“الأسد” والدعوة إلى بغداد.. لماذا تروّج إيران لمشاركة الرئيس السوري في مؤتمر دول الجوار العراقي؟

“الأسد” والدعوة إلى بغداد.. لماذا تروّج إيران لمشاركة الرئيس السوري في مؤتمر دول الجوار العراقي؟

في ظلِّ نفيٍ عراقي بتوجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري ‘‘بشار الأسد’’، لحضور مؤتمر دول الجوار، الذي تنظمه بغداد، نهاية شهر آب/أغسطس الجاري، تحدَّثت وسيلة إعلامية محسوبة على إيران بتوجيه الدعوة إلى الأسد حملها رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، ‘‘فالح الفياض’’.

قناة ‘‘الميادين’’، ذكرت صباح اليوم الاثنين، أن الفياض حمل دعوة رسمية إلى الأسد، إلا أن هذه التسريبات التي نسبتها لمصادر خاصة، أخلت وزارة الخارجية العراقية، مسؤوليتها عنها. وقالت في بيان لها، إن الحكومة العراقية «تؤكد أنها غير معنية بهذه الدعوة، وأن الدعوات الرسمية ترسل برسالة رسمية وباسم رئيس مجلس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي) ولا يحق لأي طرف آخر أن يقدم الدعوة باسمه».

بدورها لم تذكر وكالة ‘‘سانا’’ وجود أية دعوة رسمية للأسد، مكتفية بالقول أن الفياض سلّم الأسد رسالة من رئيس الوزراء العراقي ‘‘مصطفى الكاظمي’’، لكن الإعلام العراقي أكد الزيارة.

ويبدو من التسريبات، أن الرغبة في حضور الأسد إلى بغداد، ضئيلة، إلا  طهران تسعى لها في سبيل طرح الأسد كشريك في قرارات وتوجهات المنطقة، كما أنها قد تسهم بإخراج دمشق من العزلة العربية، وتحديداً الخليجية.

ومن المبكر بحث مسألة اندماج دمشق على الصعيد السياسي والدبلوماسي مع محيطها الإقليمي. وبمجرد حدوث هذه الدعوة سيؤدي إلى اعتذار حضور بعض الزعماء أو حتى الحضور بمستوى دبلوماسي منخفض.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، سلّم العراق دعوات رسمية لزعماء دول تركيا وإيران والسعودية ومصر والأردن وقطر والكويت والإمارات لحضور القمة. كما أعلن الرئيس الفرنسي ‘‘إيمانويل ماكرون’’ قبل أسبوع، خلال اتصال هاتفي مع ‘‘الكاظمي’’، أنه سيشارك في القمة الإقليمية ببغداد.

كما لا يمكن الجزم بحدوث نتائج سريعة متوقعة من النسخة الأولى للمؤتمر، إلا أن مجرد الحضور بتمثيل سياسي متوازن للدول المدعوة، سيكون خطوة متقدمة على طريق حل الخلافات السياسية، وبحث مسألة تموضع القوى الإقليمية، ومحاولة التوافق على رسم حدود نفوذها خارج نطاق بلدانها.

ما يعني أن النفوذ الإيراني سيكون مقيّداً بالتزامات إقليمية، وهو الأمر الذي قد تسعى إيران لتحقيق ضربة استباقية ضده ومحاولة تعطيل حضور بعض الدول من خلال الترويج لدعوة الأسد إلى المؤتمر.

ومن المقرر أن تبحث القمة، المشكلات والتحديات التي تمر بها المنطقة، منها التوتر في لبنان واليمن واستهداف السفن في الخليج، وعدة ملفات شائكة في المنطقة، ودعم بغداد سياسياً واقتصادياً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.