.

وكيل أعمال الأسد…
وصفت الصحافة البريطانية «معروف» بأنه «وكيل أعمال الأسد»، متهمة إياه بأنه واجهة له من خلال الوساطة في عدد من المعاملات التجارية المشبوهة، والتي تمثل جزء منها بشراء عدد من الشقق الفاخرة في لندن.

كما نشر موقع «ويكيليكس» رسائل بريد الكتروني كشفت مراسلاته مع #القصر_الجمهوري في #سوريا عام 2012 أشارت إلى قيامه بدفع فواتير لمناسبات نظمها #بشار_الأسد بالإضافة إلى طلبات شراء للسيدة أسماء الأسد، لسلع من محلات أرماني وهارودز الفاخرة بمبالغ باهظة وذلك في خرق للعقوبات المفروضة عليهما.

العقوبات على معروف… والتخلص منها
بعد أكثر من عام على اندلاع الاحتجاجات، فرضت #الولايات_المتحدة والاتحاد الأوروبي #عقوبات على #سليمان_معروف لدعمه الحكومة السورية في مواجهتها للاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

ففي 16 تشرين الأول عام 2012 فرض #الاتحاد_الأوروبي عقوبات على 28 شخصا بينهم معروف ورضا عثمان زوجة رجل الأعمال رامي مخلوف وابنة السفير السوري في رومانيا وليد عثمان، بالإضافة إلى كيانين بينهم بنك سورية الدولي الإسلامي الذي يعتبر معروف احد مؤسسيه.

وبعد ذلك بنحو 10 أيام وجهت بريطانيا ضربة قاسية لمعروف الذي يحمل جنسيتها من خلال فرض عقوبات شديدة شملت 8 شقق يملكها سليمان في أحياء راقية في لندن ومنعه أيضا من سحب أي مبلغ مالي مما له في البنوك إلا بإذن رسمي مسبق وإلزامه بإظهار وصولات عن كيفية صرفه بالإضافة إلى منعه من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بوصفه بريطاني الجنسية.

إلا أن تلك #العقوبات_الأوروبية رفعت عن معروف في حزيران عام 2014 بعد رفع دعوى في محكمة الاستئناف الدولية وتدخل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ثم رفعت لاحقًا القيود عن أملاك «معروف» في لندن.

شريان تمويل الحكومة السورية
لعب معروف دورا بارزا في دعم الحكومة السورية ماليا، إذ تشير #وثائق_بنما إلى بأنه ورامي مخلوف ومحمد حمشو كانوا من أهم رجال الأعمال الذين مولوا الحكومة السورية باعتبارهم مسيطرين على جزء كبير من الاقتصاد السوري.

والشيء الجدير بالاهتمام هو أن «معروف» قام باتخاذ العديد من الإجراءات بعد اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011 من شانها تخفيف حدة العقوبات في حال فرضت عليه وذلك لضمان استمرار دعم الحكومة اقتصاديا…

ومن هذه الإجراءات قيامه في عام 2011 بتغيير أسماء بعض شركاته وتوقيف بعضها الآخر في #سوريا وبريطانيا في محاولة منه لإخفاء ارتباطاته. كما شملت الإجراءات تأسيس العديد من شركات اوفشور وشركات وهمية أدارها وقامت بنشاطات اقتصادية حتى في فترة تعرضه للعقوبات الاقتصادية الأوروبية والبريطانية مثلما فعل مخلوف وحمشو للتحايل على العقوبات المفروضة عليهم وعلى الحكومة السورية وضمان استمرار تمويلها.

غسيل أموال
وتظهر وثائق بنما، وفقا لبيانات صادرة عن جزر العذراء البريطانية، أن «معروف» أسس في الفترة ما بين 2011 و2014 أكثر من ست شركات “اوفشور” مارست أعمالها بمجال العقارات في بريطانيا ومختلف مناطق أوروبا والعالم، والذي يعتبر بأنه إحدى أسهل الطرق وأكثرها شيوعاً لتبييض الأموال بحسب اقتصاديين.

كما تشير الوثائق إلى قيامه بإجراء عمليات نقل أموال وفتح حسابات جديدة في عدد من البنوك، بالتزامن مع نشاطه في #الاستثمار_العقاري من خلال ارتباطه بعدد مع البنوك، لافتة إلى أن بنك «اتش اس بي سي» في بريطانيا كان مرتبطا بحساب معروف المصرفي، فضلا عن أن البنك نفسه عبر فرعه في سويسرا كان شريكا في احد شركات اوفشور التي تم تأسيسها عام 2011 تدعى غاردينيا.

وبينت الوثائق أيضاً أن احد بنوك جزيرة جيرسي، التي تقع بين بريطانيا وفرنسا وتتبع للتاج البريطاني، هو شريك لمعروف في شركة اوفشور تدعى اوريتنال تريدينغ.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية قالت في تموز عام 2012 أنه يمكن الاشتباه بمعروف بأنه «قام بعمليات #غسيل_أموال عبر تمريره ملايين الجنيهات إلى قنوات شبكة حسابات مصرفية له بسويسرا وألمانيا وبيروت، وأن رصيد أحد حساباته كان 48 مليون دولار العام الماضي» وفق تعبيرها.

لقد استطاع معروف احد أفراد الحلقة الضيقة المرتبطة بالفئة الحاكمة من التحايل على العقوبات الاقتصادية على خلاف الآخرين مما قد يجعل منه رجل الأعمال الأبرز في المرحلة القادمة خاصة بعد ورود تقارير عن فرض الحكومة السورية الإقامة الجبرية على رامي احد أعمدة القيادة السورية ورئيسها اقتصاديا.

شركات سليمان معروف
مدير عام وشريك مؤسس في “شركة الشهباء للإعلام” ، ويمتلك 95% من أسهمها، بقيمة 900 ألف ليرة.

مدير عام وشريك مؤسس في “شركة الشهباء للاستثمار والسياحة” ، ويمتلك 50 % من أسهمها بقيمة 5 مليون ليرة.

شريك مؤسس في “شركة الشهباء للاتصالات”، يمتلك 33.5 % من أسهمها بقيمة 3.350 مليون ليرة.

مدير عام وشريك مؤسس في ” شركة فن (أف . أم) ، يمتلك 90 % من حصصها، بقيمة 9 مليون ليرة.

شريك مؤسس في “شركة تطوير ” ، ويمتلك 25% من أسهمها، بقيمة 2.5 مليون ليرة
شريك مؤسس في ” شركة نسمة جبل ، يمتلك 20% من أسهمها، بقيمة 600 ألف ليرة.

عضو مجلس إدارة ” شركة شام للطباعة ” حتى تاريخ 5/8/2018.

ومدير وشريك مؤسس في “الشركة السورية للتعليم” بالجمهورية العربية السورية، ويمتلك 15% من أسهمها، بقيمة 1.5 مليون ليرة.

وعضو بمجلس الإدارة وشريك مؤسس في “الشركة الإسلامية للوساطة والخدمات المالية” يمتلك 10% من أسهمها، بقيمة 7 مليون ليرة.

إعداد التقرير: نوار محمود