يجمع أنصار تنظيم #داعش الفارين من مخيمات الاعتقال، الأموال عن طريق الإنترنت لتهريب من تبقّى من أُسَر الجهاديين المعتقلين في المخيمات السورية.

فقد حضّت سيدة، والتي عرّفت عن نفسها بأنها “مريم” البريطانية، مؤيدي تنظيم داعش على التبرع بالمال من أجل المساهمة في تحرير آخرين من مخيمات الاعتقال التي يديرها الأكراد.

وكان قد تم بالفعل تهريب جهاديّات بريطانيّات من مخيّمات الاعتقال الواقعة في شمال شرقي سوريا، حيث عمل البعض على جمع الأموال عبر الإنترنت لتشجيع المزيد من عمليات الفرار، وذلك بحسب حركة جهادية على وسائل التواصل الاجتماعي.

فهناك امرأة بريطانية على الأقل من بين العديد من النسوة الأوربيات المؤيدات للتنظيم واللواتي قمن بالفرار من #مخيم_الهول للوصول إلى #إدلب الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين، حيث بإمكانهن نشر عقائد التنظيم بحرية.

وفي تسجيل فيديو نُشر مؤخراً على قنوات التلغرام وصفحات الفيسبوك المخصصة للتمويل الجماعي لأنصار التنظيم المحتجزين من قبل القوات الكردية في سوريا، تحضّ “مريم” البريطانية، من #المملكة_المتحدة، أنصار داعش على التبرع بالمال.

وقد تم تصوير المقطع في مدينة #حارم الواقعة بالقرب من الحدود التركية في #إدلب، بحسب “ووترز. ن”، محقق لدى موقع التحقيقات الاستقصائي “بيلنجات”.

حيث تصف السيدة كيفية تهريبها من مخيم احتُجِزت فيه لأكثر من عام بعد تسليم نفسها لـ #قوات_سوريا_الديمقراطية في قتال خسرت فيه أطفالها. حيث كانت قد تمكنت (قسد) المدعومة من الغرب من السيطرة على آخر معاقل تنظيم داعش في شهر آذار من العام الماضي.

«أن يتم إرسالي من “الدولة الإسلامية” إلى مخيمات الاعتقال، كانت تلك إلى حد بعيد أسوأ لحظات حياتي»، تقول “مريم” التي غطت وجهها بنقاب أسود.

ومنذ ذلك الحين، تحرس  قوات سوريا الديمقراطية بقيادتها الكردية السجون التي تضم نحو عشرة آلاف رجل من المنتمين إلى تنظيم داعش وما يقارب من سبعين ألفاً معظمهم من الأطفال والنساء في مخيم الهول المترامي الأطراف، بالإضافة إلى نحو ألفين آخرين في #مخيم_روج الأصغر. ومن بين تلك المعتقلات عشرات النسوة من البريطانيات ونحو ستون طفلاً بريطانياً، بحسب تقديرات منظمات الإغاثة.

«من الواجب عليكم تحريرهم»، تقول “مريم” في تسجيل الفيديو، بينما تهز بإصبعها المختفي تحت قفاز أسود. وتضيف: «ساعدوهم وتبرعوا بشكل شهري للمساعدة على تهريبهم».

وقد تجاهلت العديد من الحكومات الغربية نداءات قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة لإعادة مواطنيها إلى بلادهم، تاركين النساء والأطفال عالقين في ظروف متدهورة تسببت بوفاة المئات.

ومع ازدياد عدد الأشخاص الذين يدفعون لتهريبهم إلى إدلب، حيث يخطط البعض منهم للعبور في النهاية إلى #تركيا، يحذر خبراء مكافحة الإرهاب من أن تركهم في حالة من النسيان، ليس إلا استراتيجية خطيرة طويلة الأمد.

وبعد أن بدأت السلطات الكردية مؤخراً بنقل النسوة الأوربيات البارزات وأطفالهن إلى (معسكر روج) حيث الرقابة الأمنية الأعلى في المنطقة، ازدادت محاولات هروب النسوة اللاتي بقين في (مخيم الهول) وكذلك جهود جمع التبرعات لإنقاذهن.

«هذه أخت أخرى من مخيم الهول. إذا لم تغادر عاجلاً، فسوف يقبضون عليهن ويرسلونهن إلى مخيم الإذلال، مخيم روج، حيث يستحيل عليهن الهروب»، هذا ما قرأته مؤخراً “فيرا ميرونوفا”، باحثة في #جامعة_هارفارد، في منشور لإحدى المؤيدات لتنظيم داعش على الفيسبوك باللغة الإنكليزية.

وتقول “ميرونوفا” التي تتحدث إلى النسوة المنتسبات إلى تنظيم داعش في المخيمات: «الكثير من الناس يحاولون الآن الهروب للوصول إلى إدلب ثم إلى تركيا».

