اعتبرت صحيفة (LEFIGARO) الفرنسية قمة حلف شمال الأطلسي، بأنها «قمّة لمِّ الشمل بين #الولايات_المتحدة وحلفائها»، بعد أربع سنواتٍ من سياسة #دونالد_ترامب التي وصفتها بـ «الوقحة». مؤكّدةً أنها ذروة الهدوء بين “تركيا أردوغان” وأعضاء حلف الناتو، خاصة مع #فرنسا.

وقالت الصحيفة، إن الهدوء الملحوظ لعدة أسابيع مع تركيا، هو اقتران مجموعة من الظروف، فقد كان هناك “انقلاب” للرئيس الفرنسي، الذي هز #حلف_الناتو في تشرين الثاني 2019، ثم أرسل طائرات مقاتلة  لدعم #اليونان في صراعها مع تركيا.

الأمر الذي سهّل إطلاق حوار استراتيجي وسمح لمجموعة من الخبراء بالعمل على تحديات ومستقبل التحالف، كما كانت هناك أيضاً العزلة الدبلوماسية لتركيا التي جعلت أردوغان، وهو رجل براغماتي، مدركاً لحدود سياسته.

حساباتٌ معقّدة

لا يمكن للرئيس التركي مغادرة الناتو أو دفع علاقته مع روسيا في عهد #فلاديمير_بوتين إلى أبعد من ذلك، الأمر الذي جعل الحلف عدوه الرئيسي، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي متوترة، والإدارة الأميركية الجديدة أكثر حداثة تجاه تركيا.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن “نورا سيني” أستاذة جامعية، خلال مؤتمر بكلية باريس للأعمال، أن وصول “بايدن” إلى #البيت_الأبيض «غيّر قواعد اللعبة بالنسبة للمنطقة».

مؤكّدةً أنه حتى لو بدأت الولايات المتحدة، منذ عهد #باراك_أوباما، مرحلة الانسحاب من الشرق الأوسط للتركيز على التحدي الصيني، فلا يمكن فعل أي شيء في المنطقة حتى الآن دون مشاركتها.

وتتابع “سيني”: «برحيل ترامب، فَقَد أردوغان حاميه». وخفت نبرته تجاه #إيمانويل_ماكرون، حيث نصح الرئيس الفرنسي قبل أسابيع «بالذهاب للعلاج»، وكذلك تجاه المستشارة الألمانية #أنجيلا_ميركل، التي وصفها بـ «النازية».

تنازلاتٌ بعد الضعف

تقول الصحيفة الفرنسية، أن أردوغان بدأ بتقديم تنازلات بالفعل قبل قمة الناتو، فقد عرضت تركيا على الولايات المتحدة ضمان حماية #مطار_كابول، وهو طريق الخروج الوحيد للدبلوماسيين وعمال الإغاثة، بعد مغادرة الأميركيين لأفغانستان.

ووعدت #أنقرة بأن «تركيا ستكون الدولة الوحيدة الموثوقة» التي تحتفظ بقوات في #أفغانستان، بعد رحيل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

كما دعا أردوغان إلى «إحياء قنوات الحوار مع اليونان» للمساعدة في حل المشاكل مع جارته وإرساء «الاستقرار الإقليمي».

لكن وراء «تصريحات النوايا» تلك، ما زالت الخلافات بعيدة عن التسوية، فمما لا شك أن الحلفاء سيحصلون من أردوغان على سياسة أقل ميولة للغرب، على الأقل في مطالبه.

وليس من المستحيل التوصل إلى حلٍّ وسط مع #واشنطن بشأن S400، وقد أكدت أنقرة، التي رأت تعطيل شرائها لمقاتلات F35 الأميركية من قبل دونالد ترامب، بعد شراء S400s من روسيا، أن خيارها الأول كان دائماً نظام صواريخ باتريوت الأميركي.

الملفُّ الصعب

سيكون الفصل بين الأزمتين الليبية والسورية، أكثر صعوبة بلا شك. ففي #ليبيا، لم تسحب تركيا، التي أبرمت اتفاقات نفطية مع #طرابلس، ميليشياتها حتى الآن، في حين أن البلاد في خضم جهود الانتقال السياسي.

وقد أنشأت أنقرة قاعدتين عسكريتين هناك، إحداهما قاعدة بحرية. وتنوي بوضوح البقاء في طرابلس غربي البلاد، حيث رسخت نفوذها من خلال تقديم مساعدات عسكرية ضخمة للحكومة هناك.

وفي سوريا، حاربت أنقرة الحلفاء الكرد في #التحالف_الدولي لمكافحة الإرهاب، وعززت وجودها في شمالي البلاد، حيث تجنّد المرتزقة الذين ترسلهم إلى ليبيا والقوقاز.

أخيراً، يستمر خطاب #رجب_طيب_أردوغان القومي والإسلامي وتوسيع هيمنته خارج حدوده، فهو يسعى لتفكيك سيادة القانون والاعتداء على الحريات وحقوق الإنسان، في الوقت الذي يريد فيه #جو_بايدن إعادة حقوق الإنسان إلى قلب السياسة الأميركية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة