خاص – الحل نت

ليس سِراً على أحَدٍ ما، أن ميليشيا #كتائب_حزب_الله في #العراق هي الأكثر من قريناتها تهديداً للمصالح الأميركية في #بغداد، والأكثر تنفيذاْ للهجمات والاعتداءات على القواعد العسكرية الأميركية في البلاد، أو على #السفارة_الأميركية في #المنطقة_الخضراء.

تلك الميليشيا، لم تفهم جيّداً قوة #أميركا، ولم تفكّر للعواقب التي ستطالُها إن استمرّت في عملياتها، حتى جاءها الرد الحاسم من #واشنطن بإدراجها على لائحة الإرهاب أولاً، ثم قتل القيادي البارز فيها ونائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي، #أبو_مهدي_المهندس، ثم أخيراً، تصنيف زعيمها #أحمد_الحميداوي ضمن قائمة الإرهاب.

تلك العقوبات والضربات، أثّرت بشكل كبير على تلك الميليشيا، والضغط ذاك أنهكها، ما جعلَ من #إيران وهي التي ترعى كل تلك الميليشيات العراقية، التفكير جدياً في سحب “كتائب حزب الله” من الواجهة، وإسناد مهمة مواجهة واشنطن إلى ميليشيا أُخرى موجودة في بغداد.

تقرير لموقع “جاست سيكورتي” المختص بقضايا الأمن القومي، رجّحَ، أن الميليشيا المرشحة للقيام بهذا الدور هي #حركة_النجباء، مشيراً، إلى أن ميلشيات أخرى ممثلة في #البرلمان_العراقي مثل #عصائب_أهل_الحق، لديها مصالحها السياسية والاقتصادية التي لا تريد أن تخسرها لو قامت بهذا الدور.

ما يُعزّز تلك الفكرة، هو تهديدات “النجباء” بانتظام باستهداف القوات الأميركية مؤخراً، إذ نشرَت صوراً تظهر عمليات استطلاع قامت بها لمراقبة قوات التحالف مرفقةً بعبارات مثل: “نحن أقرب مما تعتقدون”، بحسب موقع “جاست سيكورتي”.

إضافة لذلك، “حركة النجباء”، هي أقل تعاطياً مع #الحكومة_العراقية وليس لديها كتلة برلمانية وأقل اهتماماً بالانخراط في السياسة المحلية، على عكس الميليشيات الأخرى في “الحشد الشعبي”، يقول التقرير.

يقول الخبير الأمني “هاوكار الجاف”، إن «الضغوطات التي مارستها أميركا بحق الكتائب، بالتأكيد تؤدّي إلى التقليل من حدّة هذه الميليشيا، ناهيكَ عن العقوبات التي تؤدي إلى انحسار التمويل، وضعف اقتصادي في خزينة الميليشيا، ما يؤثر عليها».

ويُضيف لـ “الحل نت”، «لذلك فإن خطوة إبراز “النجباء” إلى الواجهة هي ممكنَةٌ جداً، لأن إيران في النهاية تُحارب بالوكالة، ولا مغنى عندها غير تلك الميليشيات الخارجة عن القانون، للدفع بها، كما أن اسم الميليشيا لا تهتم له، كلها عندها واحدة».

ويضرب مثالاً في ذلك، بالقول، «التنظيمات الإرهابية هي واحدة، لكن المسميات تتبدّل بين مدة وأخرى، بدأت بـ “حركة الجهاد والتوحيد”، ثم #تنظيم_القاعدة، وبعدها #تنظيم_داعش، والحال نفسه تستخدمه إيران، كلها فصائل واحدة، مع تسميتها بمسمّيات معيّنة».

«لذلك فإن طهران، تسحب ميليشيا وترجعها، وتُبرز واحدة عنها، وفقاً لتغيّر المُعطيات والمواقف، اليوم تبرز “النجباء”، وفي المستقبل، ربما تبرز أسماء جديدة لميليشياتها، طالما هي تحت سيطرتها وتنفّذ ما تطلبه منها»، يُبيّن “الجاف”.

قائد الميليشيا #أكرم_الكعبي، أيضا لديه نشاطات في خارج حدود العراق، وقد التقطت له عدة صور مع زعيم #حزب_الله اللبناني #حسن_نصر_الله، وكان أول قائد يقابل “إسماعيل قاآني”، خليفة “سليماني”. وأطلق تهديدات ضد القوات الأميركية معبرا عن رغبته في إخراجها من العراق.

وكان “الكعبي” قد بعث في الأسبوع الماضي، برسالة “جريئة” أطلقها خلال مؤتمر صحفي عندما أمسك بخريطة توضح مسار عمل طائرات استطلاعية أميركية خلال الأشهر الماضية في العراق، تلك المُعطيات تعزّز فكرة إطلاق #طهران لهذه الميليشيا إلى الواجهة بدلاً من “كتائب حزب الله”، على حد قول “جاست سيكورتي”.

وعن احتمالية ما إن ستقوم “النجباء” بالتصعيد واستهداف المصالح الأميركية في الأيام المقبلة، يوضّح الخبير الأمني “هاوكار الجاف”، أن «الميليشيات بما فيها “النجباء” خائفة جداً بعد مقتل #قاسم_سليماني؛ لأنها صحيحٌ تعلم بمقدرة أميركا والتقنيات التي تملكها، لكنها لم تتوقّع تلك الضربة التي قامت بها واشنطن».

قائلاً، «ستستمر الميليشيات بضرباتها واستهدافاتها، لكن بصورة مغايرة، وهي القيام بضربات نوعية لحفظ ماء الوجه، تستهدف مواقع لا اهتمام إعلامي بها، كرتل عسكري أميركي غير مهم مثلاً، لكنها لن تتجرأ على استهداف مواقع لها اهتمام إعلامي كبير كالسفارة الأميركية مثلاً».

وتنّفذ الميليشيات العراقية الخاضعة لإيران هجمات واعتداءات على القواعد العراقية التي تتواجد فيها قوات أميركية، فضلاً عن السفارة الأميركية في بغداد، بصواريخ نوع كاتيوشا بين مدّة وأُخرى، دون أن تتحرّك الحكومة العراقية وتحد من استهدافات تلك الميليشيات أو تردعها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.