استقرت أربع وتسعون عائلة، قادمة من #مخيم_الهول السوري، في مخيم “الجدعة” للنازحين، بناحية “القيارة” جنوبي #الموصل، مركز محافظة #نينوى. واختلفت روايات المسؤولين والنواب العراقيين بشأن تلك العوائل، ما بين تأكيد رسمي أنها ليست من عوائل تنظيم #داعش، وبين معلومات، أفاد بها نواب وزعماء عشائريون، حول صلتها بعناصر إرهابية، قاتلت في العراق، محذرين من خطر كبير، قد ينجم عن العائدين، وإمكانية تسرّبهم من مخيمات النزوح.

 

مسؤول بمخيم “الجدعة”: «العائدون نساء وأطفال وليس بينهم رجال بالغون»

“حاتم سعيد”، أحد المسؤولين في مخيم “الجدعة”، أكد لموقع «الحل نت» أن «عدد أفراد العوائل العائدة يبلغ سبعمئة شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إضافةً لمراهقين قلائل، لا تتعدى أعمارهم خمسة عشر عاماً، وليس بينهم رجال بالغون. وتم عزل العائدين في خيم خاصة، ولا يُسمح لهم بالاختلاط مع بقية قاطني المخيم».

وأضاف أن «محافظة نينوى أبدت اعتراضها على استقرار العائدين في مخيم “الجدعة”، حتى قبل أن يصلوا، ما دفع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية إلى تجهيز مخيم “العَملة” الجديد، في ناحية “زمار” شمال غربي نينوى، بهدف نقلهم إليه في الأيام المقبلة».

وعن الوضع في مخيم “العملة” أوضح “سعيد” أنه «تم نصب ثلاث آلاف خيمة فيه، ونعتقد أن المخيم سيستقبل جميع العراقيين العائدين من مخيم الهول السوري، تحت حماية ومراقبة أمنية مشددة، لمنع أي تسرب لهم من المخيم، أو تعرّضهم لعمليات ثأرية، يقوم بها أفراد، عانوا من جرائم تنظيم داعش».

ولا يتوقّع المسؤول في المخيم أن «يعود أعضاء من داعش إلى العراق من مخيم الهول، لأن السلطات الأمنية حريصة على منع هذا، وتقوم بالتدقيق على هويات العائدين وسجلّهم الأمني».

 

العمليات المشتركة: «العائدون لا صلة لهم بداعش، وسيدمجون بالمجتمع»

وتشدد قيادة العمليات العراقية المشتركة، المسؤولة عن فعاليات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في العراق، على أن «العوائل العائدة ليس لها أية علاقة بتنظيم داعش، ولن تبقى في المخيمات، بل سيتم دمجهما في المجتمع من جديد، وفق جدول زمني».

وقال اللواء “تحسين الخفاجي”، المتحدث باسم القيادة، لـ«الحل نت» إن «تلك العوائل تم تدقيق ملفاتها، ومطابقتها مع قاعدة البيانات الأمنية العراقية، ولم تظهر لها أية صلة بتنظيم داعش، فهي مجرد عوائل نزحت نتيجة المعارك، التي دارت ضد داعش في أحيائها بمحافظة نينوى، ومن الضروري أن يعود أفرادها لمناطقهم، التي أصبحت آمنة».

وأضاف: «كل العائدين عراقيون، ومخيم الهول يحتوي على عدة قطاعات، بعضها فيه عوائل اضطرتها ظروفها للنزوح، وأخرى تحتوي على عوائل منتمية لداعش، وهذه العوائل لن تعود إلى العراق، وستبقى معزولة في الهول».

 

العشائر: «النساء العائدات داعشيات، ووزيرة الهجرة متورّطة»

بالمقابل ترى عشائر عربية في المنطقة أن ما يتم تناقله من معلومات رسمية ليس دقيقاً، وترسم صورة أخرى للعائدين، مؤكدة أنها  أكثر من يعلم بالوضع في نينوى، وبمن نزحوا منها أثناء الحرب ضد داعش.

وقال “مزاحم الحويت”، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، إن «العائدين من مخيم الهول جميعهم من عوائل مسلحي تنظيم داعش، وليسوا أبرياء. نحن أهل نينوى، ونعلم من أبناء العشائر ومن الدواعش»، حسب تعبيره.

