“حذاء الكعب العالي”.. من كونه رمزاً للرجولة إلى ارتباطه بالمرأة المُثيرة

“حذاء الكعب العالي”.. من كونه رمزاً للرجولة إلى ارتباطه بالمرأة المُثيرة

“حذاء الكعب العالي وظيفته رفع مؤخرات النساء وتقصير خطواتهن”، هكذا وصفت الكاتبة والإعلامية الأسترالية “جرمين غرير” التي تعتبر إحدى أبرز الأصوات النسوية حذاء الكعب العالي في كتابها “المرأة المخصية”، مشيرةً إلى أن المجتمع الذكوري اقنع المرأة أنها بارتداء الكعب تصبح أكثر إثارةً وجمالاً، ولكن مؤخراً بدأنا نشهد رجالاً يرتدون الحذاء ذو الكعب العالي، سواءً في فيديو كليبات بعض الأغاني أو في الإعلانات أو خلال المظاهرات أو حتى في بعض المسابقات، وذلك لأهداف مختلفة أما بدافع لفت النظر أو لتحميل الحذاء رسائل جنسية أو جندرية، أو حتى سياسية.

موضة فرعونية وصلت إلى أوروبا

أن يرتدي الرجل حذاء ذو كعب عالي، أمر قد يبدو اليوم مثير للدهشة والاستغراب من قبل البعض، وللقرف والاشمئزاز بالنسبة للآخرين، إلا أنه أمراً كان رائجاً لدى الفراعنة، حيث اعتادت الطبقة العليا من الرجال والنساء في المجتمع المصري القديم على ارتداء حذاء مصمم بكعب عالي للدلالة على مكانتهم العالية والرفيعة، وكان ارتداء الحذاء ذو الكعب العالي مُحرماً على أبناء الطبقات الأخرى مثلما كان مُحرماً على أبناء هذه الطبقات وضع الصبغيات على الوجه أو الأظافر التي كانت تستخدم على أنها طرق وأدوات للتجميل.

في ذلك الوقت، لم ينظر إلى الحذاء على أنه إحدى أدوات الإثارة أو الأنوثة أو الرجولة، بل كان دليلاً على المكانة الاجتماعية العالية.

ويُعتقد أن الفرس وجدوا أن الكعب العالي يساعدهم في تثبيت أقدامهم في سروج الخيول، لذلك كان الحذاء ذو الكعب العالي مخصصاً للفرسان والمحاربين ومازال إلى اليوم مستخدماً من قبل رعاة البقر.

كما ربط ملك فرنسا “لويس الـ 14″، بين انتعال الكعب العالي والمكانة المرموقة، لذلك صار الكعب العالي في القرن الـ17 حذاء الطبقة الأرستقراطية في فرنسا ومن ثم في أوروبا، وبعد ذلك نال إعجاب النساء اللواتي وجدن أنه دليلاً على المساواة مع الرجل، إضافة إلى كونه يكسبهن عدة سنتميترات، و يضفي جمالية وتناسقاً على أجسداهن.

الثورة الفرنسية قلبت مفهوم ارتداء الحذاء الكعب العالي

حطمت الثورة الفرنسية معايير الملابس والأزياء التي كانت سائدة، وثارت على الأزياء الارستقراطية التي اعتبرتها مفرطة في الإسراف والترف ودليلاً على التماييز الطبقي، خاصة أنها تسرف في استخدام المجوهرات والأقمشة، ولذلك أطاحت الثورة الفرنسية بمفهوم ارتداء حذاء الكعب العالي من قبل الرجال ونسفت علاقته بالرجولة، واعتبرت ارتداءه من قبل النساء دليلاً على السطحية، وعندها تخلت أوروبا عن ارتداء الحذاء ذو الكعب العالي.

 رمزا للأنوثة والإثارة

عادت زهوة الاحتفال بالكعب العالي في منتصف القرن التاسع عشر، عندما تحول إلى رمز للأنوثة وللمرأة المثيرة، وذلك بعدما استخدمت تجارة (البورنو) اختراع الكاميرا للترويج لنفسها من خلال نشر بوسترات وصور عليها عارضات جميلات يتمتعن بمؤخرات مرفوعة ومنتعلات لحذاء الكعب العالي، من هنا بدأ الربط بين الكعب العالي وإثارة المرأة، وبدأت النساء بارتداءه على استحياء.

رمز القوة والصلابة

بعد ذلك تبنت العديد من دور الموضة ومصممي الأزياء حذاء الكعب العالي، ورغم أنهم لم يسعوا إلى إلغاء كونه يوحي بالإثارة، إلا أنهم سعوا إلى ربطه أيضاً بقيم المرأة المعاصرة مثل الأناقة والقوة والحرية والفردانية، فدخل حذاء الكعب العالي عالم سيدات الأعمال والسياسيات والمشاهير، فكلما تقدمت المرأة في سلمها الوظيفي، كلما ازدادت سنتمترات كعبها، وبالاعتماد على تصاميم مختلفة اعتبرت العديد من النساء أحذية الكعب العالي، أحذية عملية، لابل وصفها بعض المصممين مثل “كريستان لوبيتان” بأنها تفتح للمرأة أفقاً أوسع.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.