الكاظمي وحلم الولاية الثانية: هل ينجح الصدريون بإبقاء رئيس الوزراء العراقي في منصبه رغم ممانعة الإيرانيين؟

الكاظمي وحلم الولاية الثانية: هل ينجح الصدريون بإبقاء رئيس الوزراء العراقي في منصبه رغم ممانعة الإيرانيين؟

أعلن رئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى #الكاظمي أنه لن يشارك في #الانتخابات_المبكرة في العراق، المزمع إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، إلا أن مصادر سياسية عراقية أكدت أن «الكاظمي حصل على وعد من مقتدى #الصدر، زعيم #التيار_الصدري، بضمان الولاية الثانية، مقابل عدم ترشحه في الانتخابات».

ويتمتع الكاظمي بقبول كبير بين مختلف الأطراف السياسية العراقية، باستثناء بعض الأحزاب الموالية لإيران، ويرى محللون أنه يملك فرصةً للاستمرار في رئاسة #الحكومة_العراقية في المرحلة المقبلة، بفضل علاقاته مع القوى الممثلة للمكوّنين السني والكردي، فضلاً عن بعض القوى الشيعية، مثل التيار الصدري و”ائتلاف النصر”، الذي يتزعّمه رئيس الوزراء الأسبق “حيدر العبادي”. فهل سيفوز الكاظمي بولاية جديدة، رغم العراقيل التي يمكن أن تضعها #إيران في طريق طموحه السياسي؟

 

حظوظ الكاظمي

المحلل السياسي “محمد العطواني” يرى أن «القوى المعتدلة ستحظى بقوة نيابية خلال الانتخابات المقبلة، على خلاف الكتل الموالية لإيران، والمرتبطة بالميلشيات المسلّحة، وهذا ما يعزز فرص شخصيات معتدلة مثل الكاظمي في تولي رئاسة الحكومة».

ويتابع “العطواني” في حديثه لموقع «الحل نت»: «قرب الكاظمي من بعض الكتل المعتدلة قد يتسبب بردة فعل لدى التحالفات الأخرى، التي قد تتجمع تحت مظلة واحدة، وترشّح شخصية لرئاسة الحكومة، غير مقبولة أو بعيدة عن مزاج الشارع، وهذا سيدفع كثيراً من العراقيين إلى التمسّك بالكاظمي، والمطالبة ببقائه في السلطة».

وعن علاقة الكاظمي بالتيار الصدري يوضح المحلل السياسي “إحسان الشمري” أن «الصدريين يرون في الكاظمي شخصية وطنية مستقلة وتوافقية، يمكن من خلالها خلق جو سياسي مستقر إلى حد كبير. إضافة إلى توقعاتهم بالفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية في الانتخابات المقبلة، ما يدفعهم للبحث منذ الآن عن مرشح مناسب لهم لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة، والكاظمي مناسب جداً لهذا الدور».

ويرى “الشمري”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «عدم ترشح الكاظمي في الانتخابات، رغم أنه مقبول إقليميا، يدل على أنه ملتزم بوعوده، للصدريين وغيرهم، بعدم تأسيس كيان سياسي، أو الانخراط في معارك حزبية. كما أنه استطاع خلال الفترة الماضية أن يقرأ الساحة السياسية جيداً، مما جعله مستقلاً وبعيداً عن لعبة الانتخابات».

 

ماذا يقول الصدريون؟

“محمود الزجراوي”، النائب عن “تحالف سائرون”، المقرّب من مقتدى الصدر، لا ينفي رغبة الصدريين بوصول شخصية لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، تنطبق عليها بعض من الصفات التي قد يتسم بها الكاظمي.

“الزجراوي” قال لموقع «الحل نت»: «إذا كان رئيس الوزراء المقبل من التيار الصدري، أو ممن يختارهم التيار، فيجب ألا يخضع للضغوطات الخارجية، سواء الشرقية أو الغربية».

ويضيف النائب العراقي: «الصدريون سيكونون مع كل شخصية تحقق سلامة القرار العراقي والسيادة العراقية، ولا تأتي بالتوافق، وإنما بأغلبية سياسية، فإذا توفرت هذه الصفات في الكاظمي فلكل حادث حديث».

 

عقبة الحصول على الولاية الثانية

وعلى الرغم من المقبولية الكبيرة التي يتمتع بها الكاظمي، إلا أنه يواجه عقبة كبيرة، متمثلة بإيران ونفوذها في الداخل العراقي، والمليشات الموالية لها، والتي توجّه لرئيس الوزراء العراقي، بين فترة وأخرى، شتى التهم والتهديدات.

“كريم عليوي”، النائب عن “تحالف الفتح”، المقرّب من السياسي الشيعي “هادي العامري”، يرى في شخصية الكاظمي «تناقضاً لا يؤهله لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة، فهو لم يحسم أمره بالمشاركة بالانتخابات لغاية الآن، فمن جهة يعلن نيته بعدم المشاركة، ومن جهة أخرى يجري اتصالات مع كتل سياسية، للمشاركة معها في الانتخابات».

“عليوي” يضيف في حديثه لـ«الحل نت»: «لا تقتصر نتائج تناقضات الكاظمي على شخصه فحسب، بل طالت فريقه والمقرّبين منه، الذين يمتنعون حتى الآن عن إعلان دعمهم لأي حزب أو جهة سياسية، ما يجعل موقفهم غير واضح أمام الشعب العراقي».

المحلل السياسي “إياد العنبر” يدلي بوجهة نظر قريبة من رأي “عليوي”، ويقول لموقع «الحل نت» إن «إعلان الكاظمي عدم مشاركته بالانتخابات المقبلة ما هو إلا لعبة سياسية، يسعى من خلالها لكسب ولاية ثانية، بالاتفاق مع الكتل السياسية، التي أسهمت في حصوله على الرئاسة».

مضيفا أن «الكاظمي قد يعتمد في طموحه لولاية ثانية على وجوده الحالي في السلطة، لا أقل ولا أكثر، بناءً على مبدأ أن السلطة تولّد السلطة، فهو لا يمتلك أيّ رمزية سياسية أو تاريخ سياسي سوى منصبه الحالي، إلا أن الإشكالية التي ستقف في طريقه هي وجود كثير من القوى السياسية التقليدية، التي تتمتع بخبرة وقدرة في إدارة الانتخابات، وترفض استمراره في رئاسة الحكومة العراقية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة