دارت اشتباكات، ظهر السبت، بين عناصر يتبعون لتنظيم «داعش» وعناصر من القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام ضمن أحد المولات التجارية في بلدة أطمة شمال غربي سوريا، ما تسبب بشل الحركة المدنيّة في المنطقة.

وقال ناشطون محليون لمراسل الحل نت إنّ: «دورية تتبع لهيئة تحرير الشام لاحقت عنصرين لتنظيم داعش بينهما امرأة ضمن مول تجاري ودارت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والقنابل اليدوية حيث أصيب احد عناصر القوة الأمنية التابعة لتحرير الشام بجروح».

وأضاف الناشطون، أن «الاشتباكات الدائرة تسببت حتى الآن باغلاق جميع محلات المول التجاري، كما عملت تحرير الشام على نصب حواجز على مداخل بلدة اطمة وتفتيش المارة والتدقيق على أسمائهم».

وسبق أن قتل أربعة عناصر من القوة الأمنية في هجوم لتحرير الشام على خلية لتنظيم الدولة في حي الضبيط بمدينة إدلب كما تسببت الاشتباكات بمقتل مدني كان قرب موقع الاشتباكات.

وتجدر الإشارة إلى أن هيئة تحرير الشام بدأت منتصف العام الماضي حملةً عسكريّة على العديد من الفصائل في إدلب أبرزها تنظيم «حرّاس الدين»، على خلفية تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا”، التي ضمت العديد من الكيانات الموالية لـ زعيم القاعدة “أيمن الظاهري”.

وشنّت الهيئة حينها هجمات عديدة على مقار تلك التنظيمات واعتقلت عدداً من قياداتها منهم “أبو مالك التلي” و “فضل الله الليبي” وأبو عبد الرحمن مكي، وذلك بعد مواجهات دامت لأيام تركزت في مناطق “عرب سعيد” مما تسبب بوقوع قتلى وجرحى.

ومنعت الهيئة بعدها تشكيل أية غرفة عمليّات أو فصيل عسكري في مناطق سيطرتها شمال غربي سوريا، وحصرت الأعمال العسكرية بيد غرفة عمليات “الفتح المبين” التابعة لها. 

وتحاول الهيئة من خلال شنّها الحملات العسكريّة على الفصائل المصنّفة على قوائم الإرهاب، تصدير نفسها على أنها «جهة معتدلة»، وتسعى لإخراج نفسها من عباءة التنظيمات المتشددة.

إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل من خلال ممارساتها في المناطق التي تسيطر عليها والتي تشبه إلى حد كبير ممارسات تنظيم #داعش.

وهيئة تحرير الشام هي خليط من الفصائل الإسلاميّة والمتطرفة في مناطق شمالي سوريا، وتشكّل هيئة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، العماد الرئيسي لها، وأُعلن عن تشكيلها مطلع عام 2017، بقيادة زعيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني”.

 وتوثق جهات حقوقيّة عشرات حوادث الانتهاكات المسجلة باسم «هيئة تحرير الشام»، التي سيطرت على المنطقة بعد معارك خاضتها مع فصائل المعارضة وأنهت وجود معظمها، لتفرض سيطرتها على كامل محافظة إدلب وتشكل «حكومة الإنقاذ» لتكون ذراعها المدني في المنطقة.

يذكر أن برنامج (مكافأة من أجل العدالة) أعلن، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، عن مكافأة بقيمة 10 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات عن “الجولاني”(زعيم تنظيم جبهة النصرة سابقاً) المُرتبطة بتنظيم #القاعدة، يتزامن ذلك مع إدراج هيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.