رفضت فرنسا طلب لاجئ سوري وصل إلى مدينة «بورج» عام 2014، بالحصول على الجنسية، لأنه عمل أكثر من 44 ساعة في الأسبوع على مدار 12 أسبوعاً متتالياً هذا العام. 

وكانت ردة فعل هذا اللاجئ الأولى هي عدم استيعاب ما يحدث، فـ “رواد الأسعد”، الذي وصل إلى فرنسا في 19 كانون الثاني 2014، كان ينتظر بثقة الرد الإيجابي من الإدارة منذ عامين، وقد تم رفض طلبه للحصول على الجنسية لأنه عمل أكثر من اللازم. وقيل له: «أنت لا تحترم قانون العمل».  

“لم أكن أعرف أن هذا سبب لرفض طلب الجنسية، لم يحذرني أحد!»، يقول رواد بأسف في حديث لصحيفة «لوفيغارو». فلوائح وقت العمل في فرنسا تنص على حد أقصى لوقت العمل يبلغ 48 ساعة في أسبوع واحد أو 44 ساعة على مدى اثني عشر أسبوعاً متتالياً. وينطبق هذا أيضاً على الموظفين الذين يجمعون بين عدة وظائف. 

لقد كان لدى هذا الشاب السوري، البالغ من العمر 35 عاماً، كل الفرص للحصول على الجنسية الفرنسية. فـ رواد حاصل على إجازة في المحاسبة والإدارة، وكان محاسباً قانونياً، عندما اضطر إلى مغادرة البلاد بسبب الحرب، حيث يقول: «قتل الجهاديون والدتي واختطفوا والدي، ولم يعد لدي مستقبل هناك». 

ومرّ عبر لبنان، ولفترة وجيزة عبر دبي، إلى أن حصل على وضع اللاجئ من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.  

حتى تذاكر الطائرة قدمتها الحكومة الفرنسية، وهبط في مطار شارل ديغول. ثم بدأت فترة طويلة قام خلالها بالعمل بعقود صغيرة في مختلف المجالات. 

وفي الآونة الأخيرة، حصل “روّاد” على عقد دائم لمدة 24 ساعة في الأسبوع في شركة توزيع الصحف، ثم تابع بعقد في سوبر ماركت.

 

ولا يعتقد روّاد أنه سيعود إلى سوريا في يوم من الأيام، حيث لا ينتظره شيء، فيقول: «بلدي الآن هو فرنسا». ومنذ ستة أشهر، أسس مشروعه الخاص لبيع المأكولات السورية واللبنانية في شاحنة طعام ويحلم ببدء سلسلته. ويضيف: «أنا أساهم في حياة البلد، وأعمل حتى لا أعيش على المساعدات الاجتماعية». 

وقدمت المحامية “فاز دي أزيفيدو”، التي ترافق رواد في إجراءاته، استئنافاً إلى وزارة الداخلية مستشهدة بالمادة 34 من اتفاقية جنيف التي تنص على أنه يجب على الدول المتعاقدة تسهيل تجنيس اللاجئين. 

ورداً على سؤال من صحيفة لو فيغارو، نددت المحامية بالوضع «الغير مفهوم». وقالت: «هذا يعطي صورة سيئة عن فرنسا من حيث التزاماتها الدولية. إننا هنا ننتقد رواد لأنه دفع ضرائب أكثر».  

إذا لم يتم الرد على الطعن في غضون أربعة أشهر، ستقوم المحامية بالطعن في القرار أمام محكمة مدينة نانت الإدارية المسؤولة عن التجنيس. وإذا لم تنجح الإجراءات القانونية هذه المرة، فسيتعين على هذا الشاب السوري الانتظار عامين آخرين قبل تقديم طلب جديد للحصول على الجنسية. 

منذ هذه الحادثة، يقول رواد إنه يحظى بدعم كبير، ويضيف: “هناك الكثير من الناس الذين يقفون إلى جانبي، إنه أمر مؤثر للغاية. لهذا السبب أحب هذا البلد، وهو ما يشجعني أكثر على أن أصبح فرنسياً”. 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.