أدت فوضى سنوات الحرب في سوريا والعقوبات الخارجية المفروضة عليها وأزمة الجارة لبنان، إلى انهيار اقتصاد البلاد، ومع حلول الانتخابات الرئاسية السورية، لم يكن لكثيرٍ من الشباب التفكير كثيراً بالسياسة أو كيفية الإدلاء بصوتهم.

وبدلاً من ذلك، بات المئات منهم يخططون للهروب من أسعار الإيجارات المتصاعدة باستمرار إلى جانب البطالة وحالة النقص التي تطال أساسيات الحياة من وقود ومواد غذائية.

وبالنسبة لمعظم الشعب السوري، فإن الاقتصاد المنهار وهبوط قيمة الليرة والفساد المتزايد والعقوبات الشديدة، كلها أسباب تدفعهم للتخلي عن البلد والمغادرة.

يؤكّد تقريرٌ لصحيفة (The Telegraph) أنه رغم جهود #الحكومة_السورية لإغراء السوريين على العودة من جانب، والدول الأوروبية لردعهم من جانب آخر، تأمل موجة جديدة من الطبقة الوسطى من الشعب السوري في الفرار اليوم.

لكن طريق الخلاص ليس بالأمر الهيّن، فعملية الهروب من #دمشق إلى #تركيا ثم إلى أوروبا، قد يُكلّف كل شخص أكثر من 10 آلاف دولار، وهو مبلغٌ عالٍ جداً في ظلّ ظروفٍ معيشية صعبة تعيشها الأُسَر السورية، والتي بالكاد تؤمّن متطلبات حياتها اليومية بسبب عدم توافق المردود الشهري مع أسعار المواد الغذائية.

صراعٌ شتّت شمل السوريين

أدى الصراع السوري الذي اندلع في البلاد عام 2011 إلى مقتل ما يزيد عن 388 ألف شخص، ودفع ما يزيد عن نصف سكان سوريا ما قبل الحرب، إلى الفرار من منازلهم.

وبحسب الإحصائيات، يعاني الآن 12.4 مليون شخص سوري من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يعادل 65% من الشعب السوري.  وقد تصاعد هذا الرقم بمقدار 4.5 مليون في غضون عام.

إلا أن الخروج من البلاد اليوم، ليس بالأمر السهل، فقد تشتّت المواقف في القارة الأوروبية بعد الفوضى التي تسببت بها أزمة المهاجرين عام 2015 والتي لجأ خلالها 378 ألف سوري إلى أوروبا.

فقد أعلنت الدنمارك في وقتٍ سابق، أن سوريا “مكان آمن” ويمكن للاجئين العودة إلى بلادهم، ذلك بالرغم من القمع المستمر وخطر الانتقام، حيث يؤكد الكثير من الناس أنهم سيواجهون الاعتقال وحتى الموت إذا ما عادوا.

رفض العودة إلى البلاد

في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، استضافت دمشق مؤتمراً، لاجتذاب ما يزيد عن ستة ملايين لاجئ ممن غادروا البلاد على مدى السنوات العشر الماضية، إلا أن القليل منهم يبدون استعدادهم للاستجابة لتلك الدعوة.

وبحسب دراسات حديثة، فإن 90% من اللاجئين السوريين في كل من #لبنان و#الأردن و#العراق و#مصر، لا يعتزمون العودة إلى سوريا خلال العام المقبل، حتى لو لم يكونوا قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية في البلدان المضيفة.

تفاوتٌ طبقي بين المناطق قبل السوريين

في دمشق، غالباً ما يكون الحد الفاصل بين الحياة الطبيعية والفوضى ضيّقاً، مثله مثل الطريق الفاصل بين الأحياء القديمة في المدينة، فترى بعض الشوارع نظيفة ومرتبة، في حين تحوّلت الضواحي المجاورة إلى  طوابير من المباني المدمرة.

كذلك يظهر التناقض الشديد بين أفراد الطبقة الثرية، والعديد منهم من أتباع بشار الأسد، وأفراد الطبقة الوسطى العاديين في كل جانب من جوانب الحياة اليومية.

وبالنسبة للناس العاديين، فإن مجرد الحصول على الوقود لقيادة سياراتهم، يشكّل  تحدياً. فطوابير البنزين تملئ الشوارع، بينما ينتظر الناس رسالة نصية أسبوعية من مزود خدمات تديره الحكومة، يمنحهم حصة 25 ليتراً فقط من البنزين المدعوم.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.