رغم تراجع الاستهلاك.. أسعار الماشية واللحوم بـ دير الزور «في العلالي»

رغم تراجع الاستهلاك.. أسعار الماشية واللحوم بـ دير الزور «في العلالي»

تعتمد نسبةٌ لا بأس بها من أهالي ريف #دير_الزور على تربية المواشي والتجارة بها، إذ تُعدّ وسيلة رئيسة لكسب الرزق، إضافة إلى الاستفادة من لحومها وألبانها وصوفها.

إلا أن الظروف التي تمر بها المنطقة من تأثير تداعيات جائحة #كورونا وانخفاض قيمة الليرة السورية، واستمرار عمليات التهريب إلى دول الجوار (العراق)، ساهم بتراجع كبير في حركة البيع والشراء، وتوقف سوق الماشية وخاصة الأغنام، الأمر الذي انعكس سلباً على الأهالي  واضطرهم للتوقف عن استهلاك مادة اللحم أو التخفيف منها.

حيث سجل كيلو غرام الواحد من لحم الخروف في مدينة دير الزور وأريافها خلال الأسبوع الماضي، سعراً يتراوح بين الـ 12000 ل.س والـ 13000 ل.س بحسب نوع الأغنام وجودتها، بعد أن كانت تتراوح ما بين الـ 6500 ل.س و الـ 7000ل.س قبل الحظر المفروض، كما ارتفع سعر ذكر الخروف الحي من 100 ألف إلى 200 ألف، والأنثى من 75 ألفاً إلى 150 ألف، كما تجاوز سعر بعض الأنواع الأخرى حاجز 250 ألف ل.س.

أسباب الارتفاع غير المسبوق

يؤكّد “دحام العبيد” (تاجر أغنام من ريف ديرالزور الشرقي) لـ (الحل نت)، أن «أسعار المواشي باتت تشهد ارتفاعاً كبيراً في عموم المنطقة، فالرأس الواحد من أغنام “النجادي” والتي كانت في السابق تباع بـ/200/ ألف ليرة سورية، أصبحت تباع /350-450 / ألف ليرة سورية».

وذكر “العبيد”، أن «بعض الأهالي يقومون بشراء الأغنام للاستفادة من حليبها لأطفالهم، إلا أن سبب غلاء سعرها جعلها غير متاحة لعدد كبير منهم».

لافتاً إلى أن السبب الأهم في ارتفاع أسعار الماشية وخاصة الأغنام، «هو فتح معبر القائم الحدودي مع العراق، والذي ساهم بارتفاع أسعار كافة المواد الأساسية والضرورية وليس أسعار الماشية فحسب»، وفق تعبيره.

فيما أرجع “سعد الدين العلو” وهو صاحب محل قصابة في #الميادين، «ارتفاع أسعار اللحوم البلدية إلى زيادة سعر المواشي وأسعار العلف وإغلاق الأسواق وتوقف حركة التنقل بين المحافظات، تزامناً مع الإجراءات الاحترازية المطبقة لمواجهة فايروس “كورونا”».

وتوقّع “العلو”، في حديثه لـ (الحل نت)، «تراجع الطلب على اللحوم خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، مع استمرار وتيرة الأسعار الحالية في الأسواق».

بدوره، قال “موسى الشبلي” من سكان الريف الغربي: «أصبح شراء المواشي(الأغنام أو الأبقار) حلماً لدى الأهالي، فسعرها المرتفع جعلها غير متاحة لعدد كبير منهم».

لافتاً إلى «ضرورة اتخاذ إجراءات للحد من عمليات التصدير والتهريب للخارج والتي تتم على مرأى من الجهات المسؤولة، وخاصة من خلال معبر #القائم والمعابر الفرعية الأخرى القريبة منه والتي تشرف عليها مليشيات #الحرس_الثوري الإيراني و#الحشد_الشعبي العراقي»، وفق قوله.

وأضاف في حديثه لـ (الحل نت) أن «أعداد الأغنام بدأت تتناقص في المنطقة، بالتزامن مع استمرار عمليات التهريب، كما أن تحكم التجار في السوق من حيث رفع الأسعار والكمية المطروحة، أدى إلى هذا الغلاء وارتفاع أسعار اللحوم بما يقارب 25 إلى 30%» على حد تعبيره.

