«مرحباً، اسمي “لونا”، أنا من سوريا، عمري 10 سنوات، وأنا جزء من مجموعة مهتمة بتحقيق المساواة بين الجنسين، اخترت هذا المجال بعدما لاحظت ارتفاع أعداد النساء اللواتي تعرضن للاعتداء والعنف بشكلٍ كبير خلال جائحة COVID-19، ولأن هناك أشخاص في هذا العالم يواصلون التركيز على الجانب السلبي في النساء والرجال، عوضاً عن التركيز على الجانب الإيجابي، لدي ومجموعتي العديد من الاستراتيجيات لتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم- أو على الأقل في منطقة واحدة- نخطط أيضاً لبيع بعض المنتجات كالأقنعة الوقائية والقمصان التي سيذهب إيرادات أرباحها إلى هيئة “الأمم المتحدة” وغيرها من المنظمات المهتمة بحماية حقوق المرأة».

بهذه الكلمات عبّرت الطفلة  “لونا مغمومة” المقيمة في دولة الإمارات المتحدة عن نفسها، في الموقع الذي أسسته مع صديقاتها الثلاث بالمدرسة، وتضيف لـ(الحل نت): «أنشأت مع صديقاتي موقع سميناه المساواة الجندرية Gender Equality، يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا عدم المساواة بين الجنسين، ويسعى إلى زيادة نسب العدالة الجندريّة في العالم».

وبحسب “لونا”، فإن الموقع يحاول التركيز على تمكين النساء ومساعدتهن، ليكن متساويات مع الرجال، فيما تسعى “لونا” وصديقاتها إلى بيع القمصان التي صمموها والتي ستعود أرباحها إلى منظمات مهتمة بحماية حقوق النساء.

أربع فتيات صغار أحدثن فرقاً

“لونا”، وُلِدت في دبي وتسكن مع عائلتها التي غادرت سوريا واستقرت في المنطقة منذ عام 2008، تقول: «إذا تمكنت أربع فتيات (تقصد هي وصديقاتها) من إحداث فرق، فلكم أن تتخيلوا التغيير الذي يمكن إحداثه إن قام كل منا بواجبه»، ولهذا هي مؤمنة أن هذا الموقع سيحدث فرقاً «ولو صغيراً» في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين، وتردف بالقول: «إذا ركز كل شخص على ما يريد، وعمل كل ما في وسعه في سبيل هدف معين، سينجح بالتأكيد»، لذلك تحاول “لونا” وصديقاتها إحداث الفرق الذي يسعين إليه بكل طاقاتهن.

وتشير “لونا” إلى أن معلمهم في المدرسة Mr. Paul Downes ساعدهن على تصميم وتنسيق الموقع وفي إيجاد الصيغة المناسبة للكتابة، كما أنهن حصلن على المساعدة من ثلاثة مدرسين آخرين، بينهم أستاذ التربيّة الإسلاميّة.

وعن طريقة تنفيذ الفكرة، تشرح “لونا”: «في بداية المشروع المدرسي طلب منا المُدرس اختيار أربعة مواضيع تهمنا ونرغب في التعلم عنها، إحدى إجاباتي كانت عن المرأة في الإعلام، ومن هنا تطورت الفكرة، حينها طلب منا الأستاذ البحث في هذا الموضوع، ووضعني في مجموعة مع ثلاث فتيات أخريات لنعمل معاً على المشروع، وأصبحنا صديقات مقربات كثيراً».

وتتابع: «من خلال بحثي، وجدتُ أنه إذا تقدم رجل وإمرأة إلى نفس الوظيفة، فإن فرص حصول الرجل على الوظيفة أكبر بكثير من فرص المرأة، حتى لو كانت المرأة أجدر وذات خبرة أكبر، وهذا الأمر المحزن والسيئ  جعله أرباب العمل شيئاً عادياً وطبيعياً»، وتضيف: «من خلال البحث على مواقع موثوقة وبعد إجراء عدة مقابلات مع مديرة المدرسة ومع بعض الأمهات والعاملات في المدرسة، تأكدنا أن الحصول على فرص عمل مناسبة من أكثر المشاكل التي تواجهها النساء، وأن جائحة كورونا زادت من صعوبة الأمر».

تحلم “لونا” بأن تصبح عالمة فضاء، وتقول إنها دائماً مسحورة بالفضاء الخارجي والكواكب والنجوم، إضافةً إلى أنها تريد أن تتعلم المزيد عنها، أما أنا فما سحرني بـ”لونا” وصديقاتها هو درجة الوعي الذي يتمتعن به وقدرتهن على التفكير في قضايا على مستوى المساواة الجندريّة، الأمر الذي دفعني إلى التساؤل، هل كانت “لونا” وصديقاتها سيفكرن بمثل هذا المشروع لو أنهن كن طالبات في إحدى مدارس “الأسد”، أم أن مشاريعهن حينها سوف تقتصر على التصفيق وترديد شعارات الولاء للقائد؟!


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.