حذّر المدير العام لسد تشرين “حمود الحمادين” من احتمالية توقف سدي تشرين والفرات عن توليد الكهرباء إذا ما استمر انخفض مردود المياه في نهر الفرات، بعدما وصل مخزون البحيرات في السدين إلى أدنى مستوياتهما حتى تاريخه.

وقال الحمادين في تصريح لموقع (الحل نت) إن الوارد المائي منذ قرابة شهرين لا يزيد من 200 متر مكعب في الثانية، وإن المخزون الاستراتيجي للمياه في بحيرتي سد تشرين والفرات يتم استنزافهما حاليا.

أول آثاره

وأضاف أن أول تأثير لهذا الانخفاض في سوية المياه، ظهر في انخفاض معدل ساعات التغذية للمناطق والتي كانت تصل في بعضها إلى أكثر من 20 ساعة ولكنها انخفضت الآن من 3 إلى 4 ساعات على الأكثر.

وأوضح “الحمادين” أن «المنسوب المخفض للمياه أثر على مردود العنفات كهربائياً، ذلك أن العنفة في سد تشرين تحتاج إلى تمرير 450 متر مكعب بالثانية لتولد 105 ميغا واط ساعي، لكن العنفة رغم تمريرها لنفس الكمية من المياه لا تولد سوى 70 ميغا واط ساعي».

وخفضّت تركيا من منسوب نهر الفرات شهر أيار/ مايو 2020، لتصل كمية المياه الواردة مع مطلع تموز/يونيو 2020 لمستويات متدنية، ما دفع “الإدارة الذاتيّة” إلى مطالبة #الأمم_المتحدة بالضغط على تركيا لضخ المياه.

تلوث المياه

ولفت المسؤول إلى أن انحسار المياه في البحيرات بشكل شاقولي وأفقي تسبب بزيادة نسبة التلوث في مياهها وأثر على تأمين مياه الشرب للمناطق المحيطة بالبحيرات، بعدما خرجت شراقات المياه عن الخدمة.

وأكد المسؤول أن الوارد المائي الذي يرد من تركيا لا يكفي احتياجات الري والتبخر فقط، بينما يتم تأمين مياه الشرب والكهرباء عادة من مخزون البحيرات من المياه، الذي وصل لأدنى مستوياته حتى تاريخه.

خرق للاتفاقيات الدولية والثنائية

وتتعارض ممارسات تركيا بشأن مياه نهري دجلة والفرات مع الاتفاقيات الثنائية التي وقعتها مع سوريا والعراق ومع القوانين الدولية، خاصة الاتفاقيتين الدوليتين لعام 66 و97 من القرن الماضي.

وتقر الاتفاقية “السوريّة- التركيّة” الموقعة عام 1987، على التزام تركيا بضخ المياه إلى الأراضي السوريّة بمعدل 500 متر مكعب في الثانية، شرط أن يحصل #العراق، على 60% منها.

ونوه “حمود الحمادين” إلى أن ما تبقى حاليا من مخزون المياه في بحيرات السدود سيتم توزيعها على مياه الشرب وعلى الري، لأن الأولوية ستكون للأمن الغذائي والمائي على توليد الكهرباء.

وتوقع الحمادين أنه في حال استمرت المناسيب على هذا المعدل وحتى شهرين آخرين ستبلغ الحاجة لمياه الشرب والري ذروتها، وقد تتوقف السدود بشكل كامل خلال هذين الشهرين أو تعمل بأقصى حد لمدة ساعتين.

وقال المدير العام لسد تشرين “حمود الحمادين” إنّ على المنظمات الدولية والأمم المتحدة أن تتدخل من أجل وقف كارثة إنسانية وبيئية بكل المقاييس قد تحدث خلال الفترة المقبلة إذا ما استمرت تركيا في التحكم بالوارد المائي المنخفض في نهر الفرات.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.