يشتكي أهالي مدينة حلب من توسع سطوة ما يسمّون بـ«الشبّيحة» في مدينتهم، حيث تعيش المدينة حالة من الفلتان الأمني نتيجة ارتفاع معدّل الجرائم، الناجمة عن انتهاكات «الشبّيحة»، وذلك منذ استعادة الجيش السوري السيطرة على المدينة من قبضة المعارضة قبل نحو ثلاث سنوات.

وارتفعت أصوات من داخل مدينة حلب، تندد بتوسع سطوة «الشبّيحة» خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك إثر انتشار حواجز تلك المجموعات في الأحياء الغربيّة، وقيامهم بانتهاكات ضد أهالي المدينة تمثلت بطلب أتاوات عبر الحواجز ومن المحال التجاريّة، كما أن المدينة تشهد العديد من حوادث الخطف والسلب والاعتداء على الممتلكات، يتهم الأهالي مجموعات “الشبّيحة” بالمسؤولية عن تلك الحوادث.

«الوضع الأمني في أسوأ حالاته في حلب» هكذا يقول سامر أبو محمد وهو اسم مستعار لصاحب محل تجاري يعمل في الحمدانيّة، ويؤكد بأنه يضطر إلى إغلاق متجره يوميّاً عند حلول المساء خوفاً من عصابات السرقة المنتشرة في أحياء المدينة.

ويضيف «أبو محمد» خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «يوميّاً هنالك حوادث اعتداء في منطقتنا بحي الحمدانيّة على الأهالي والمحال التجاريّة، تلك العصابات تستخدم سيارات لا تحمل لوحات، وهو أمر لا تجرؤ عليه سوى عصابات (الشبّيحة) الذين نصبوا الحواجز على حدود الحمدانيّة”.

وكان حي الحمدانيّة شهد قبل أيام حادثة سرقة “سوبر ماركت”، حيث اقتحم مسلحون مجهولون المتجر ليلاً، وقاموا بسرقة محتوياته إضافة إلى كمية من الأموال عقب تهديد صاحبه بمسدس، ولاذوا بالفرار بسيارة لا تحمل لوحة، وذلك حسبما أظهرت كاميرات المراقبة الموجودة في المكان.

ولم يقتصر انفلات الوضع الأمني على حوادث السرقة فقط، حيث تشهد المدينة العشرات من حالات التحرّش بالفتيات داخل أحياء المدينة من قبل عناصر الشبّيحة، وبحسب مصادر إعلاميّة مواليه، فإن أحد عناصر «الشبّيحة» حرّض كلبه للهجوم على فتاة في حي الموكامبو بعد شتمها له إثر محاولته التحرش بها خلال وجودها في المنطقة مع عدد من صديقاتها.

وبالجانب الآخر وتحديداً في الأحياء الشرقية، تجد الميليشيات المسلّحة منتشرة بكثرة، كما تتخذ تلك المجموعات عشرات المقرات العسكريّة، وساعدها بذلك أن المنطقة كانت تخضع لسيطرة المعارضة، واستعادة الجيش السوري السيطرة عليها، ساعد تلك الميليشيات على الدخول وبسط نفوذها قبل عودة الأهالي إلى منازلهم.

الانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة وتلك الانتهاكات، تجري في حين تكتفي الجهات الأمنيّة بالمشاهدة، فلا تحرّك ساكناً إزاء التجاوزات التي ترتكبها الميليشيات المختلفة في المدينة، ما أثار غضب الأهالي.

ويرى «حسن أبو الخل» وهو اسم مستعار لناشط حقوقي يعمل في مدينة حلب، أن قوّات الأمن لا تجرؤ حالياً على اعتراض ميليشيات «الشبّيحة»، حيث أن الوقوف بوجه ممارساتهم يعني بالتأكيد فتح جبهة مع تلك الميليشيات التي باتت منتشرة في أحياء المدينة كافة، وتقف ورائها عشائر كبيرة مسلّحة.

ويضيف الناشط الحقوقي، خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «الأحياء الشعبيّة خصوصاً يكاد يكون دور الشرطة منعدم، خلال وجود مجموعات اللجان الشعبيّة (الشبّيحة)، غير أن الميليشيات الإيرانيّة يبدو أنها غير راضية عن تلك اللجان، وأتوقع ربما حدوث صدام بين الجانبين، خاصة وأن أماكن انتشارهما مشتركة».

وبرأي الناشط السياسي أحمد الكرم (ناشط مهجّر من مدينة حلب)، فإن سبب انتشار الجرائم هو بالتأكيد كثرة الميليشيات المسلّحة في المدينة، ويضيف: «برأيي أيضاً أن سبب الفلتان الأمني، الأوضاع الاقتصاديّة المتدهورة للمواطنين في حلب، ذلك ما قد يدفع الكثير إلى اللجوء إلى الجريمة والسرقة للحصول على دخل، معظم من يعيشون في حلب هم تحت خط الفقر، النظام عمد إلى إغلاق عشرات المصانع والمحال التجارية في حلب، بدعوى مخالفة القانون، دون تأمين البدائل لمئات العاطلين عن العمل».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.