يشتكي أهالي معظم الأحياء السكنيّة في مدينة حلب من الانتشار العشوائي لـ«البسطات»، على الأرصفة وأطراف الشوارع، ما يتسبب بإعاقة حركة المارة وحجز مساحات واسعة من الشوارع الرئيسيّة.

ونقلت صحيفة «البعث» الرسميّة عن أهالي في المدينة قولهم إنّّ: «مخلفات هذه البسطات والعربات الجوالة من قمامة وأوساخ تتطاير في الهواء وفي محيط مناطق انتشارها».

ويشتكي عدد من أهالي حيي الأكرميّة وسيف الدولة من «واقع مزرٍ بسبب الفوضى في السوق، الناجمة عن انتشار البسطات على طرفي الشوارع الرئيسيّة، وهذه الحال تزداد سوءاً مع تغاضي الجهات المعنية عن مجمل المخالفات المرتكبة من قبل أصحاب المحال الذين يستخدمون الأرصفة المواجهة لهم لعرض منتجاتهم إلى جانب أصحاب البسطات الملاصقة لبعضها البعض» حسب قول الأهالي.

من جانبه يقول “سعد المحمد” لـ«الحل نت» وهو من أهالي حي سيف الدولة إنه وإلى جانب المئات من أهالي الحي يعاني من صعوبة التنقل خلال التجول في سوق الحي، أو عند رغبته بالتسوّق، حيث أن البسطات تعيق حركة الأهالي، فضلاً عن انتشار القمامة وتراكمها نتيجة مخلفات البسطات والباعة المتجولين».

بالمقابل يؤكد أصحاب البسطات المنتشرون في شوراع المدينة أن تلك البسطات تمثل الأمل الأخير لهم في الحصول على قوت يومهم، وذلك في ظل قلّة الأعمال وانتشار البطالة، وصعوبة الحياة نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار مختلف السلع والخدمات.

وفي اتصال هاتفي مع «الحل نت» يقول “أحمد.ب” وهو موظف في دائرة المياه في حلب، إنه يعمل على بسطة لبيع بعض الألبسة في حي صلاح الدين المجاور لحي سيف الدولة غربي مدينة حلب، مؤكداً أن راتبه الذي يتقاضاه من دائرة المياه لا يكفيه لأسبوع واحد، وهو مضطراً لإيجاد عمل إضافي على عمله كموظف حكومي.

ويضيف “أحمد” بالقول: «بصعوبة عم بقدر وفّق بين مصاريف البيت وراتب الوظيفة بعد ما ضيف عليه يللي عم طالعه من هالبسطة الصغيرة، كل شي صار غالي والراتب ما بيعمل شي».

وفي رده على شكاوى أهالي المنطقة أجاب أحمد بالقول: «إذا الموضوع مضايق المواطنين، منتمنى من الجهات المعنيّة تنظم البسطات بمنطقة محددة وتوزعهم، موضوع إنهاء وجود البسطات أمر مستحيل، في ناس عايشة من ورا هالبسطات ولولاها بتموت من الجوع حرفيّاً».

من جانبها نقلت صحيفة «البعث» عن رئيس مجلس مدينة حلب المهندس “أحمد رحماني” قوله إن المجلس يعمل على إعادة تنظيم هذه الأسواق بإيجاد ساحات وأماكن مناسبة «مؤقتة ودائمة» لأصحاب البسطات والباعة الجوالين، وذلك لإنهاء مشكلة الانتشار العشوائي في الشوارع الرئيسية والأحياء.

وأضاف وفق تصريحات نقلتها الصحيفة: «مؤخراً تم معالجة الأمر في حي الأشرفية وتخصيص ساحة للبراكات والباعة المتنقلين، وذات الأمر عند منطقة جسر الرازي والفيض حيث تم تخصيص مكانين مؤقتين للتسوق، ونتابع جولاتنا اليومية على باقي الأحياء لإيجاد الحلول الملائمة وبما يحافظ على نظافة المدينة ويسهم في تنظيم هذه المواقع والنهوض بواقعها الخدمي».

ويعاني السوريّون في مناطق سيطرة «الحكومة السوريّة» من أوضاعاً اقتصاديّة بالغة الصعوبة، في ظل غياب الخدمات الأساسيّة وصعوبة تأمين المشتقات النفطيّة، فضلاً عن الارتفاع المتواصل في أسعار مختلف السلع والخدمات الناتج بالدرجة الأولى عن انهيار قيمة العملة المحليّة التي سجلت صباح الأربعاء سعر 3230 ليرة سوريّة أمام الدولار الأميركي.