لم يخرج مدرّسو #الجامعات السورية من حلقة الضائقة #الاقتصادية التي أصابت كل من يعيش في هذه البلاد، حيث أدّى تدهور #الليرة_السورية وعدم الدفع بتحسين الأجور بما يتناسب مع تهاوي قيمة #العملة، إلى جعل رواتب المدرّسين الجامعيين بخسة وغير كفيلة بتأمين متطلّبات الحياة الأساسية، بالنسبة لشخصٍ أنفق ما يزيد عن 35 عاماً من عمره بين الكتب والأبحاث والأطروحات العلمية.

هذا الواقع، دفع بالمدرّسين الجامعيين سواء كانوا (بروفيسور جامعي) أو محاضرين غير حاصلين على الدكتوراه، إلى البحث عن أفقٍ أخرى لتأمين مستقبل أفضل بهم، وهو ما انعكس بدوره على تصنيف الجامعات السورية، التي شهدت خلال السنوات الماضية تراجعاً ملحوظًا بالتصنيف، إلّا أنّها ما تزال تحظى حتّى الآن باعتراف عالمي.

يوجد في #سوريا خمس جامعات وهي جامعة #دمشق وفروعها في السويداء ودرعا والقنيطرة، وجامعة #تشرين في #اللاذقية وفرعها في طرطوس، وجامعة #البعث في حمص وفرعها في حماة، وجامعة #حلب وفرعها في إدلب، وجامعة #الفرات في دير الزور وفرعيها في الحسكة والرقّة، ويُضاف إليها عدّة جامعات خاصّة.

تحتضن هذه الجامعات الخمس سنوياً عشرات الآلاف من الطلّاب، في عشرات الاختصاصات العلمية والأدبية، وتأتي جامعة دمشق في مقدّمة تصنيف الجامعات السورية.

رواتب بخسة لا تزيد عن 70 ألف ليرة للمحاضرين

خلال إعداد هذا التقرير، حاولنا التواصل مع عدد من الأساتذة الجامعيين (بروفيسور)، ولكنّهم رفضوا الحديث عن تفاصيل الدخل من العمل الجامعي، ولكن محاضرين اثنين من جامعة دمشق تحدّثا عن هذه التفاصيل، حيث تبيّن أن المحاضرين غير الحاصلين على الدكتوراه تكون رواتبهم أقل بكثير من المدرّسين الجامعيين الحاصلين على شهادة الدكتوراه.

وأشار أحد المحاضرَين الذين التقيناهم، إلى أن رواتب المدرّسين الجامعيين الحاصلين على الدكتوراه تتراوح بين 130 – 170 ألف ليرة سورية، وبعد أن تجاوز سعر صرف الدولار الواحد أكثر من 3300 ليرة سورية، أصبح هذا المبلغ يعادل نحو 50 دولار أمريكي شهرياً.

وتابع المصدر: «المحاضرون غير الحاصلين على شهادة الدكتوراه يعملون بنظام تدريسي يجعل رواتبهم لا تزيد عن 70 ألف ليرة سورية، ولكن هؤلاء في الغالب يكونوا في مرحلة الدراسة، حيث يعدّون رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه بالتزامن مع عملهم».

وفي أواخر شهر كانون الثاني الماضي نشرت صحيفة (الوطن) المحلّية تقريراً تحت عنوان “هكذا يحاول السوريون إدخال الفيل في ثقب الإبرة”.

وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن الأسرة السورية المتوسّطة تحتاج شهرياً إلى 650 ألف ليرة سورية لتحصيل الحد الوسطي من احتياجاتها، موضحةً أن 70% من السوريين يقتصرون على وجبة أو اثنتين كحد أقصى.

الهجرة أو بحث عن سبل معيشية أخرى داخل سوريا

أمام هذا الواقع من قلّة الدخل، لجأ العشرات من المدرّسين الجامعيين إلى الهجرة من #سوريا إلى دولٍ أخرى إمّا لأسبابٍ سياسية، أو بحثاً عن فرصٍ أفضل خارج البلاد، غير أنّه لا يوجد أي إحصاء عن عدد المدرّسين الذين غادروا البلاد.

وقال أحد المحاضرين الذين التقيناهم: «إن المحاضرين السوريين الذين غادروا سوريا إمّا انتقلوا للتدريس في جامعات في الدول المجاورة، أو اتجهوا للعمل في مراكز دراسات وأبحاث، والبعض منهم اتجه إلى أوروبا لبدء حياته من جديد».

وأضاف ذات المصدر، أن من لم يغادروا باتوا يبحثون عن فرص إضافية، مثل التدريس في الجامعات الخاصة، والمعاهد ومراكز التدريب الخاصة، إضافةً إلى التدريس الإضافي في “الجامعة الافتراضية السورية”.

حتّى أن بعض المدرّسين الجامعيين يتّجه إلى الدورات الخاصّة للطلّاب في الفروع العلمية التي تحتاج إلى تركيز مفقود في المدرّجات المتخومة بالطلّاب، وفي بعض الأحيان تكون الدورات الخاصّة لذات المادة التي يعطيها المحاضر في الجامعة، حيث يعود لإعطائها ضمن عدد طلّاب أقل وشروط تدريس أفضل.

تصنيف الجامعات السورية يتراجع

بالتأكيد فإن جميع هذه الوقائع، أثّرت على تصنيف الجامعات السوري على نحوٍ واسع، حتّى أن الكثير من الطلّاب الذين يطمحون إلى استخدام شهاداتهم لإتمام التعليم في خارج سوريا، أو العمل في شركات في دولٍ أخرى باتوا يتخوّفون من ضعف عدم حصولهم على الفرصة المواتية بسبب التصنيف المتأخّر لجامعاتهم على المستوى العالمي.

وبحسب آخر تصنيف صادر عن مؤشّر “ماتريكس” العالمي لعام 2020، فقد احتلت جامعة دمشق المرتبة الأولى في سوريا والمرتبة 3533 عالميًا، وجاءت جامعة #حلب في المرتبة الثانية على مستوى سوريا، وفي المرتبة 4518 عالمياً، ثم جامعة تشرين بتصنيف 4582 عالمياً، وتلاها “المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا” في المرتبة 5424 عالمياً، ثم جامعة البعث في المرتبة 5742 عالمياً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.