«جيلٌ تم التضحية به»، استُخدِم هذا التعبير سابقاً لوصف المعاناة التي كان يعيشها ملايين العراقيين ممن قاسوا حظراً لا هوادة فيه خلال تسعينيات القرن الماضي، بعد ثمانية أعوامٍ من الحرب ضد #إيران.

لكن أكثر من وصف معاناة العراقيين في عهد #صدام_حسين، يصف هذا التعبير اليوم المأساة التي استمرت لعشر سنواتٍ بالضبط منذ بدء الاحتجاجات الشعبية  ضد #بشار_الأسد.

فالشباب السوري، ضحايا صراعٍ لا نهاية له، بحسب تقريرٍ لصحيفة (LEFIGARO) الفرنسية، قُتِل فيه مئات الآلاف، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المفقودين وأكثر من عشرة ملايين لاجئ في الخارج أو نازح في الداخل.

حقيقةٌ قاتمة تكشفها نتيجة المسح، الذي أجرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على 1400 سوري تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، يعيش 800 منهم في #سوريا، و400 آخرين هم لاجئون في #لبنان، و200 في #ألمانيا.

ففي هذه البلاد التي مزقتها الحرب، يقول واحدٌ من كل شابين (47٪) إنهم فقدوا قريباً أو صديقاً مقرباً. كما فقد واحد من كل ستة شباب (16٪) أحد والديهم أو كليهما، أو أصيب الوالدان بجروح خطيرة.

كما يؤكّد المسح أن 54٪ من الشباب الذين شملهم المسح، فقدوا في وقت أو آخر الاتصال بأحبائهم. وفي لبنان، هذا هو حال ما يقارب من سبعة من كل عشرة شباب، وفي ألمانيا، أكثر من نصف الشباب السوريين الذين شملهم المسح ليس لديهم أخبار عن أهلهم وأحبائهم.

كذلك تسبّب التسرب من المدرسة خسائر فادحة، فقبل الحرب، كان 93٪ من الأطفال يذهبون إلى المدرسة، أما اليوم، فيقول أكثر من نصفهم إنهم فوّتوا عاماً دراسياً واحداً على الأقل أو أكثر، بسبب الحرب.

كما يعاني أكثر من ثلثي اللاجئين السوريين الشباب، الذين تضرروا بشدة من الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان منذ أكثر من عام، من نقص في الموارد المالية.

ويشعر أكثر من 90٪ من السوريين الذين يعيشون في ألمانيا بالقبول في البلد المضيف، لكن في المقابل، يشعر ثلثهم تقريباً بأنهم «غير مرغوب بهم نوعاً ما» أو «غير مقبولين على الإطلاق» لدى جارهم اللبناني.

وهناك رقمٌ غير مفاجئ في هذا المسح، الذي لا يتضمن أي أسئلة حول آمالهم في العودة، فالسلامة هي الأولوية بالنسبة لـ 75٪ منهم.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة