«أنقِذوا الاتفاق».. الأمم المتحدة بلحظَة غضَب: عدم تطبيق “اتفاق سنجار” أمر غير معقول!

«أنقِذوا الاتفاق».. الأمم المتحدة بلحظَة غضَب: عدم تطبيق “اتفاق سنجار” أمر غير معقول!

قالت ممثلة بعثة #الأمم_المتحدة لدى العراق، #جينين_بلاسخارت إن: «الجرائم التي ارتكبها تنظيم #داعش بحق الإيزيديين، والتي تشمل الزواج القسري، والاختطاف، والعبودية الجنسية، والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف المتطرف، تصل إلى حد الإبادة الجماعية».

وأضافت بكلمة لها بالذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية أن: «الحالة المزرية تتفاقم جراء حقيقة كون الضحايا غالباً ما يعودون إلى منازل مهدمة أو غير آمنة أو يضطرون للعيش في مخيمات أو عشوائيات مع موت أو فقدان بعض أفراد الأسرة. وبعد سنوات، ما زال الناجون يواجهون تحديات جمة».

كما أردفت “بلاسخارت”: «وبينما هم في حاجة ماسة إلى إعادة بناء حياتهم، ما زالت عقباتٌ غير ضروريةٍ تعترض ذلك؛ بسبب الخلاف على الترتيبات الأمنية وتقديم الخدمات العامة والإدارة الموحدة في سنجار».

وأكملت غاضبةً بأن: «عدم قدرة الأطراف والسلطات على وضع الخلافات جانباً، من أجل الصالح العام، لا سيما في مثل هذا السياق المؤلم، أمر غير معقول بكل صراحة»، في إشارة منها إلى الخلاف بعدم تطبيق “اتفاق سنجار”.

وأوضحت: «تم التوصل إلى اتفاق قبل 10 أشهر حول الإدارة والخدمات والترتيبات الأمنية في قضاء سنجار (…) لكن لا بد من عمل المزيد، لقد كان التقدم بطيئاً بدرجة غير مقبولة في تحسين الحكم وتوحيد الإدارة، والحقيقة القاسية هي أن هذه العقبات تتخذ التقدم رهينة مع دفع أهالي سنجار الذين طالت معاناتهم لهذا الثمن».

واختتمَت: «حان الوقت للتوصل إلى إجماع حول الحكم المستقر والهياكل الأمنية وبالتالي تسريع عملية إعادة الإعمار وتيسير العودة الآمنة والكريمة. يجب تخفيف المعاناة المستمرة دون تأخير، لذا أناشد مجددا كل الأطراف المعنية لأن يعملوا على مراعاة مصالح الناس أولا وعلى وجه السرعة، وتمكين إدارة واحدة وموحدة في سنجار».

وتنتشر في سنجار أكثر من جهة أمنية وعسكرية، أبرزها ميليشيات تابعة لفصائل #الحشد_الشعبي، ومقاتلون من #حزب_العمال الكردستاني، وقوات #البيشمركة، فضلاً عن القوات العراقية، ممثلة بقيادة العمليات المشتركة.

ولحل مشكلة هذا الانتشار الأمني المتضارب عُقدت في (9 أكتوبر 2020) اتفاقية بين #بغداد و #أربيل، سُميّت بـ “اتفاق سنجار” لتطبيع الأوضاع في القضاء، وإعادة الاستقرار فيه، حسب #الحكومة_العراقية.

ومن ضمن بنود الاتفاق «إعطاء مسؤولية الشؤون الأمنية في سنجار للحكومة العراقية الاتحادية، بالتنسيق مع حكومة #إقليم_كردستان؛ أما الجانب الخدمي فيكون من مسؤولية لجنة مشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ومحافظة نينوى».

لكن «الاتفاقية لم تُطبّق بسبب الميلشيات الموالية لإيران، التي تمنع تطبيع الأوضاع على أرض سنجار، ويرافق ذلك ضعف بغداد تجاه الميلشيات المعنية أصلاً بهذه الاتفاقية»، حسب قائمقام سنجار “محما خليل”.

وجاءت كلمة “بلاسخارت” بمناسبة الذكرى السابعة لـ “الإبادة الجماعية” كما اعترفت بها الأمم المتحدة وعدة دول، التي ارتكبها تنظيم “داعش” بحق الأقلية الإيزيدية في قضاء #سنجار التابع لمحافظة #نينوى شمالي #العراق.

إذ هاجم التنظيم في (3 أغسطس/ آب 2014) قضاء سنجار، وارتكب جرائم عديدة، «فقد ذبح 1298 إيزيدياً في اليوم الأول فقط من اجتياحه للقضاء»، وفق “مؤسسة يزدا” المعنية بشؤون الأقليات.

كما اغتصب واستعبد مئات الإيزيديات، واختطف الآلاف من الرجل والنساء والأطفال، ودمّر 68 مرقداً ومزاراً دينياً، وخلّف 82 مقبرة جماعية للإيزيديين، دفن العديد منهم بها وهم أحياء، ناهيك عن عشرات المقابر الفردية للعديد من الضحايا.

وفي آخر إحصائية لمكتب “إنقاذ المختطفين الإيزيديين” المعتمدة من قبل الأمم اامتحدة، فإن عدد الإيزيديبن كان قبل مجزرة “داعش”، يبلغ 550 ألف نسمة، فيما بلغ عدد النازحين بعد المجزرة 360 ألف شخص.

وبلغ عدد الذين هاجروا إلى خارج العراق 100 ألف إيزيدي وإيزيدية، أما عدد المختطفين من التنظيم، فهو 6417 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال، وبلغ عدد الناجين والناجيات 3545 شخصاً، بينما بلغ عدد الباقين والباقيات أسرى لدى “داعش”، 2768 شخصاً، 1298 أنثى، و1470 رجلاً.

وأعلن فريق التحقيق الأممي عن جرائم “داعش”، في مايو الماضي، تورط 1444 عنصراً من التنظيم بارتكاب جرائم ضد الإيزيديين بسنجار، من بينهم 469 عنصراً تم تحديد أماكنهم، وطالب بإنشاء محكمة دولية خاصة بهم.

ويُحيي الإيزيديون والعديد من المنظمات المحلية والدولية هذا اليوم سنوياً بمؤتمرات وندوات لاستذكار المأساة الإيزيدية، والتشديد على إعادة الحياة لسنجار وإرجاع النازحين إلى بيوتهم وتوفير الخدمات لهم وإعمار القضاء.

وبعد 7 سنوات على الإبادة، و6 سنوات على تحرير سنجار، بالضبط في (13 أكتوبر 2015) من قبضة “داعش”، عادت 20 ألف عائلة إيزيدية نازحة فقط، والبقية معظمها بالمخيمات، وفق تصريح أدلى به قائمقام سنجار، “محما خليل” لـ (الحل نت).

ويتمثّل سبب عدم عودة العوائل النازحة إلى سنجار، بانعدام الخدمات، فالكهرباء لا تتوفر سوى ساعتين يومياً فقط، بالإضافة إلى عدم وجود الماء الصالح للشرب.

كما أن انتشار أكثر من جهة عسكرية، خصوصاً الفصائل المسلّحة الموالية إلى #إيران و”PKK” في القضاء، يُثير القلق لدى الناس، ويمنعهم من العودة إلى سنجار، حسب تقرير أعدّه (الحل نت) بالتزامن مع الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.