تستمر أعمال توسيع أحد المدرجين الرئيسين في #قاعدة_حميميم الجوية الروسية في #سوريا بمساحةٍ تقارب من ألف قدم.

وسيسمح هذا التوسيع للقاعدة بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك الرافعات الجوية الثقيلة وحتى القاذفات المحتمل إحضارها، بحسب تقريرٍ لموقع (The Drive).

ونشر الموقع صوراً التقطتها أقمار صناعية ترصد عمليات توسيع أحد المدارج الرئيسية في قاعدة “حميميم” في خطوة من شأنها أن تزيد من الطاقة الاستيعابية للقاعدة وتسهّل عمليات النقل اللوجستية والاستراتيجية للروس في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الموقع إن الصور التي التُقطت في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تدل على قيام الروس بإضافة نحو 300 متر للمدرج الغربي في القاعدة الجوية.

يأتي ذلك، في وقتٍ بات فيه #مطار_حميميم على الساحل السوري، مركزاً رئيساً للتدخّل العسكري الروسي في البلاد والذي بدأ أيلول سبتمبر 2015.

وبعد عامين من ذلك، وقّعت الحكومة الروسية عقد إيجار جديد للقاعدة طويل الأمد مع السلطات السورية، وذلك كجزءٍ من صفقة أكبر شهدت أيضاً قيام روسيا بتوسيع وصولها إلى مرافق وموانئ في طرطوس لما لا يقل عن 49 عاماً.

وتقدم القاعدة المذكورة قيمة استراتيجية لروسيا خارج أراضيها، حيث يمكنها دعم أنشطتها العسكرية الموسعة، خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط.

وشهدت القاعدة، التي تضم مدرجين متوازيين يمتدان من الشمال إلى الجنوب، عمليات توسيع وإضافات كبيرة منذ وصول القوات الروسية إلى هناك بأعداد كبيرة قبل ست سنوات.

فبدءاً من العام 2015، أُعيد بناء أجزاء كبيرة من المنشأة بشكلٍ فعال وتحسينها بشكلٍ كبير، بما في ذلك توسيع مرافق الهليكوبتر والبنية التحتية الداعمة والدفاعات.

وتضمن ذلك إضافة رصيف منحدر تبلغ مساحته حوالي 819000 قدم مربع مع إمكانية الوصول المباشر إلى المدرج الشرقي الذي تم الانتهاء منه عام 2016، بالإضافة إلى صف من ملاجئ الطائرات المحصنة في الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة التي تم بناؤها بين عامي 2018 و2019 رداً على التهديد بهجمات الطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة النارية غير المباشرة.

ويبدو أن عمليات التمديد هذه هي ثمار العمل الذي بدأ عام 2017 والذي يبدو أنه على وشك الانتهاء الآن. كما تضمنت جهود تحسين المدرجات على مدار السنوات الأخيرة بناء ثلاثة ممرات جديدة تربط مدرجي القاعدة معاً في نقاط مختلفة.

فظاهرياً، أُغلِق المدرج الغربي بشكل كامل منذ 2016 مع ظهور إشارة X  في طرفي المدرج في العام ذاته، ذلك بالرغم من إظهار صور الأقمار الصناعية طائرات عليه منذ ذلك الحين. وعندما افتُتِح المدرج الرسمي في شكله الموسع، فإن ذلك سيمثل توسعاً كبيراً في قدرات وإمكانيات القاعدة الإجمالية.

وفعلياً، نفّذت ناقلات الطائرات الروسية الكبيرة، بما في ذلك طائرات An-124 الضخمة، بالعديد من الرحلات إلى قاعدة حميميم، حيث أن المدرج الأطول يمكن أن يسمح لها بالتحليق داخل القاعدة وخارجها بأوزان إجمالية أكبر.

وهذا يعني أن هذه الطائرات سوف تكون قادرة على جلب المزيد من البضائع والركاب في كل رحلة وتنظيم العمليات الروتينية في القاعدة، التي تعمل كقناة لوجستية مهمة للقوات الروسية في جميع أنحاء سوريا. كما سيوفر المدرج الإضافي هوامش أمان أفضل لحالات الإقلاع المرفوضة.

كذلك سوف يمكّن المدرج الموسّع طائرات الشحن الفردية من جلب حمولات أكبر في غضون فترة قصيرة لدعم الزيادات المخطط لها في نشاط العمليات أو الاستجابة للتغيرات المفاجئة للقتال في البلاد.

ويمكن أن يوفر أيضاً نقطة انطلاق وسيطة للرافعات الجوية الروسية المثقلة بالأحمال، والتي لا يمكن تزويد أي منها بالوقود جواً، المتجهة إلى دول أخرى في المنطقة مثل ليبيا وغيرها.

إن تمكنت روسيا من نصب قاذفاتها في قاعدة حميميم، حتى في عمليات قصيرة الأجل، من شأنه أن يوفر بديلاً أقل تعقيداً من الناحية السياسية لاستخدام هذه الطائرات في القتال المستمر في سوريا.

وفي الوقت نفسه، ستوفر أيضاً العمليات الروتينية لنشر القاذفات في القاعدة قوة إستراتيجية قيّمة للقاعدة. ويمكن للقاذفات، وكذلك طائرات الدوريات البحرية طويلة المدى من طراز T-u142 والتي تعتمد على نفس تصميم القاذفات من طراز Tu-95MS والتي تحلق في طلعات جوية في البحر المتوسط، أن تشكل تحديات جديدة لحلف الناتو في الجانب الجنوبي على وجه الخصوص.

فالقاذفات الروسية التي تنطلق من حميميم والمسلحة بصواريخ كروز ستكون قادرة على إصابة أهداف في أوروبا معرضة للخطر من قبل ناقلات جنوبية جديدة تماماً، وسيمكنها أيضاً الاشتباك مع الأصول البحرية في البحر المتوسط خلال أي صراع محتمل.

إن عملية البناء الجارية الآن في قاعدة حميميم، تؤكد على أهميتها الكبيرة بالنسبة لروسيا من أجل جهودها المستمرة داخل سوريا وخارجها.

كما أن تمديد المدرج وأي جهود أخرى لاحقة لتوسيع القاعدة؛ لن تؤدي إلا إلى زيادة أهميتها الإستراتيجية الشاملة بالنسبة للكرملين.

وفعلياً، هناك مؤشرات على أنه في الوقت الذي لا يزال القتال فيه مستمراً في سوريا، فإن رؤية الكرملين بعيدة المدى والتي ترى أن حميميم سيستمر في التطور ليصبح موقعاً عسكرياً روسياً عاماً في الخارج.

ويبدو أن لدى الكرملين النية في البقاء في حميميم لعقودٍ قادمة، إلا أن البناء الجديد يشير أيضاً إلى أن الخطط جارية لتوسيع دوره بشكل كبير في العمليات العسكرية الروسية في المنطقة وخارجها، مما قد يتسبب في مزيدٍ من التهديد على  المنطقة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة