على دوّار الشيحان قرب حي الزهراء غرب مدينة حلب، وحيث سيطر منذ أيام «الجيش السوري» وطرد فصائل المعارضة، يتجمّع عشرات العناصر من الجيش، وفي جعبتهم وحولهم العديد من القطع والأدوات المنزليّة، إذ أصبحت المنطقة سوقاً جديدة لبيع المسروقات من بقايا «التعفيش» في المنطقة، التي بحد ذاتها تعتبر جريمة سرقة موصوفة بحق الأهالي.

وتؤكد الشهادات الواردة من المنطقة، بأن عناصر «#الجيش_السوري» ومن يسمّون بـ«الشبّيحة» نفذوا عمليّات سطو وسرقة واسعة النطاق في المناطق التي سيطروا عليها خلال الأيام الماضية غربي مدينة #حلب، كما شملت عمليّات السرقة و«تعفيش» المنازل في بلدات ريف #حلب الشمالي التي دخلتها القوّات النظاميّة قبل أيام.

حواجز «التعفيش»
«منعوني من الوصول إلى منزلي» يقول «أبو أحمد» وهو اسم مستعار لأحد سكّان حي الزهراء، مؤكداً أن «عناصر الجيش والشبّيحة يقومون بعمليّات سرقة للمنازل في المنطقة التي سيطروا عليها حديثاً»، مشيراً إلى أن حاجزاً منع الأهالي صباح اليوم من الدخول إلى الحي لتفقد منازلهم التي لم يزوروها منذ سنوات.

ويضيف «أبو أحمد» خلال حديثه لـ«الحل نت» ما شاهده على الدوار، «لقد رأيت العديد من العناصر عند #دوّار الشيحان متجمعين وأمامهم عشرات الأدوات المنزليّة بعد تفريغ البيوت في #حي_الزهراء، عمليّات السرقة تجري على مدار ٢٤ ساعة دون أي تدخل من #قوّات_الأمن أو القيادة العسكريّة للجيش، المنازل معظمها مدمرة، وما بقي تقوم العصابات الآن بسرقته، لقد منع العديد من الأهالي من الدخول إلى الحي، الأدوات المنزليّة والممتلكات العامة، جميعها يتم استباحتها الآن في الزهراء».

سطو وسرقة
وامتدت عمليّات «التعفيش» التي تشرف عليها مجموعات من (الجيش السوري، والشبّيحة) إلى قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، إذ دخلت تلك المجموعات إلى مدن (حيّان، حريتان، وعندان)، نفذت فيها عمليات سطو وسرقة، فضلاً عن «نبش القبور» حسبما أظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية.

جندي مع معدات مسروقة

تقول «أم رنيم» (اسم مستعار لإحدى أهالي بلدة #حريتان) إنها حاولت الثلاثاء التوجه إلى منزلها في البلدة، بعد غياب لنحو تسع سنوات، وقد شاهدت في طريقها عند #الطريق_الدولي العديد من شاحنات النقل التي تحوي أغراض منزليّة، يرافقها مجموعات من الجيش السوري والشبيحة، حسب قولها.


وتشير «أم رنيم» إلى أنها تمكنت فعلاً من الدخول إلى بلدة حريتان شمال حلب، وقد شاهدت مجموعات الجيش تسرق المنازل بشكل علني، وعند وصولها لبيتها وجدته مدمّراً بشكل جزئي وقد سرقت معظم محتوياته، وتختم حديثها بالقول «رغم أني شاهدت عناصر الجيش والشبّيحة يسرقون المنازل إلا أني لا أستطيع تحديد من ومتى تعرض منزلي للسرقة، أنا غائبة عن بلدتي منذ سنوات».

مناشدات فارغة
وكانت شبكات اجتماعيّة موالية، أطلقت الإثنين الماضي، مناشدات لمن سمّتها القيادة العسكريّة والسياسية» لوقف حالات السرقة والتعفيش التي تجري في المنطقة بعد أيام من إعلان «الجيش السوري» سيطرته عليها.

وجاء في منشور لشبكة «حي الزهراء الموالية» عبر الـ«فيس بوك»: أن «أهالي الزهراء يناشدون القيادة السياسيّة والعسكريّة للتحرّك وإيقاف هؤلاء اللصوص المرتزقة بأسرع وقت» حسب تعبيرها.

بدوره تحدث الناشط المحامي «بشير كباني» عما يحدث في حلب، وكتب عبر صفحته في الـ«فيس بوك»، قائلاً: «بعد تحريرها بهمة الجيش العربي السوري أتت تلك العناصر المسلحة إلى غرب وشمال حلب تستبيح ممتلكات المواطنين أمام أعينهم… ومن يتجرأ على الاعتراض يتم إشباعه ضرباً وحتى أيضاً إطلاق النار عليه».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.