“سَعداوي” يروي معاناته مع “تشابه الأسماء” بالعراق: تعرّضت للتوقيف بسبب “إرهابي” يحمل اسمي!

“سَعداوي” يروي معاناته مع “تشابه الأسماء” بالعراق: تعرّضت للتوقيف بسبب “إرهابي” يحمل اسمي!

تحدّث الكاتب والروائي العراقي المعروف، أحمد سعداوي، اليوم الأحد، عن معاناته وتجاربه في العراق مع قضية تشابه الأسماء، وذلك عبر تدوينة على جداريته بمنصة فيسبوك.

وقال “سعداوي” إنه: «بسبب الاسم الثلاثي المتشابه، تشابكت الدرجات في الوثائق الدراسية عدّة مرّات، وبسبب التشابه مع أسماء عشرة مجنّدين تأخر تسريحي من الجيش شهراً كاملاً. (أحدهم له اسمي الرباعي)».

وأضاف أن: «أكثرها إزعاجاً هو ذلك الإرهابي الذي فجّر سيارة مفخخة في سوق شعبي في مدينة الديوانية عام 2005، والذي عرّضني للتوقيف أكثر من مرّة أمام السيطرات الأمنية في بغداد».

وأردف: «بل إنني صرت أحمل في حقيبتي بعض الصحف والمجلات التي تنشر صوري، كي أعرّف الجندي في السيطرة أنني لست المطلوب».

«حتى أني، وبسبب نصيحة من أحد الضبّاط، اضطررت للذهاب إلى الديوانية مع صديقي “علي السومري”، وتقديم طلب هناك في مديرية جرائم الإرهاب، ثم صعدت محكمة وجرى تزويدي بكتاب يثبت أنني لست المطلوب».

وأوضح أن: «هذا الكتاب كان يثير إرباك رجال الأمن أكثر، كلما عرضته عليهم، ويستغرقون في قراءته، ما يجعلهم أكثر تركيزاً وتدقيقاً، لذلك توقّفت لاحقاً عن إظهاره، وعوّدت نفسي على تحمّل دقائق التأخير والأخذ والردّ قبل إطلاق سراحي».

ورأى أن: «حلّ معضلة الأسماء المتشابهة يكون في تعميم الاسم الرباعي، واللقب وأسم الأم، في كل المعلومات الأمنية، وتوحيد مراجع المعلومات لدى الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية المختلفة».

كذلك: «التحديث المستمر للوقائع التي تخصّ المطلوبين، فيتم حذف من يلقى القبض عليه أو يحصل تحديث قضائي على إسمه»، تابع “سعداوي”.

وأكمل أن: «البطاقة الموحّدة الحالية لا تحوي سوى الاسم الثلاثي، ولهذا حتى في مطار بغداد كنت أتأخر دائماً بسبب القيد في الحاسبة على اسمي، وصرت أحمل نسخة من البطاقة الموحّدة لوالدي؛ لأنها تحوي اسم والد جدّي (سعد)، الذي ينقذني غالباً من تشابه الأسماء».

مُؤكّداً أنه: «في كل المجتمعات هناك محنة تشابه الأسماء بسبب التفضيلات الاجتماعية لأسماء معيّنة ولتركيبة معيّنة من أسماء الأبناء والآباء والأجداد».

«لكن هذه المجتمعات، الحديثة منها تحديداً، لا تقتل المشتبه بهم بسبب تشابه الأسماء، ولا تقوم بتعذيبهم قبل التأكد من هوياتهم، ولا تقوم بأي إجراء، حتى ولو إهانة لفظية، قبل أن يقرّر القضاء موقف القانون منه».

«بل في المجتمعات الحديثة، هناك إدارة للمعلومات الخاصّة بالأفراد بحيث يكون إسمك في الوثائق الرسمية مثل بصمة إبهامك، لا يشبهها شيء، ويتقلّص هامش الاشتباه إلى حدود ضيّقة جداً»، وفق “سعداوي”.

واختتم “سعداوي” بقوله إنه: «في المجتمعات الحديثة هناك احترام للإنسان، والحكومة وأجهزتها تعمل في خدمة المواطن ومن أجله»، حسب تعبيره.

وأتت تدوينة “سعداوي”، بعد أن أثارت حالة وفاة شاب بصري يدعى “هشام محمد” قبيل أيام،حالة كبيرة من الغضب في الشارع العراقي، بسبب تعذيب “مكافحة إجرام البصرة” له.

واعتقلت قوة من مكافحة إجرام البصرة، في (25 يوليو) الماضي، الشاب “هشام”، بسبب تشابه بالأسماء مع شخص آخر متهم بحريمة قتل، وأثبت القاضي براءته فيما بعد.

لكن وقبل إثبات البراءة، تعرّض “هشام” لمختلف صنوف التعذيب لمدة يومين متتاليين من قبل عناصر الأمن بمركز مكافحة الإجرام، الذي يُديره العميد “محمود شاكر ياسين”.

وبعد أن أثبتت براءته، سلّمه المركز الأمني، الثلاناء، لذويه وهو بحالة صعبة وفاقد للوعي، وأثناء نقلهم له إلى المستشفى لإسعافه، فارق الحياة، وفق تصريحات صحفية أدلى بها أقرباء للضحية.

وتعد قضية تشابه الأسماء، مشكلة حقيقية لدى الأمن العراقي، إذ تسبّبت بموت وسجن مئات من المواطنين وهم أبرياء، وهي تعني تشابه اسم الشخص مع آخر مطلوب للجهات الأمنية.

ولم يفض على هذه المشكلة، نتيجة عدم التدقيق بشكل أكبر، وعدم اعتماد معلومات إضافية للتمييز بين الأشخاص، ناهيك عن غياب قواعد البيانات الأصولية والحديثة للمواطنين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.