في الوقت الذي نفت فيه #الولايات_المتحدة شائعات وردت عن لقاء وفد عسكري أميركي مع #حزب_العمال_الكردستاني  في جبال #قنديل، أفادت مصادرٌ لصحيفة (المونيتور) بأن فريقاً من قوات العمليات الخاصة الأميركية زار المواقع المتضررة من الغارات الجوية التركية لتفقدها وتقدير الأضرار.

وقد ضجّت صفحاتٌ لناشطين كُرد على (تويتر) في الثاني من شهر آب الحالي، بتغريداتٍ تفيد بلقاء وفد عسكري أميركي مع أعضاء حزب العمال الكردستاني، “المحظور” والمصنف من قبل #وزارة_الخارجية_الأميركية على لائحة المنظمات الإرهابية، في مقرهم في جبال قنديل التي تفصل #العراق عن #إيران.

وبحسب إحدى الروايات، فإن قافلة تحمل قوات أميركية شقّت طريقها إلى السلسلة الجبلية تحت غطاء جوي أميركي، وأن الأميركيين أخبروا حزب العمال الكردستاني أنه يقتضي عليهم التوقف عن التدخل في شؤون المنطقة لقاء مساعدة الولايات المتحدة حلفائها الأكراد السوريين في تعزيز مشروع حكمهم الذاتي.

وسرعان ما أنكر المسؤولون الأميركيون حدوث أي لقاء مع حزب العمال الكردستاني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية للمونيتور، عبر البريد الإلكتروني، أنه «لم يحدث أي اجتماع مع ممثلي حزب العمال الكردستاني، وأنه لا صحة لهذا الإدعاء على الإطلاق».

من جانبه، أحال ممثل عن قيادة العمليات الخاصة الأميركية صحيفة المونيتور إلى القيادة المركزية الأميركية، حيث نفى المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية مشاركة القيادة في أي اجتماعات من هذا القبيل وأنه ليسوا على علم بها.

كما نفى مسؤولٌ أميركي رفيع المستوى للمونيتور احتمالية التقاء وفد أميركي بممثلي حزب العمال الكردستاني، لكنه لم يستبعد احتمال قيام فريق عسكري بزيارة المنطقة.

وتحدثت مصادر مطلعة ، شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموضوع، أن فريقاً من قوات العمليات الخاصة الأميركية قد زار بالفعل المنطقة لتفقد المواقع التي تضررت جراء الغارات التركية في قرية #زيرجيل، في جبال قنديل، وليس لإجراء محادثات مع حزب العمال الكردستاني.

وكانت قد أسفرت الغارات عن مقتل ثمانية مدنيين من بينهم نساء وأطفال في قرية “زيرجيل” جراء الغارة التركية التي شنتها في الأول من شهر آب. وبحسب المصادر، فإن الأميركيون زاروا المنطقة بناءاً على طلب من حكومة #إقليم_كردستان، التي سئمت من الغارات الجوية التركية ضد أهداف لحزب العمال الكردستاني في منطقتهم.

حيث تتسبب الغارات بقتل المدنيين والماشية وحرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية ومزاعم الفساد بين نخب حكومة إقليم كردستان. الأمر الذي من شأنه زيادة حدة الغضب بين سكان الإقليم.

وقالت المصادر للمونيتور أن حكومة إقليم كردستان أرادت من المسؤولين الأميركيين الاطلاع على الأضرار التي لحقت بالمنطقة جراء الغارات التركية والاستماع لمعاناة السكان المحليين.

وأكدت المصادر المذكورة أن الفريق الأميركي سافر في وقتٍ سابق إلى #كونا_ماسي، وهي قرية سياحية على ضفاف النهر في محافظة #السليمانية، والتي كانت قد تعرّضت لغارةٍ بطائرةٍ مسيرة تركية في الخامس والعشرين من شهر حزيران الماضي.

حيث استهدفت تركيا، على حد زعمها، شاحنة تويوتا بيك أب كانت تقل مقاتلين من الذراع الإيرانية لحزب العمال الكردستاني، والمعروفة باسم #حزب_الحياة_الحرة (PJAK). وقد أصاب الصاروخ محل بقالة بالقرب من مكان وقوف الشاحنة بدلاً من ذلك. وأصيب صاحب المتجر وفقدت زوجته ساقها في الهجوم. كما أصيب طفلاهما، وهما فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات وصبي يبلغ من العمر 5 سنوات.