ويضيف في حديثه لـ«الحل نت»: «هناك شهود عيان لاحظوا أنه فور وصور حافلات عائلات داعش إلى مخيم “الجدعة”، قامت النساء العائدات بالتكبير، وهتفن أن داعش باقية وتتمدد»، مشيراً كذلك إلى أن «قناة تلفزيونية قابلت إحدى النساء العائدات، التي أكدت أن زوجها كان مقاتلاً في التنظيم، وكان متزوجاً من فتاة إيزيدية، وصفتها بالكافرة».

واتهم الزعيم العشائري وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية “إيفان جابرو” بـ«إعادة عوائل داعش من مخيم الهول لأغراض انتخابية»، مشدداً على أن «رئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي لا علاقة له بالموضوع، فـ”جابرو” تم ترشيحها من طرف القيادي بالحشد الشعبي “ريان الكلداني”، والهدف من موافقتها على إعادة عوائل داعش هو إهانة العشائر العربية في نينوى، وافتعال حالة من التوتر الأمني، تؤثر على مناطق جنوب الموصل، بالتزامن مع #الانتخابات_المبكرة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل».

 

وزارة الهجرة: «الكاظمي هو المسؤول»

“كريم النوري”، المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، وصف كلام “الحويت” بأنه «يخالف العقل والمنطق».

وأوضح “النوري”، في تصريحاته لموقع «الحل نت»، أن «قرار عودة العوائل من مخيم الهول ليس بيد الوزيرة “جابرو”، التي سجّلت تحفظها على العودة، إلا أن المجلس الوزاري للأمن الوطني، الذي يترأسه الكاظمي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ويضم وزراء وقيادات أمنية، هو الذي فرض القرار».

وحول الأخبار عن هرب عدد من العوائل العائدة إلى المخيم أكد المتحدث باسم الوزارة أنها «عارية عن الصحة، فقد عادت أربع وتسعون عائلة، فيما رفضت ست عوائل العودة، ولم يتسرّب من المخيم أي من العائدين».

وعن آلية التدقيق الأمني المطبّق على تلك العوائل، قبل السماح لها بالعودة إلى العراق، أوضح “النوري” أن «هناك لجنة أمنية، تضمّ جهات حكومية، ممثلة بمستشارية الأمن القومي، وجهاز الأمن الوطني، وقيادة العمليات المشتركة، ودائرة جنسية نينوى، تدقق بالأسماء، ولا تسمح بعودة إلا من يمتلك سجلاًّ أمنياً نظيفاً. وتم إجراء تدقيق شامل لخمسمئة عائلة، وصدر قرار بعودة الدفعة الأولى منها، البالغ عددها مئة عائلة».

 

نائب برلماني: «رجوع عائلات داعش سيمنع عودة النازحين الإيزيديين»

من جانبها حذّرت “خالدة خليل”، النائب عن المكوّن الإيزيدي في #البرلمان_العراقي، من «حدوث مشاكل جرّاء عودة العوائل من مخيم الهول إلى نينوى»، وهو رأي تطابقت معه غالبية المواقف النيابية العراقية.

وكشفت “خليل”، في حديثها لـ«الحل نت»، عن «وجود كتاب لوزارة الدفاع العراقية، أكد بوضوح انتماء جميع العوائل المتواجدة بمخيم الهول لتنظيم داعش، وهذا الكتاب يحمل الرقم 7553، وصدر في الحادي عشر من حزيران/يونيو 2019. فكيف لا يكون هناك تخوّف من العودة؟».

وتابعت حديثها بالقول: «هناك أمر أخر مهم، كيف يتم إعادة العوائل في ظل التوتر الأمني في المناطق المتنازع عليها، بسبب هجمات داعش المستمرة؟ وكيف يتم إعادة أفراد، متهمين بالعلاقة مع مقاتلي التنظيم المتطرّف، قبل أن تتم إعادة العوائل الايزيدية إلى محافظة نينوى؟».

وتشرح النائب وضع المُهجّرين الإيزيديين، مؤكدة أنهم «يقطنون ستة عشر مخيماً، ومازال هناك ثلاثة آلاف مختطف إيزيدي من قبل تنظيم داعش، لم يُعرف مصيرهم حتى الآن. ورجوع عوائل داعش إلى نينوى اليوم سيثير مخاوف الإيزيديين، ما قد يمنع عودتهم إلى ديارهم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.