زيادة استهلاك منتجات التنحيف والمقويات الجنسية في سوريا.. هل أثرت الحرب على الشباب؟

زيادة استهلاك منتجات التنحيف والمقويات الجنسية في سوريا.. هل أثرت الحرب على الشباب؟

انتشرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إعلانات لمتممات غذائية تدعي المقويات الجنسية والتنحيف وحرق الدهون وأخرى لتكبير أو تصغير أعضاء الجسد وخصوصاً النسائية، فيما عده البعض أنّه استهداف مقصود لـ«التربح من يأس وبؤس الشعب».

ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالبلاد، ولا سيما المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، فإنّ هذه المستحضرات تحظى بسوق واسعة في البلاد.

وذلك بسبب، وفقاً لطبيب التغذية الصحية، “رائد الخطيب”، خلال حديثه لـ(الحل نت)، نظرًا «لنظامنا الغذائي الذي يؤدي إلى السمنة، وتنتشر مع بداية موسم الصيف موجة من الهوس لتخفيف الوزن، وخصوصًا من قبل السيدات الراغبات في تخفيض أوزانهن وبأقل مدّة زمنية ممكنة».

وبيّن “الخطيب”، أنّ هناك أدوية تنحيف مرخصة وقوية التأثير وتحتاج لمتابعة طبية أثناء تناولها ويوجد حوالي 13 صنفًا تجاريًا منها ولا يلتزم كثير من الصيادلة بالوصفة الطبية في صرفها، وقد منعت عدة دول في العالم استخدامها نتيجة تأثيراتها الضارة على القلب والأعصاب وسعرها رخيص نسبيًا إذ تباع العلبة ذات العشرين حبة بنحو 500 ليرة سورية.

وهناك حالة معروفة في سوريا قام بها أحد المعامل الدوائية، إذ حلل أحد هذه المركبات العشبية فوجد أن الحبة تحتوي نحو 10 ملغ من دواء سيبوتراين ذي التأثير الضار.

وقدرت بعض المراجع الصيدلانية أن حجم مبيعات الأدوية المنحفة والمقويات الجنسية يشكّل نحو 10 بالمئة من حجم مبيعات الدواء في البلاد سنويًا، أي نحو 100 مليون ليرة من نحو مليار ليرة.

الخدمة العسكرية سبباً رئيساً

ويرجع “الخطيب”، سبب إقبال الشباب نحو المقويات الجنسية، إلى تفكّك المجتمع نفسه وتغيّر تركيبته وضعف الرِّقابة اﻷسرية وغيابها، فضلاً عن العامل الاقتصادي والنزوح والحرب جعلت توفر هذه العلاقات ممكناً دون كثير صعوبة.

وتقول الصيدلانية “لبنى ماهر”، لـ(الحل نت)، إنّه: «في السابق كان غالبيتهم يخجلون من الطلب العلني، والشريحة العمرية التي تتعاطى تلك اﻷدوية مختلفة اﻷعمار، من المراهقين إلى كبار السن، إلا أنها وسطياً تشمل الذكور بين الثلاثين والستين».

وتذكر “لبنى”، أنّ إحدى الحالات التي وردت إليها، كانت لشاب منقطع عن ممارسة الجنس أكثر من ثلاثة أشهر بسبب خدمته العسكرية، ففي البداية استهجن الفكرة، لكن تبين أنّ الفضول دفعه لتجربتها، ووجد أنّها مساعد جيد له ولزوجته في العملية الجنسية.

والحالة الأخرى، كانت لشاب قال لها، «لم يعد يطلع معي شيء، ما إن أفكر بالأمر حتى تصيبني كوابيس من عدم قدرتي على إتمام العملية، وهذا التفكير تكرر عدة مرات، فبعد ما شاهدته من موت وإصابات عبر سنوات الحرب لم أعد شخصاً طبيعياً».

ويعاني كثير من اﻷشخاص من هذه المشاكل وَسْط الحرب، وهذا الضعف يقودهم لتناول المنشطات الجنسية، وفقاً لـ”لبنى”، فالحرب أدت إلى تفاقم المشكلة، لكنها تظهر أكثر لدى الرجال.

تركيا ولبنان مصدرها

مع انخفاض الرِّقابة الدوائية على اﻷسواق، يوضح “الخطيب”، أنّ المنشطات الجنسية ذات المنشأ اﻷجنبي تأتي عن طريق التهريب سواءً من شمال سوريا عبر تركيا أو عبر لبنان، خاصة الألمانية والأميركية، وتباع في الصيدليات دون وصفة طبية في الغالب، ولا سيما المصنوعة من منشأ نباتي، إذّ تعمل هذه العقارات على مبدأ رفع نسبة التشبع بالأكسجين في الدَّم، ولا تؤدي إلى آثار مخدّرة ملحوظة.

وسبق أنّ أكدت نِقابة الصيادلة السورية، أن الخوف هو من الأدوية والأعشاب غير معروفة التركيب والتي يباع بعضها تحت أسماء تجارية معروفة ولها إعلانات واسعة وهي ذات خطورة مضاعفة، نظرًا لانتشارها الواسع وتأثيراتها غير المعروفة.

مشيرةً إلى أنّ هناك عدة خلطات منحفة تحظى بسوق واسعة وهي مركبة في معظمها من (الزنجبيل وحبة البركة والشمرة) ولا تتجاوز قيمتها الـ 50 ليرة بينما تباع بنحو 1000 ليرة.

وتلقى هذه المستحضرات وراجاً وزيادة في الاستهلاك بالرغم من انحدار سوريا إلى «هوة الفقر»، بعد تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، وَسْط تفاقم أزمة شحّ المحروقات وانهيار اقتصادي متسارع يضرب البلاد، التي اعتادت خلال الأشهر الماضية على مشهد الطوابير أمام محطات الوقود.

https://www.facebook.com/7alpress/videos/250568073589257

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.