كيف تحوّل الزوجان “لينا الكناية” و “همام مسوتي” إلى أثرياء حرب بدعم من “أسماء الأسد”؟

كيف تحوّل الزوجان “لينا الكناية” و “همام مسوتي” إلى أثرياء حرب بدعم من “أسماء الأسد”؟

تُضيّقُ العقوبات الاقتصادية الأمريكية يوماً بعد يوم الخناق على المسؤولين الداعمين للسلطات السورية، فلم ينته العام 2020 حتى أدرجت وزارة الخزانة الأميركية أسماء جديدة على قوائم العقوبات بموجب “قانون قيصر”، وضمَّت عدداً من أفراد عائلة الرئيس بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس ورجال أعمالٍ مقربين منهم، من المعروفين اليوم باسم “أثرياء الحرب الجدد”.

بدورها ذكرت “السفارة الأميركية في دمشق” عبر حسابها على موقع “تويتر” أن “الولايات المتحدة فرضت منذ توقيع قانون قيصر عقوبات على أكثر من 90 من داعمي الأسد، لاستمرارهم في حرب وحشية لا داعي لها، لكن العدد أصبح بعد الحزمة الأخيرة 108 أشخاص وكيان”.

اللافت في حزمة العقوبات الجديدة، إدارج أسماء وشخصيات جديدة استُخدمت كواجهة للأعمال التجارية لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد (أسماء الأخرس) بشكل خاص، والتي شملتها حزمة العقوبات الجديدة إضافة إلى عائلتها، حيث برز اِسْمَا “محمد همام المسوتي” وزوجته “لينا الكناية”.

 

 

الزوجان “مسوتي كناية” وكلاء “سيدة القصر”

من جهته المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جويل ريبورن” أشارَ في إيجاز صحفي إلى أن: “مسألة فرض العقوبات على لينا الكناية وزوجها محمد المسوتي تكمن في أنهما كانا في الأساس وكيلاً مالياً، وجبهة مالية لأسماء الأسد وبشار الأسد.”

وأضاف المبعوث الأميركي :”تم تمكينهما من السيطرة على أصول تم الاستيلاء عليها من رجال أعمال سوريين آخرين، ونمت هذه الأصول شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت إمبراطورية تجارية خاصة بهما”.

كما أكّدَ ريبورن أن :”الأموال والشركات التي يمتلكها الزوجان ليست أموالهما، بل يديرانها نيابة عن بشار وأسماء الأسد، حيث تعتبر لينا الكناية أقرب مستشارة في القصر الرئاسي”.

 

 

“لينا الكناية” من مستشارة رئاسية إلى مستثمرة في البطاقة الذكية

تُعرف “لينا نذير الكناية” في الأوساط السورية كرئيسة لمكتب “أسماء الأسد” في رئاسة الجمهورية بين عامي 2001 و2008، كما عملت بين عامي 2001 و 2006 في مجال الشؤون الإدارية والمالية في “الصندوق السوري لتنمية الريف” المعروف باسم “فردوس”، وفق ما نشره موقع “الاقتصادي”.

تحمل لينا الكناية الجنسيتين السورية واللبنانية، وهي من مواليد 1980 (41 عاماً)، وحاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الافتراضية السورية عام 2019، وظهر اسم لينا كناية، للمرة الأولى، في ما سرّبته وثائق “ويكيليس” عام 2012، حيث تكرّرَ ذِكرُ اسمها باستمرار في المراسلات التي تتولاها، ما بين الأسد وزوجته، وشخصيات أخرى نافذة ضمن الدائرة المحيطة بالأسد وزوجته.

لم تكن “لينا الكناية” تعمل كمستشارة لأسماء الأسد فحسب، بل كانت المسؤولة الإدارية عن ما يعرف بمكتب مكافحة الفساد في القصر، المسمى بـ”مكتب المتابعة”، وهو المكان الذي تدير منه “أسماء الأسد” ما تبقى من اقتصاد البلاد، ومن خلال هذا المكتب، تصدر إيعازات للقضاء، بإلقاء الحجز الاحتياطي على أموال رجال أعمال، في مقابل منح تسهيلات مالية واستثمارية هائلة لآخرين، عرفوا باسم “أثرياء الحرب”، حيث أشار إليهم رجل الأعمال “رامي مخلوف” في كل مرة يظهر فيها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد مصادرة أملاكه والحجز على أمواله هو وعائلته.

كما ورد اسم “لينا الكناية” في مشروع “البطاقة الذكية” الذي تنفذه شركة “تكامل” التي يملكها رجل الأعمال “مهند الدباغ” ابن خالة أسماء الأسد، حيث ذكر موقع “صوت العاصمة” أن “المشروع يتولاه أشخاص بارزون، منهم “منصور عزام” وزير شؤون رئاسة الجمهورية، و “لينا الكناية” مديرة قسم المتابعة بالقصر الجمهوري، و”علي غانم” وزير النفط والثروة المعدنية.

