رغم تصريحات الناطق باسم لجنة درعا البلد، ‘‘عدنان المسالمة’’، أمس الأحد حول المبادرة الروسية الجديدة في درعا، والتي حاول من خلالها تخفيف احتقان أبناء المحافظة في داخل سوريا وخارجها، إلا أن غالبيتهم عبروا عن رفضهم بنود المبادرة، معتبرين أنها تؤسس لاستسلام المنطقة بكاملها لمصلحة الروس والإيرانيين.

البنود التي تم الكشف عنها بشكل رسمي، تتمحور حول إعداد قائمة بالأسماء التي أجرت التسوية، ولائحة بأسماء الرافضين إجراء التسوية، وأخرى بأسماء الذين سلموا أسلحتهم، وثالثة بأسماء المتخلّفين عن الخدمة العسكرية، ولائحة بأسماء المكلّفين بالخدمة الإلزامية، وخامسة بأسماء الذين يخرجون من حاجز ‘‘السرايا’’ الواصل بين درعا البلد وباقي أحياء مدينة درعا.

لا جديد يذكر في المبادرة، فهي الشروط ذاتها التي وضعتها القوات الحكومية عند حصار درعا البلد قبل أكثر من شهر، إلا أن الروس على ما يبدو يسعون إلى الضغط على أهالي درعا من خلال تهديدهم بعناصر النفوذ الإيراني، في ظل حصار مستمر لم تسعى روسيا إلى فكه بجديّة، وكذلك يبدو أنها كانت ماضية في ذلك من أجل وضع الأهالي في موقف صعب لا يستطيعون مواجهته مع مرور الوقت.

لا يبدو أن المبادرة الروسية ستصمد أمام الرفض الشعبي والسياسي من مختلف القوى والشخصيات، بالتوازي مع استحالة مغادرة الرافضين للتسوية منازلهم وأراضيهم نحو الشمال السوري. عدا عن أن أهالي درعا لم يعد بإمكانهم الوثوق بسهولة بالطرف الروسي الذي استغل المدنيين ولم يلتزم بتعهداته تجاههم.

ووفق مراقبين لتطورات الأوضاع في درعا، فإن استعصاء الوضع وعدم حدوث أي تقدم لإنهاء الحصار، يصب في مصلحة إيران التي تسعى إلى التوغل أكثر في الجنوب السوري، وبالتالي رغبتها في التموضع قرب الحدود الإسرائيلية، ليكون هذا التهديد ورقة رابحة لمصلحتها في المفاوضات النووية مع المجتمع الدولي، وكذلك في أي مفاوضات متصلة تتعلق ببحث نفوذها في المنطقة ومشروعها التوسعي على حساب دم السوريين وعذاباته.

مدير المكتب الإعلامي في (هيئة التفاوض)، ‘‘إبراهيم الجباوي’’ (من محافظة درعا) اعتبر في حديث لـ (الحل نت) بأن روسيا «تملي على أهالي درعا ‘بنود استسلام’».

مشيراً إلى وجود احتمالين أمام أهالي درعا وفق المخطط الروسي، «إما القبول ببنود المبادرة والاستسلام، أو مواجهة التصعيد العسكري من المليشيات الإيرانية».

وتابع أن «الحل ليس سوري سوري، وإنما يكمن من خلال تدخل الدول العظمى، والحل لا يأتي بالقوة العسكرية؛ بل يأتي بالتفاهم والتفاوض وتلبية متطلبات الجماهير التي ثارت من أجله».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.