الجهات المسؤولة عن هذا الغلاء وضبطه

وأشار “الشبلي” إلى أن «تجار الأغنام ومن خلفهم المليشيات المنتشرة والمسيطرة على معظم مفاصل المنطقة، يتحمّلون المسؤولية الكاملة عن ارتفاع الأسعار».

مُشدّداً على أن الأمر «لم يعد مقتصراً على عمليات تهريب سرية بل تطور إلى أمر علني بعد تقديم تسهيلات من قبل تلك المليشيات للتجار على بعض المعابر البرية أو النهرية مقابل مبالغ مالية كبيرة (رشاوي)».

وحمّل الجهات الأمنية في المنطقة «المسؤولية عن عمليات التهريب هذه وعدم ضبط أسعار اللحوم والمواشي ومراقبتها»، وفق تعبيره.

تأثير ارتفاع الأسعار على سكان المنطقة وحركة السوق

من جانبه، أكد “محمد العمر” وهو ناشط إعلامي بريف ديرالزور الشرقي، أن «ارتفاع أسعار الماشية، أثّر بشكل ملحوظ على بيع اللحوم، فحركة المبيع متوقفة بشكلٍ شبه تام في مناطق كثيرة من المحافظة، مع بداية شهر رمضان».

مشيراً في حديثه لــ (الحل نت)، إلى أن «الفترة التي سبقت ارتفاع الأسعار كانت بعض العوائل تشتري بمبلغ 600 ليرة أي قرابة 100 غرام فقط لإضافتها إلى طعامهم، أما في ظل هذا الارتفاع فلن يتمكنوا من شراء هذه الكمية»، وفق قوله.

 المخابرات السوريّة تستغل الوضع لصالحها

“عبدالرحيم” من ريف #البوكمال (اكتفى بذكر اسمه الأول) أوضح لـ (الحل نت) أن «المخابرات العسكرية التابعة للسلطة السورية في المحافظة، افتتحت سوق أغنام (ماكف) قرب مركزها في بلدة الصالحية شمال دير الزور، في مطلع أبريل الفائت، بالرغم من قرار حظر التجول والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية، لمكافحة فايروس “الكورونا”»

وأضاف، «تستفيد الاستخبارات من السوق، في الحصول على إتاوات ورشاوى وإكراميات من التجار والسماسرة العاملين فيه».

مشيراً إلى أن «مئات الأشخاص من تجار وسماسرة ومربي مواشي وباعة خطار ومتجولين احتشدوا في السوق “ماكف” على الرغم من قرار حظر التجوال المؤقت الذي يبدأ الساعة 12 ظهراً من يومي الجمعة والسبت وحتى السادسة صباحاً».

عجز الأهالي عن الشراء ضمن مناطق “قسد”

قال “ياسر الحمادي” أحد العاملين بـ #مجلس_ديرالزور_المدني شمال شرق نهر الفرات، في بلدة #الطيانة إن «ارتفاع أسعار اللحوم كان له أثر سلبي على جميع سكان المحافظة، وبشكل خاص على النازحين»، مؤكداً لـ (الحل نت)  أن «الغالبية باتت عاجزة عن شراء اللحوم بسبب سوء أوضاعهم المادية السيئة». وفق تعبيره.

إحصاء الثروة الحيوانية

لا يمكن تقديم إحصاءٍ دقيق لأعداد الثروة الحيوانية في المحافظة، لانقسامها إلى ثلاث مناطق نفوذ تتوزع بين الحكومة السورية ومليشيات إيران وقوات سوريا الديمقراطية.

وفي تصريحٍ لمدير الزراعة التابعة للحكومة السورية في مدينة دير الزور، “محمود حيو” في أواخر 2019، أكّد أن «تعداد الثروة الحيوانية في المحافظة يبلغ أكثر من  2 مليون، منها 1761886 رأساً من الأغنام تنتج 67340 طناً من الحليب  ونحو 173871 رأساً من الأبقار تنتج نحو 200  ألف طن من الحليب، فيما يبلغ عدد قطيع الماعز نحو 121815 رأساً تنتج ما يقارب 6867 طناً من الحليب»، وفق قوله.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.