 

 

همام مسوتي.. من موظف إلى “حوت” اقتصادي

في المقابل، طالت العقوبات الأخيرة “همام مسوتي”، زوج “لينا الكناية”، إذ وصفتهُ الخزانة الأميركية إنه “شخصية نافذة بشكل غير عادي، ويتمتع بنفوذ كبير داخل مؤسساته الاقتصادية، بدعم وإشراف من زوجة الأسد، ويدير ثروة مالية هائلة”.
ويعرف “همام محمد عدنان المسوتي” في الأوساط السورية بأنه عضو في “مجلس الشعب” منذ العام 2016، كما يشغل عضو لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين.

بحسب ما نشره موقع “الاقتصادي فإن مسوتي حاصل على إجازة في الهندسة، وشغل منصب مدير مديرية المستشفيات التعليمية في “وزارة التعليم العالي”، ومدير في “مستشفى الأسد الجامعي”، ومشرف هندسي على قسم الأشعة في المستشفى ذاته، وذلك في بداية حياته المهنية.

إلا أنَّ موقع “مع العدالة” أشار إلى أن نجم “همام مسوتي” سطع بعد زواجه من “لينا الكناية” وعُيّن مديرًا للمستشفى، كما أصبح مديرًا لمديرية المستشفيات التعليمية في وزارة التعليم العالي، “الأمر الذي مكّنه من إجراء عدد كبير من الصفقات المشبوهة لمصلحة هذه المستشفيات بدعم من زوجته.

كذلك لفت الموقع إلى أن “همام مسوتي يحتكر جميع مناقصات شراء الأجهزة الطبية، كما أنه محتكر لغاز الهيليوم المخصص للأغراض الطبية، ويملك علاقات تجارية مع رجلي الأعمال محمد حمشو وسامر الدبس، إضافة إلى وزير التجارة الداخلية السابق عاطف نداف”.

كما يدير مسوتي محفظة استثمارية تتجاوز قيمتها مليار ليرة سورية، إذ يحتكر مع زوجته عددًا كبيرًا من الملفات المتعلقة بالعقارات والأراضي والشركات، وله نشاط أيضًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

 

ما الشركات التي يمتلكانها؟

لم يكتف الزوجان “همام مسوتي” و “لينا كناية” بالمناصب التي يشغلانها فقط، بل يديران مجموعة من الشركات التي تأسست حديثاً وفرضت الخزانة الأمريكية عقوبات عليها.
والشركات الأربع المملوكة لكناية أو المسوتي على قائمة العقوبات، وهي شركة “سوران” ((Souran Company)، وشركة “ليا” (Lia Company)، وشركة “ليتيا” (Letia Company)، وشركة “بولي ميديكس المحدودة المسوؤلية” (Polymedics LLC).

ويشغل “همام مسوتي” مدير عام، وشريك مؤسس في شركة “سوران” التي تأسست بتاريخ 3/9/2018، وصادقت عليها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وتعمل الشركة في مجال الاتصالات ويحق للشركة تركيب برامج حماية الحواسيب من الفيروسات، وتركيب الحواسيب، والمخدمات، وأبراج الاتصالات، وتجهيزات شبكة الاتصالات، وقطع التبديل، وصيانتها، وتأمين الدعم الفني، والتقني لهذه الشبكات، والمؤسسات، والشركات العامة، والخاصة العاملة في مجال قطاع الاتصالات وخدماته، واستيراد وتصدير وتجارة كافة المعدات والمواد، والتجهيزات والبرمجيات الخاصة بهذا المجال.

كما يشغل مسوتي مدير عام وشريك مؤسس في “شركة ليا”، يمتلك 500 حصة في الشركة، بنسبة 50%، قيمتها 500,000 ليرة سورية، والتي تأسست عام 2011، ويحق للشركة القيام بكافة الأعمال التجارية والصناعية والزراعية، واستيراد وتصدير المواد المسموح بها قانونياً، والاستثمار التجاري، وتملك العقارات.

من أبرز الشركات التي تملكها عائلة مسوتي من حيث القيمة المسجلة شركة ليتيا” للفوط الصحية برأسمال يبلغ نصف مليار ليرة سورية، والتي صادقت وزارة التجارة الداخلية على تأسيسها عام 2019، ويحق للشركة تصنيع وإنتاج الفوط الصحية، وتجارة واستيراد كافة مواد الصناعات التحويلية، والتجهيزات الطبية، والاستثمار في المجالات الصناعية والتجارية، والقيام بأعمال التعهدات والمقاولات، ودخول المناقصات والمزايدات، وتمثيل الشركات والوكالات العربية والأجنبية.

وتعود ملكية الشركة التي تتخذ من ريف دمشق مقراً لها، لأربعة شركاء سوريين، وتملك “لينا محمد نذير الكناية” نسبة 52% من رأسمال الشركة، في حين يملك كل من “محمد همام محمد عدنان مسوتي” وابنتيه “تيا محمد همام مسوتي” ، و “ليا محمد همام مسوتي” ما نسبته 16% لكل منهما.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.