أظهرت ملفات استخباراتية رُفِعَت السرية عنها حديثاً، أن استجواب زعيم تنظيم #داعش “محمد سعيد عبد الرحمن المولى” في #سجن_بوكا بالعراق، والذي كان خاضعاً للإدارة البريطانية في عام 2008، كشف عن عداءه للمقاتلين الأجانب الذين بدأوا في الوصول إلى الشرق الأوسط بأعدادٍ كبيرة في ذلك الوقت.

كما تظهر هذه الوثائق أن “المولى” كان يعارض بشكل أساسي مشاركة النساء في العمل المسلح، بحسب تقريرٍ لـ (The Independent).

و”أبو جاسم أبو قسورة” السويدي المغربي نائب زعيم التنظيم في العراق، كان من بين أولئك الذين نقل “المولى” تفاصيل عنهم، قبل مقلته على يد الجنود الأميركيين في #الموصل.

وبحسب التقارير، رسم “المولى” السجين، مخططاً لمعسكر “أبو قسورة” غربي الموصل، وساعد في التعرف عليه من خلال أسماء مستعارة مختلفة، ووصف ساعياً موثوقاً كان يستخدمه “أبو قسورة”، بما في ذلك المظهر الجسدي للرجل والمركبات التي يستخدمها والأماكن التي يتردد عليها.

وقد ساعد مقتل “أبو قسورة” “المولى” في الوصول إلى ذروة التسلسل الهرمي الجهادي، خلفاً لأبو بكر البغدادي، بالاسم الحركي للهاشمي القرشي، بعد مقتل زعيم داعش في عمليةٍ للقوات الخاصة الأميركية قبل عامين.

و”المولى” البالغ من العمر 44 عاماً ومتزوج وله ولد، خدم 18 شهراً في #الجيش_العراقي في عهد #صدام_حسين، قبل اعتقاله واتهامه بالمشاركة في التمرد ضد #القوات_الأميركية والبريطانية آنذاك، ثم أُطلِق سراحه عام 2009، كمكافأةٍ له؛ كونه مخبراً، وسرعان ما انضم إلى #تنظيم_القاعدة.

وكانت #واشنطن قد رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل رأس “المولى” المُتّهم بأنه أحد الشخصيات الرئيسة المشاركة في اضطهاد الطائفة الإيزيدية في منطقة #سنجار شمالي العراق.

وتُعدُّ تقارير الاستجواب الـ 56 مع “المولى”، هي المجموعة الثانية من الوثائق السرية حتى الآن والمتعلقة باحتجاز “المولى” في عام 2008. والتي رفعت الإدارة الأميركية السرية عنها من خلال الأكاديمية العسكرية الأميركية في (ويست بوينت) من قبل مركز مكافحة الإرهاب.

وكانت قد كشفت الشريحة الأولى الأصغر من هذه الوثائق في العام الماضي كيف قدم معلومات عن 88 متشدداً.

معلومات تفصيلية وسريّة

وتكشف الوثائق الجديدة أن “المولى” قدم تفصيلاً لتشكيل الجماعة الإسلامية في قاعدتها الرئيسية آنذاك، الموصل، راسماً هياكلها العسكرية والأمنية الداخلية والإدارية والدعاية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه «رسم خريطة قيادة تنظيم داعش بأكملها في الموصل».

وأعطى الرجل، الذي يشغل الآن منصب زعيم تنظيم داعش، المحققين مواقع يمكن تعقب رفاقه الجهاديين فيها، مثل سوق (حي السمر) في المدينة، حيث التقوا واجتمعوا لتناول طعام الغداء.

كما نصح “المولى” القوات الأميركية بأفضل الأوقات في اليوم، للعثور على أعضاء داعش في مواقع مختلفة في أنحاء الموصل، على سبيل المثال وصف مقهى معين حيث يلتقي النشطاء يومياً، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

كذلك تظهر تقارير الاستجواب أن “المولى” حاول في إحدى المراحل إنشاء «رسم وجه مركّب بالحاسوب» لمقاتل جهادي سعودي معروف باسم “جار الله”، وتضمنت أوصافه لبعض زملائه الإسلاميين، للمساعدة في تحديد هويتهم، أوصافًا مثل “خدود ممتلئة” و”لهجة عربية” و”نظارات طبية بإطارات فضية” و”بطن كبير”، وفي حالة أحد الشركاء، قال المولى: «يتمايل عندما يمشي».

الجناح الإعلامي للتنظيم لم يسلم من الوشاية

المولى الذي لم يقدم خطاباً منذ توليه المنصب في تشرين الأول 2019، كان  سخياً بشكل خاص في تقديم المعلومات حول الفريق الإعلامي للتنظيم، #الفرقان، الذي كان ينفذ أعمالاً دعائية. وأوضح موقعهم لضباط المخابرات الغربية.

مشيراً إلى أن «هناك لافتة فوق المكتب تقول: فيديوهات زفاف، لكن المكتب لا ينتج فيديوهات زفاف أبداً». وأضاف أن «أفضل وقت للقبض على شخص ما في المكتب، هو بين العاشرة والثانية عشرة يومياً ما عدا يوم الجمعة».

وقدّم نزيل سجن “بوكا” معلومات عن أفراد “الفرقان”، مع تفاصيل عن المكان الذي يوقفون فيه سياراتهم، مع التركيز على رئيس مكتب الدعاية، الشيخ حكيم، المعروف أيضاً باسم “أبو سارة”.

الهدف من الكشف عن هذه المعلومات اليوم، هو الحرص على إبلاغ الإسلاميين الآخرين بأن “سعيد عبد الرحمن المولى”، الذي بات يُعرف باسم “خليفة الكناري” أثناء وجوده خلف القضبان، كان “يغرّد كالطيور”، وفقاً لأحد المحللين الذي يرى بأن من شأن ذلك بث الخلاف المتعمق داخل تنظيم داعش.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.