«تعتمد صوره الوكالات العالَميّة»… مُصوّرٌ عراقي يعرض معدّاته للبيع، والسبَب؟

«تعتمد صوره الوكالات العالَميّة»… مُصوّرٌ عراقي يعرض معدّاته للبيع، والسبَب؟

في خطوة فاجأت الشارع العراقي عموماً والوسط الصحفي خصوصاً، عرض المصوّر العراقي “علي دب دب” معدّاته التصويرية للبيع في منشور عبر جداريته في #فيسبوك.

تفاعل ناشطو #التواصل_الاجتماعي مع المنشور بشكل واسع، والحزن يعتريهم بالمجمل إزاء قرار “دب دب” الذي عرفوه وأحبّوه من خلال “انتفاضة تشرين” في أكتوبر 2019.

https://www.instagram.com/p/CH2wPUNjpnJ/?igshid=1aebp3v29ikih

لم تكن منصٖات التواصل وحدها من تفاعلت مع منشور المصوّر الصحفي البارز في #العراق، إنما الوسائل الإعلامية أيضاً، والتقت به محطّة محليّة لمعرفة سبب قراره هذا.

«قرار بيع معدّاتي التصويرية جاء نتيجة المضايقات الأمنية لي. لم يعد بإمكاني التصوير في جل #بغداد، ولا حتى بقية المحافظات، أصبح التضييق علَيَّ كبيراً»، قال “دب دب”.

https://www.facebook.com/852206991524711/posts/3489844534427597/

«اسمي موجود في بعض القوائم التي من خلالها يعتقلون العديد من الناشطين والصحفيين والمدوّنين. هذه المضايقات ازدادت تجاهي بشكل لافت منذ حراك أكتوبر»، أضافَ “دب دب”.

تعتمد الوكالات العالميّة كما “رويترز، فرانس برس” وغيرهما العديد من المواقع الإلكترونية الصور التي يلتقطها “دب دب”، وهذا الأمر بدأ منذ 2016 تقريباً، نتيجة أحداث ذاك العام.


وثّقَ “دب دب” “تفجيرات الكرّادة” الدامية في (3 يوليو 2016) في أواخر رمضان وقتئذ، والتي هزّت مشاعر العالم الذي تضامن وأدانها، حتى أن “جووجل” وضع الوشاح الأسود آنذاك..

راح ضحية التفجيرات /530/ بين قتيل وجريح، وكان لـ “دب دب” صورة لطفلة مسيحيّة نازحة من #الموصل توقد الشموع على أرواح الضحايا، فنشرتها جل المواقع والوكالات.

سبب قرار “دب دب” ببيع معدّاته التصويرية «غالية الثمن جداً» حسب وصفه؛ لأنه ينوي مغادرة البلاد، نتيجة المضايقات الحاصلة له، وهذا ما جعل الناشطون يحزنون.

الحزن واضح في منصّات التواصل، لكن في ذات الوقت جلّهم فرحين لقرار “دب دب” بترك العراق، فـ «الحفاظ على حياته أثمن بكثير من العيش في بلد تنخر به الميليشيات»، على حد وصفهم.

“دب دب” شارك بـ “معركة الموصل” ليس مقاتلاً إنما مصوّٖراً من عمق الحرب مع #داعش، وكانت له هذه الصورة المرفقة أدناه، والتي انتشرت بشكل كبير بوقت قياسي لم يتخيّله هو، كما يقول.

“دب دب” الذي رافق عشرات الأحداث لتدوينها، لم يترك “انتفاضة تشرين” تفلت منه. رافقها بكاميرته منذ اليوم الأول لانطلاقها، وهنا اشتهر بشكل غير مسبوق في منصّات التواصل.

كل يوم، كل ساعة، كل دقيقة، ينتظر ناشطو التواصل آخر الصور التي ينشرها “دب دب” من يوميات الانتفاضة، لمشاركتها، ولسحبها ونشرها عبر حساباتهم، مع كلماتهم الشاكرة له.

“دب دب” ليس الأول ولا الأخير ممّن تعرّضوا (ويتعرّضون) للمضايقات الأمنية في الوسط الصحفي، إذ سبقه المئات بطريق التهديد، والعشرات منهم قُتلوا، بخاصة إبّان الانتفاضة.

يحتل العراق المرتبة /156/ من بين /180/ دولة بمجال الحريات الصحفية عالمياً، والمرتبة /12/ من بين /22/ دولة بحريّة الصحافة عربياً، وهذا دليل على معاناة الصحفيين العراقيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.