وكانت القوات التركية قد شنّت، في الخامس عشر من الشهر ذاته، عملية جوية واسعة النطاق ضد حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان العراق أطلقت عليها اسم “مخلب النسر”، أعقبها هجوم بري أطلقت عليه اسم “مخلب النمر”.

ويشعر مسؤولو حكومة إقليم كردستان بالقلق من أن الخطط التركية المزعومة بتعطيل وصول حزب العمال الكردستاني من قنديل إلى سوريا المجاورة قد تؤدي إلى احتلال القوات التركية لأجزاء من الحدود العراقية، التي تربط البلدين والخاضعة لسيطرة حكومة الإقليم.

كما سيسمح هذا لتركيا بتجاوز الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد والوصول مباشرة إلى معقل العرب السنّة في العراق، وهو ما تطمح إليه تركيا منذ زمن.

ولعل هذا هو السبب الآخر الذي يدفع حكومة إقليم كردستان إلى الطلب من واشنطن كبح جماح تركيا. فهذه الأخيرة لديها الآلاف من القوات المنتشرة في كردستان العراق وكذلك في #بعشيقة، التي تسيطر عليها الحكومة المركزية، بالقرب من #الموصل.

حيث يشكو المسؤولون الأكراد العراقيون، في محادثات خاصة، من أنهم عاجزون عن القيام بذلك بأنفسهم. وهم يلومون حزب العمال الكردستاني على إعطاء تركيا المبرر لهجماتها المستمرة، ويقولون إن عليه مغادرة كردستان العراق.

كما أن الحكومة المركزية في بغداد عاجزة عن ذلك بالقدر ذاته. وهي تُدلي بشكلٍ روتيني بتصريحات تدين الغارات التركية، وحتى أنها حولت الموضوع إلى #جامعة_الدول_العربية، ولكن دون أي جدوى.

ومن غير المرجح أن تشير الولايات المتحدة بأصابع الاتهام إلى الأتراك، كما هو الحال مع هجماتهم المتكررة ضد القوات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة.

من جهةٍ أخرى، تعاني حكومة إقليم كردستان من أزمة مالية، بعد انخفاض سعر النفط، مصدر الإقليم الرئيسي للدخل، إلى مستويات قياسية. كما يتم تصدير النفط عبر خط أنابيب إلى الموانئ التركية في جنوب البحر الأبيض المتوسط. لذلك، لا تستطيع حكومة إقليم كردستان نزع علاقتها مع أنقرة.

وشكك “كوردستان 24″، وهو موقع إخباري على الإنترنت يدعم رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في التقارير التي تفيد بأن القوات الأميركية قد زارت بالفعل جبال قنديل.

وزعم الموقع المذكور أن الأجانب الذين ذهبوا إلى قنديل لم يكونوا أميركيين بل كنديين. وبحسب ما ورد، كانوا يبحثون عن أربعة أطفال كنديين اختطفهم والدهم، وهو طبيب كندي من أصل كردي زُعم أنه نقلهم إلى قنديل.

ويقول سيت إيفران (Seyit Evran)، صحفي كردي مقيم في السليمانية، في حديث للمونيتور أنه تحدث إلى العديد من السكان المحليين في “زيرجيل”. وقد أكد الجميع بأن مجموعة من الأجانب “يرتدون ملابس مدنية” فتشوا المناطق التي ضربتها الطائرات التركية، بما في ذلك منزل قتل فيه خمسة مدنيين. ولم يتمكن “إيفران” من تأكيد ما إذا كانوا برفقة مسؤولي حكومة إقليم كردستان أم لا.

وقد تصاعدت الهجمات التركية بشكل حاد في جميع أنحاء المنطقة الكردية العراقية منذ شهر تموز 2015، عندما انهارت محادثات السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وانهار معها وقف إطلاق النار لمدة عامين ونصف.

وتزداد الهجمات فتكاً أكثر من أي وقت مضى مع قيام تركيا بتحسين تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المستخدمة في تعقب أهداف حزب العمال الكردستاني “عالية القيمة” في جميع أنحاء كردستان العراق.

 

المصدر: (Al-Monitor)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.