بعد أكثر من شهرٍ على إغلاق معبر #باب_السلامة في وجه المساعدات الإنسانية الأممية في شمالي سوريا، تحذّر الجمعيات والمنظمات غير الحكومية على الأرض من التداعيات اللوجستية والبشرية.

أكثر تكلفةً، وأكثر خطورةً، ويستغرق وقتاً أطول وبكفاءة أقل بكثير، أصبح توزيع المساعدات الإنسانية في شمال غربي سوريا أكثر تعقيداً في سياقٍ تزداد فيه الحاجة أكثر من اللازم، بين الأزمة الاقتصادية وجائحة فيروس #كورونا.

ففي 11 تموز / يوليو الماضي، حظر #الفيتو الروسي والصيني في #مجلس_الأمن التابع للأمم المتحدة الإذن بتجديد ترخيص نقاط العبور للمساعدات الإنسانية إلى سوريا، مما أدى إلى إغلاق أحد هذه المعابر، وهو معبر باب السلامة، شمال مدينة #حلب.

لذلك فإن جميع الخدمات اللوجستية للأمم المتحدة انحصرت فقط في معبر #باب_الهوى، على الحدود التركية المفتوحة. ومنذ شهر كانون الثاني / يناير الماضي، نقلت حوالي 8500 شاحنة المساعدات الإنسانية، عبر نقطتي عبور باب السلامة وباب الهوى، إلى 4.3 مليون شخص في شمال غربي البلاد، وكثير منهم نازحون يعيشون في مخيمات أو مساكن غير مستقرة.

تأخيراتٌ ونقصٌ حاد لا مفرّ منها 

يمكن للجمعيات والمنظمات غير الحكومية الناشطة في شمال سوريا، والتي لا تعتمد على #الأمم_المتحدة، أن تستمر في المرور عبر باب السلامة، لكن تأثير الحظر لا يزال كبيراً لأن غالبية المساعدات الإنسانية في المنطقة تمر عبر منظمة الأمم المتحدة.

كما أن دخول كل مساعدات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مساعدات الجمعيات والمنظمات الأخرى، يزيد الاختناق في معبر باب الهوى.

إن نقل المساعدات الإنسانية عبر طريق واحد، يؤدي إلى التأخير في وصولها واختناقات في هذا الطريق، بالإضافة إلى مشكلة في التخزين، حيث لا يمكن للمستودعات على طريق باب الهوى استيعاب بضائع أكثر مما كانت عليه قبل إغلاق معبر باب السلامة.

لذلك يخشى العاملون في المجال الإنساني من حدوث نقص في غضون بضعة أشهر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطريق إلى حلب عبر الحدود بات أطول، وتقدّر الأمم المتحدة أن تكلفة عقود التخزين والنقل ستزيد بنحو 30٪ في غضون شهرين.

محافظة إدلب لا تزال غير مستقرة 

«من المحتمل أن يتفاقم هذا الوضع إذا لم يستمر وقف إطلاق النار في محافظة #إدلب، وإذا لم يتم تجديد وصيانة الطرق واستمرت في التدهور هذا الشتاء»، يشير الطبيب “ماهر العارف” المسؤول عن برنامج فرنسا في شمال غربي سوريا في اتحاد منظمات العون والرعاية الطبية (UOSSM). وحتى إذا تم احترام وقف إطلاق النار في المنطقة بشكل عام، فلا يزال هناك مخاوف من تجدد المواجهات.

من جهة أخرى، فإن نقل المساعدات والبضائع، يعتبر أكثر تعقيداً من معبر باب الهوى عما كان عليه الحال من باب السلامة، لأن محافظة إدلب يحكمها العديد من الجماعات المتمردة أو الجهادية، والتي يجب على عمال الإغاثة طلب الإذن منها في كل مرة ليمروا.

9.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي 

بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن 9.3 مليون شخص يعاني من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، أي حوالي 56٪ من السكان. «إغلاق معبر باب السلامة يمنع الاستجابة المناسبة للطلب المتزايد على الغذاء والماء والأدوية»، يحذر “تو جاكوبسن”، منسق منظمة “الرعاية” غير الحكومية في سوريا.

وفي يوم الثلاثاء 25 آب / أغسطس، وفي سياق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، كلف #بشار_الأسد رئيس وزرائه بتشكيل حكومة جديدة لمحاربة التضخم والفساد. ويقترب معدل البطالة في البلاد اليوم من 50٪، وارتفعت أسعار المواد الغذائي بمعدل ​​240٪ مقارنة بشهر جزيران / يونيو من العام الماضي.

«لم يعد بإمكان السكان حتى شراء الضروريات. نحن نشهد زيادة مذهلة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ولكن كذلك في عدد الأطفال العاملين وعدد الفتيات الصغيرات المتزوجات في سن 12 أو 13 عاماً للحصول على القليل من المال. ومع اقتراب فصل الشتاء وجائحة فيروس كورونا، الذي لا يزال كامناً، فمن المؤكد أن الأسوأ لا يزال ينتظرنا»، يختتم “جاكوبسن” حديثه لصحيفة (لاكروا).

 

المصدر: (La Croix)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة