رئم عادل

عبّرت احتجاجات العراقيين خلال الشهرين الماضيين، أو ما صارت تُعرف بـ”ثورة اكتوبر”، عن /16/ عاماً من سوء الخدمات وارتفاع معدلات #الفقر والبطالة، وتراجع في البنى التحتية، واستفحال الفساد المالي والإداري لدى الأحزاب الحاكمة العاملة وفقاً لنظام “#المحاصصة” الطائفية والقومية، ناهيك عن سيطرة #الميليشيات على مفاصل #الدولة دون أي محاولات حقيقية من السلطات لإصلاح الأوضاع.

ومع انطلاق شرارة انتفاضة الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومواجهة المتحجين لرصاص السلطة والعصابات التي أُطلق عليها اسم “الطرف الثالث”، واستخدام #قنابل الغاز المسيل للدموع، سارعت العوائل العراقية لتوفير ما يحتاجه المتظاهرون والمعتصمون في الساحات، شارك فيها عراقيو الخارج أيضاً.

وتلخصت آلية #العمل، في توفير ما يحتاجه المتظاهرون عن طريق مجماميع خاصة، منها ما ترتبط بالفنون والفنانين في الساحات، وأخرى متعلقة بالمفارز #الطبية، والحال نفسه مع الأكل والشرب والملابس، ويتم النقاش على مواقع التواصل وينتقل الجانب العملي على الأرض من نفس الأعضاء، وكلٌ باختصاصه، مثل خلية النحل.

وبالرغم من المراهنات السياسية من بعض الكتل والكيانات #الحزبية على مدى استمرار #التظاهرات وسلميتها، ودعم خطط تحبط عزيمة المحتجين، إلا أن السلمية تنتصر دائماً على السلاح والطرف الثالث، هكذا يقول المنتفضون.

أنسام سلمان ـ أرشيف

لا تراجع حتى نيل المطالب

وتتحدث الناشطة ومنسقة التبرعات #أنسام_سلمان، عن صمود المتظاهرين قائلة إن «أغلبهم يؤمنون بانفسهم وباستمرار #الاحتجاج السلمي حتى نيل المطالب، وأنهم يؤون أن القاء في الساحات يمثل عهداً منهم لدماء شهداء وقتلى الاحتجاجات».

مبينة لـ”الحل العراق” أن «المحتجين عاشوا لحظات الخوف والرعب والنصر والجوع والبرد وكل الانكسارات النفسية، وهذا المحطات دفعتهم إلى البقاء في الساحات من أجل الوطن».

دخول العوائل على الخط

الناشط المدني علي المكدام، يشير إلى أن «العديد من العوائل العراقية تساهم بدور عظيم وفعّال، بما يتعلق بتجهيز المتحجين بالأكل المطبوخ في البيوت، وإعداد المعجنات وغسل الملابس».

وتابع لـ”الحل العراق“، أن «بصمة الحميمية التي رسمتها العوائل غطت #ساحة_التحرير في #بغداد، وحافظت على ديمومتها، وتطور الأمر إلى أن شاركت ذات العوائل عبر الوصول إلى الساحة وإعداد الطعام من داخل الساحة، وغسل الملابس أيضاً».

السلمية ضد الطرف الثالث

وحتى مع سقوط أكثر من /500/ قتيل من المتظاهرين وجرح أكثر من /20/ ألف، بقى المحتجون يرفعون شعار السلمية، بالرغم من أن عدداً كبيراً من النشطاء في سجون مجهولة.

في السياق، قال المراقب للشأن العراقي ماهر أبو جودة، لـ”الحل العراق“، إن «التظاهرات في البلاد أفرزت فوائد ليس فقط على مستوى إصلاح #الدولة وإدارتها، إنما على مستوى تجريد المواطن العراقي من #الانتماءات والتوحد على خط السلمية، بالرغم من قمع “الطرف الثالث”، وحملات التشويه التي طالت المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي».

وأشار أبو جودة أن «من أهم عوامل استمرار التظاهرات هو سلميتها وصبر المعتصمين في ساحات التظاهر رغم القمع ومطالبهم الواضحة في تصحيح المسارات الخاطئة التي انتهجتها #السلطات على مدار سنوات طويلة، وفي النهاية تغلبت وانتصرت السلمية على الطرف الثالث».

اقتحام الخضراء

ولا يعتبر الصحافي والمتظاهر محمد الغزي دخول الخضراء، انتهاكاً للسلمية، لأنها أرض عراقية.

مشيراً في اتصالٍ مع “الحل العراق“، إلى أن «اقتحام المنطقة الخضراء (الحكومية) تترتب عليها دماء كثيرة، ونحن نريد حالياً الثبات على السلمية، وفتح محاور وساحات جديدة لتوسيع نطاق الاعتصام».

وأكمل الغزي أن «السلطات العراقية ترى أن دخول المتظاهرين للمنطقة الخضراء انتهاكاً للسلمية، مع العلم أن المنطقة ليس لها أي قيمة مادية، ولكنها تمثل معقلاً للفساد ويبقى هدف العراقيين الذين أرهقهم حكم الأحزاب الفاسدة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.