حقول الزيتون في الرقة تنتعش بعد ركود دام ستة أعوام

حقول الزيتون في الرقة تنتعش بعد ركود دام ستة أعوام

بعد أن عاشت ركوداً وانخفاضاً في الإنتاج على مدى ستة أعوام سابقة، ازدهرت حقول الزيتون في أرياف مدينة الرقة هذا العام، وشهدت موسماً وفيراً من الإنتاج، وذلك بعد سلسلة من المشاريع والتسهيلات التي قدمتها لجنة الزراعة والري في مجلس الرقة المدني، والذي انعكست آثارها بشكل إيجابي على أصحاب الحقول والأيدي العاملة وساهمت بتحقيق الاكتفاء الذاتي للمدينة من مشتقات الزيتون.

انتعاش حقول الزيتون
عبد الله المحمد (ناشط من مدينة الطبقة) يقول لموقع «الحل نت»، إن «الموسم الحالي يعد من أفضل المواسم التي شهدناها منذ خمسة أعوام، من حيث كمية الإنتاج والجودة وذلك بسبب الاستقرار التي شهدته المدينة وتوفر مستلزمات الإنتاج كالأدوية والمعدات، وتوفر الأيدي العاملة أيضاً وإصلاح شبكات الري من لجنة الزراعة والري في المجلس المدني، والتي أعادت المياه لحقولنا من جديد، إضافة لذلك سهولة حركة النقل والتصدير لمدينة الرقة والمناطق المجاورة».

بدوره تحدث محمد الحاج صالح (صاحب حقل زيتون في العدنانية)، لموقع «الحل نت» قائلاً: إن «العدنانية تمتلك ستة حقول بعدد 33 ألف شجرة، تضرر البعض منها بالمعارك والقصف التي شهدته البلدة مسبقاً، ومع عودة الاستقرار وتوفر جميع مقومات العمل وبدعم من لجنة الزراعة والري، عاود أصحاب الحقول لإنتاج الزيتون والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلدة وللمحافظة بشكل عام، حيث شهدت البلدة هذا الموسم عطاءً كبيراً بلغت فيه كمية الإنتاج ما يقارب 500 طن زيتون» وفق قوله.

عوامل ساهمت بنجاح موسم الزيتون
أما ياسر إسماعيل (عامل في قطاف الزيتون من قرية أبو قبيع) فقال لموقع «الحل نت» إننا «لم نعمل في قطاف الزيتون منذ سنين عدّة لتوقف أغلب الحقول عن العمل بسبب الحرب السابقة التي شهدتها المنطقة وسوء الأوضاع، إلا أنه بعد استقرار المنطقة وبدء عودة أصحاب الحقول لمتابعة أعمالهم، عدنا للعمل من جديد، فنحن قرابة 100 عامل من قريتي أبو قبيع والحمام نعمل في قطاف الزيتون منذ 10 أعوام، ونتقاضى 30 ليرة سورية مقابل قطاف 1 كيلو غرام من الزيتون»، مشيراً إلى أن «عدد أشجار الزيتون في القريتين يبلغ ما يقارب 3400 شجرة تبلغ من العمر أكثر من 10 سنوات». على حد تعبيره.

يقول راشد المسعود (عضو لجنة الزراعة والري) لموقع «الحل نت»، إن «عوامل عدّة ساهمت بنجاح موسمنا لهذا العام، وأهمها هو المشاريع التي أطلقتها لجنة الزراعة والري، إذ عملت على إيصال المياه للحقول الجافة والتي كانت شبه ميته ودعمت أصحاب الحقول عبر ضمان حقولهم بعد الاتفاق فيما بينهم فتقوم اللجنة على الاعتناء بالحقول وإتمام موسم الإنتاج مقابل ثلث الموسم، كما قام المجلس بافتتاح معصرة زيتون جديدة في المدينة لاستقبال مواسم الفلاحين، إذ بلغت كمية إنتاج زيت الزيتون في المحافظة هذا الموسم ما يقارب 14083 طن، وفق إحصائية أولية للجنة» وفق قوله.


أسباب ركود حقول الزيتون

أسباب عدة أدت لتراجع عملية إنتاج الزيتون خلال فترة سيطرة «داعش»على المدينة، وأهمها ضرائبه التي فُرضت على أصحاب الحقول من ديوان الزكاة، بحسب عبد المنعم زكريا (ضامن حقول زيتون في الرقة) الذي قال لموقع «الحل نت»، إن «ديوان الزكاة فرض ضرائب ثقيلة جداً على أصحاب الحقول بالرغم من أن العملية الإنتاجية كانت شبه معدمة بسبب تلف قنوات الري وانعدام مستلزمات الإنتاج وصعوبة نقل الموسم إلى المعاصر التي كانت بالأصل غير جاهزة للعمل كون أن أغلب آلياتها كانت قد نُهبت أثناء سيطرة فصائل المعارضة المسلحة قبيل التنظيم، بالإضافة لمنع التنظيم النساء من العمل في قطاف الزيتون ودفعت ممارسات عناصره وتدقيقه على العمال لترك أعمالهم وجلوسهم في المنزل خوفاً من الاعتقال» على حد تعبيره.

تعتبر شجرة #الزيتون من الأشجار المثمرة حديثة العهد في #الرقة وتنتشر بشكل كثيف على ضفاف #بحيرة_الأسد ومن أهم أصنافها المنتشرة بالمدينة هو الصنف الصوراني الذي يتميز بالإنتاجية العالية والقدرة على التأقلم مع العوامل المناخية وتبلغ نسبة الزيت في ثماره من 22 إلى 30%، وبلغ عدد أشجار الزيتون قبيل سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المدينة نحو 4104652 شجرة منها 1078389 مثمرة، تقلصت بشكل كبير بسبب المعارك والاحتطاب الجائر.

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.