ومع تقاضي المهربين ما يقارب اثنا عشر ألف جنيه استرليني لتهريب عائلة جهادية إلى الخارج، فإن شبكة حسابات الوسط الاجتماعي اللامركزية تلتمس التبرعات عبر “باي بال” أو العملة المشفرة (cryptocurrency Bitcoin).

وتقوم العديد من الحسابات، بنسخ الرسائل ولصقها على منصات مختلفة من ضمنها التلغرام وفيسبوك وتويتر، مما يجعل الأمر صعباً على السلطات القضاء عليها.

ويقول المستشار الأمني “ليث الخوري”: «كانت البيئة الجهادية على الإنترنت مضطربة لفترة طويلة وأكثر من أي وقت مضى. لقد أنجزت التلغرام خطوة عظيمة بتعليق تلك الحسابات، ولكن بدلاً من أن تتقلص نشاطاتهم، فإنهم يتوسعون عبر تطبيقات جديدة ثم يعودون بعد ذلك إلى التلغرام بحسابات احتياطية».

وتشكل الآلاف من المنشورات باللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية ولغات أوربية أخرى، شبكة منفصلة تماماً عن شبكة أكبر بكثير ناطقة باللغة الروسية لمؤيدي تنظيم داعش.

«هذه الأخت يجب أن تحصل على المال بحلول يوم الجمعة، لا تزال تحتاج إلى ألف يورو»، يقول منشور باللغة الألمانية. ويقول منشور آخر باللغة الفرنسية: «لا يلزم سوى 3 آلاف يورو إضافية لتحرير اثنتين من أخواتك. أضف هذا العمل الصالح إلى رصيدك، فقد يكون سبيلك إلى الجنة».

واليوم، لا أحد يعرف عدد الهاربين بدقة، على الرغم من أن مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية شاركوا العديد من مقاطع الفيديو لمحاولات فرار تم إحباطها. ومن بين أولئك الذين تم القبض عليهم وهم يحاولون الهرب، توأمان من مانشستر الزهراء وسلمى هالان، اللتان عثرت عليهما التلغراف مؤخراً في معتقلهن الجديد شديد الحراسة في (مخيم روج).

ومن بين الهاربين، جهاديون بارزون آخرون! فقد ذكرت وسائل إعلام فرنسية في وقتٍ سابق من هذا العام أن #حياة_بومدين، أرملة الإرهابي #آميدي_كوليبالي، الذي نفذ هجمات #باريس في شهر كانون الثاني يناير 2015، قد هربت من مخيم الهول ويعتقد أنها في إدلب.

ويرى “الخوري” أن عمليات الهروب وما يرتبط بها من جمع الأموال «تقوّض استراتيجية مكافحة الإرهاب»، ويقول: «أي شيء من شأنه تعزيز الأجندة الإرهابية، سواء في الأيديولوجيا أو الممارسة، يجب أن يكون مصدر قلق للجميع».

ويتابع قائلاً: «عندما لا تعرف مصدر التمويل أو متلقي التمويل وأنت تعرف أن الأشخاص الذين يحتمل أن يتلقوا التمويل والأشخاص الذين يرسلونه هم من المؤيدين الأيديولوجيين لتنظيم داعش، فيجب أن يكون ذلك مصدر قلق مطلق، حتى لو أنها ستساعد النساء والأطفال على الهروب من مخيمات الاعتقال».

من جهته يقول “رافايللو بانتوتشي”، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أنه قد يكون قرار ترك النساء المنتميات إلى تنظيم داعش وأطفالهن في سوريا مناسباً سياسياً، لكنه يناسب كذلك وحدات مكافحة الإرهاب التي تعاني من ضعف الموارد.

ويقول “بانتوتشي” موضحاً: «بالنسبة لقوات الأمن، أعتقد أن هذا يجعل حياتهم أسهل بطريقة ما، لأن عودة الجهاديين وأسرهم إلى الوطن ستتطلب محاكمات وعمليات مراقبة مكلفة».

لكن “بانتوتشي” يرى بالمقابل أن هذا التكتيك «قصير المدى هو استراتيجية سيئة طويلة المدى»، حيث يقول: «الشيء المقلق، هو كلما تركناهم عالقين في طي النسيان لفترة أطول، ومع وجود الأطفال في تلك البيئة الموبوءة، كلما زاد تطرّفهم وزاد التهديد الذي قد يشكلونه في المستقبل. لذلك، يجب إما إيجاد طريقة لتقديمهم إلى محكمة هناك [في سوريا] أو إعادتهم إلى بلادهم ومحاكمتهم فيها، بدلاً من أن يتم تهريبهم إلى الخارج، وفي غضون سنوات قليلة الله يعلم أين يمكن أن يظهروا».

 

المصدر: (The Telegraph)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.